المرشح الجمهوري للبيت الأبيض... المتسامح مع تعدد الزوجات والأكثر تحفظا على المثلية والتدخين وشرب القهوة والشاي والكحول
سحر «المورمونية»... هل يقود رومني إلى حكم أميركا؟!
1 يناير 1970
01:41 م
| اعداد عماد المرزوقي |
المهمة الكبرى اعادة الكنيسة الى جذورها، الى ذلك لا مانع أن يتزوج أكثر من امرأة، ممنوع شرب الكحول والتدخين والشاي والقهوة، الاجهاض مرفوض **وزواج المثليين غير مرغوب والعفة قبل الارتباط مطلوبة، هذه أبرز مبادئ ديانة الكنيسة المرمونية التي ينتسب اليها المرشح الجمهوري ميت رومني منافس باراك اوباما على رئاسة أميركا.
الغريب في الموضوع أن المنتسبين الى هذه الكنيسة من بينهم رومني حسب الصحافة الأميركية خصوصا «بلومبرغ» و«وول ستريت جورنال» اضافة الى رأي استاذ جامعي يدعى براندون روتينغوس من جامعة هيوستون يعتبرون مسيحيين محافظين جدا ويؤمنون بترسيخ هذه القيم المحافظة في المجتمع الأميركي.
هذه القيم حسب استطلاع أخير لرأي الناخبيين الأميركيين أجرته كل من صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «ان بي سي نيوز» الأميركيتين يخيف ربع من تم استطلاع رأيهم خصوصا من الديموقراطيين. فما مصدر خوفهم؟.
تجدر الاشارة إلى انه حسب موقع «ويكبيديا» يوجد ستة ملايين منتسب للكنيسة المورمونية في الولايات المتحدة. المورمون تعبر عن مجموعة دينية وثقافية متعلقة بالمورمونية، وهي ديانة بدأها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر. الغالبية العظمى من المورمون أعضاء في «كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة». كما يوجد مورمون من غير المتدينين أو الممارسين لتعاليم هذه الديانة. التأثير الثقافي للمورمون متركز ولاية يوتا الأميركية. لكن معلومات نشرتها «ويكيبيديا» تشير الى أن غالبية المورمون يعيشون خارج الولايات المتحدة. فهل هذه الديانة غير مرغوبة من طوائف الأميركيين المختلفة؟
بعض المورمون «يرتدون الملابس الدينية» تحت ملابسهم الخارجية. ومن المفترض، حسب مدون أميركي يدعى بوب لانسبيري أن ميت رومني هو واحد من هؤلاء المورمون.
كذلك، حسب المدون نفسه يعتقد أن المورمون مثل باقي المنتسبين الى ديانات أخرى يعمدون الى حمل لباس موحد للتدليل على نية واحدة يشترك فيها المورمون الذين من المرجح انهم يخفون لباسا خاصا يذكرهم بإيمانهم.
وذكر تقرير سابق لـ «ديلي ميل» يشير الى أن رومني يريد اظهار قوة ايمانه بحمله للباس المورمون الخاص. وحسب موقع شهير لتسويق الملابس على الانترنت «لاند أوفر بابتيست غيفت شوب» اتضح وجود حملة بعنوان «سحر ملابس رومني الداخلية المورمونية» وذلك لتشجيع شراء ألبسة «داخلية» مكتوب عليها رمز الكنيسة المورمونية. فهل هذا نوع جديد من تشجيع المرشح ام من الاستفادة من حملته الرئاسية لنشر الديانة المورمونية؟
وبنجاحه كأول مورموني يرشحه حزب كبير مثل الحزب الجمهوري، يراهن رومني على دخول البيت الأبيض وحكم الولايات المتحدة، وبذلك كثرت التوقعات بأن تكون ديانة رومني المحافظة تدفعه الى القيام بالمهمة المقدسة التي سعى اليها مؤسس الكنيسة المورمونية سميث وهي اعادة سلطة الكنيسة وفرض قيم جديدة على اساسها تخوف بعض الناخبين من مطالبة المورمونيين في حال فوز رومني بترويجها في المجتمع الأميركي.
