عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / طراقات مرسي ... ومصافحة نتنياهو
1 يناير 1970
02:48 ص
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
(الصفع، والطراق، والكف، والراشدي، والألم) كلمات فصحى وعامية تستخدم عند الشعوب العربية، وتعني أن يضرب شخص شخصا آخر على وجهه بيده المبسوطة.
وتأخذ معنى مجازيا عندما يقوم شخص باتخاذ موقف من طرف آخر بصورة لم يكن يتوقعها مما تربك حساباته، وتخل من توازنه.
المواقف التي اتخذها الرئيس المصري مرسي منذ توليه الحكم الى يومنا هذا والتي من آخرها احالة وزير الدفاع ورئيس الأركان الى التقاعد، تعتبر مجموعة من الطراقات وجهها الرئيس الى خصومه، داخل مصر وخارجها.
فلقد ألجم الرئيس كل من اتهمه بالضعف والمهادنة للجيش وعقده للصفقات معهم، فها هو يقيل أكبر قياداته، وهي خطوة ليست بالسهلة والكل يجمع على أنها قوية وجريئة، أعان الله تعالى الرئيس المصري على تبعاتها.
الرئيس مرسي وجه صفعات أخرى لمن زعموا بولائه لايران وارتباطه معها، فمن نفيه لاتصال التهنئة في بداية فوزه بينه وبين القيادات الايرانية والتي زعمت وكالة الأنباء الفارسية عن وقوعه، الى رفضه مقابلة السفير الايراني، ثم اعتذاره عن المشاركة في القمة التي عقدتها ايران للتباحث حول القضية السورية، كل هذه المواقف أحرجت من هاجموا مرشح الاخوان سابقا ورئيس الجمهورية حاليا، سواء من بعض الجماعات الاسلامية أو القوميين، وغيرهم من أصحاب التوجهات السياسية، والتي كان البعض يحذر من انتخابه، خوفا من ارتمائه في الحضن الايراني.
لقد كان ابتداء الرئيس مرسي زياراته الخارجية للمملكة العربية السعودية، «طراقا» لا يقل أهمية عما سبق ذكره، خصوصا تصريحه المشهور : ان كانت السعودية راعية المشروع السني المعتدل، فان مصر هي الحامية لهذا المشروع. ( طبعا لا تسأل عن فَقْع مرارة بعض المتواجدين حولنا وبيننا).
لايزال الرئيس المصري في بداية المشوار، ونحن في انتظار طراقاته المقبلة والتي الله أعلم لمن سيوجهها، ونحن معه فيها ما دامت في نصرة الحق وأهله.
مصافحة الحربش
الاعتذار الذي قدمه الدكتور جمعان الحربش، بعد مصافحته للسفير الايراني في الكويت في حفل التهاني الرمضاني الذي أقامته «حدس»، أخرس كثيرا من الألسنة التي اتهمت الدكتور وحركته وجماعته، بتلونها وتناقضها، فالهجمة على الحربش وحدس كانت مسعورة وبعيدة عن الانصاف شارك فيها اسلاميون وليبراليون وفلول الحكومة السابقة وطائفيون، والبعض وجدها فرصة للنيل من الحركة ومن النائب الحربش بالذات والتي شهد خصومه قبل اصدقائه بنزاهته ووقوفه مع الحق.
العجيب في الأمر أن أحد الاعلاميين ممن استنكروا على الحربش مصافحته للسفير الايراني، كانت يده قد تلطخت بالسلام على المجرم نتنياهو أثناء زيارته لاسرائيل، ولكن صدق المثل القائل : اللي اختشوا ماتوا.
أتعجب ممن نسي المهرجانات الخطابية وحملات التبرع التي قامت بها جمعية الاصلاح ونواب «حدس» من أجل دعم الثورة السورية والجيش الحر.
وكيف نسي هؤلاء مشاركة نواب الحركة في المهرجانات الخارجية الداعمة للشعب السوري، بل وذهابهم بأنفسهم للحدود السورية سواء جهة تركيا أو الأردن وتقديم المساعدة للنازحين.
لقد أحسن الحربش حين اعلن عن حملة تبرعات جديدة سيتولاها بعد عودته للبلاد لدعم الثورة السورية والجيش الحر، ونقول للمتربصين موتوا بغيظكم، قد خيب الله رجاءكم.
رحيل الأشقر
من الأخبار التي آلمتنا في هذا الشهر الفضيل، رحيل دكتور العقيدة الشيخ عمر الأشقر رحمه الله، هذا الدكتور الفاضل الذي جمع بين العلم والعمل، ذلك الشيخ الوقور المتواضع والذي احبه كل من تعامل معه، حَسْبُ الشيخ ثناء الناس عليه، وحَسْبُه ما تركه من مؤلفات علمية في مجال العقيدة، وحسبه مشاركته في تأسيس حركة حماس ودعمه لأول خلية مسلحة بتمويل الخيرين من أهل الكويت كما بين ذلك رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، نسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ عمر الأشقر بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
Twitter : @abdulaziz2002