نايف بن عبد العزيز ... في الأعماق ما فيها !
1 يناير 1970
05:21 ص
تغادر روح الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الى باريها وتبقى روح العزيمة على تكريس الاستقرار. فالرجل خاض أصعب التحديات في حياته في بيئة صعبة، وبقي محاربا حتى الرمق الأخير دفاعا عن أمن السعوديين وثبات الدولة.
تلقف كرة النار قبل نحو ثلاثة عقود، فالعائدون من ميادين «الجهاد» لم يغادروها حتى وهم في منازلهم. لم يرفضوا إلقاء السلاح فحسب بل رفضوا التخلي عن الأفكار التي كونوها واستمروا في تخصيب مشاريع خاصة مستندة إلى تشريعات «امراء» الكهوف لا شرع الله. كان التصدي لهذه المرحلة يقتضي أمرين: مقارعة الإرهاب بالقوة، ومحاربة التطرف بالحوار والاعتدال وإعادة التأهيل.
ثلاثة عقود ونايف بن عبد العزيز لم يترك جبهة «التصدي والحوار» يوما. تعرض وأقرب الناس إليه لمحاولات اغتيال جسدية لم تزده إلا إصرارا على المواجهة، وتعرض وأقرب الناس اليه لمحاولات اغتيال معنوية نتيجة حرصه الدائم على التوازن بين المؤسستين الدينية والسياسية لتحقيق نتائج في المعركة ضد التطرف... وايضا لم تزده هذه المحاولات الا اصرارا على الحوار والمزيد من الحوار مع اطلاق ورشة تصحيح كبرى لإزالة ما أمكن من الشوائب والثغرات خصوصا داخل الأجهزة الرسمية.
رجال الدولة الذين لا يظهرون أمام وسائل الإعلام إلا الهدوء والابتسام بينما هم يعيشون فعليا تحديات دائمة على امتداد الساعة حرصا على استقرار الدولة وأمن مواطنيها... قلائل، لكن الأثمان كبيرة خصوصا في الجانب الصحي، والأمير نايف بن عبد العزيز من أبرز الذين عملوا بصمت وحاربوا بصمت ونجحوا بصمت ورحلوا بصمت.
كان بحرا صفحته هادئة لكن في الأعماق ما فيها.
جاسم بودي