وذكر الاستطلاع الذي أجرته «وول ستريت جورنال» وشبكة «ان بي سي نيوز» إنّ الديموقراطيين يتحفظون أكثر من الجمهوريين على اختيار رئيس مورموني.
يذكر إنّ رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس عضو بارز في «كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة» أو المورمون. وقد تجاوز حاكم ماساتشوستس السابق تحديا كبيرا تمثل في عدم جعل انتمائه الديني يشكل عائقا امام فرصه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. لكنها المرة الاولى التي يفوز فيها مورموني بترشيح حزب كبير في السياسة الاميركية.
وضمن رومني ترشيح حزب متاثر بشكل قوي بالتيار المسيحي الانجيلي ولا يتردد بعض اعضائه في اعتبار الكنيسة المورمونية «طائفة».
وكان استطلاع للرأي اجرته «بلومبرغ نيوز» سابقا أظهر ان ثلث الاميركيين لديهم رأي «سلبي» حيال المورمونية.
وكنيسة يسوع المسيح ليوم الدينونة وهو الاسم الرسمي لكنيسة المورمون لم تصدر اي كلمة حتى الان حول الحملة ومن المرجح جدا ان تبقي على هذا الموقف حتى 6 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية.
وقال اريك هوكينز الناطق باسم الكنيسة بعد فوز ميت رومني في الانتخابات التمهيدية في تكساس حين جمع عددا كافيا من أصوات المندوبين لضمان نيله ترشيح حزبه ان «الحيادية السياسية للكنيسة معتمدة بشكل قوي. لا نرغب في ان نتحدث عن عملية انتخابات».
وفي المقابل يرى آرون شيرينيان وهو مورموني من واشنطن، في ذلك فرصة وحيدة «للتحدث عن هويتنا عما نؤمن به وان نفسر لماذا ان خدمة بلادنا هي فعليا في صلب كل ما تقوم به مجموعتنا».
رومني يغيّر ولا يستشير
ذكرت وكالة «اسوشيتد براس» أن ميت رومني بعد قضائه عطلة 6 أشهر بين الراحة والنوم بعد ان اصبح حاكم ولاية ماساتشوستس، خرق بهدوء سياسات العمل الإيجابي لحكومة الولاية التي أسست منذ وقت طويل.
في 2003 علمت حركة الحقوق المدنية، والمشرعين السود والأقليات الأخرى بتحرك رومني وسياساته وأثارت غضبا عاما.ووجهت انتقادات لرومني بقطع أسنان الخارج عن القانون وتراجع بذلك تقدم العمل الإيجابي أكثر من عقدين.
وقال زعماء حركة الحقوق المدنية حسب الوكالة ان «أمر بتجريد الأقليات والنساء والمعوقين وقدامى المحاربين من حماية المساواة في الحصول على وظائف في حكومة الولاية بالاضافة الى استبدال الوظائف الحكومية بمبادئ توجيهية واسعة النطاق. وما يلام على رومني أنه قام بتغييرات جذرية دون استشارة أحد من الولاية».
ميت رومني مبشر «المورمونية» السابق في فرنسا!
ميت رومني هو رجل أعمال أميركي. كان حاكم ولاية ماساشوستس السبعين من عام 2003 الى 2007. إبن جورج دبليو رومني الحاكم السابق لولاية ميشيغان، وعمل ميت رومني كمبشر للمورمونية في فرنسا. تخرج من جامعة بريغام يونغ وعمل مديرا تنفيذيا لشركة باين التي أخرجها من أزمة طاحنة. وهو أيضا مؤسس ومشارك ورئيس شركة باين كابتال وهي واحدة من أكبر وأربح شركات الاسثمار في العالم.
نظّم ميت رومني الألعاب الأولمبية الشتوية 2002 في سولت لايك سيتي كرئيس ومدير تنفيذي وساعد على حل المشكلة المالية آنذاك.< p>< p>