الحسينيات في الكويت... أصل وتاريخ
1 يناير 1970
01:19 ص
| بقلم:
مريم أحمد اسفنديار |
بعيداً عن الفتنة والى الانحدار الى طريق مسدود وبعيد كل البعد عن السقوط في الهاوية، وبعيد كل البعد عن الفرقة والاتهامات ومد أصابع الاتهام الى هذا وهذاك، يتواجد في مخيلتي تاريخ لابد أن يطرح يبعد الشبهات حول مراقبة الحسينيات ويعطي توضيحا كاملا.
دعوني أوضح لكم مقتطفات في تاريخ المجالس الحسينية وما هي أهدافها وسماتها وما الطابع الذي تأخذه ودورها في بناء الشباب والمجتمع.
تتشح تلك المراكز بالسواد في احياء ذكرى استشهاد سبط رسول الله محمد عليه افضل الصلاة والسلام. وجرت العادة في معظم دول العالم على إقامة تلك الشعائر والمناسبة الأليمة من قبل محبي أهل البيت عليهم السلام. والكويت من بين تلك الدول التي مارس أهلها حرية الاعتقاد والتعبير عن الرأي وانتشار مبدأ الديموقراطية، وكذلك اداء الشعائر الحسينية بكل حرية. علاوة على ذلك مساهمة الأسرة الحاكمة آل الصباح حفظهم الله من القرن الثامن عشر وحتى هذا اليوم ماديا ومعنويا في ارساء تلك الدور الدينية، إضافة الى بعض التجار. لكن الدور الفعال لتلك المؤسسات لم يقف فقط على مراسم العزاء وحدها بل امتد ليخدم بذلك الجانب الإجتماعي والفعال حتما في المجتمع. كما أنه المناسبات الإجتماعية من احتفالات بالمولد النبي ومواليد الأئمة وكذلك ذكرى وفاتهم الكريمة وذكر سيرة الراحلين من الشخصيات البارزة من الأمة الإسلامية وتعليم التجويد وأصول الفقه وتعليم مبادئ دين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ودروس تقوية المجتمع والشباب، كل هذه الأنشطة بالإضافة الى بعض المناسبات الإجتماعية كعقد قران أو تقبل العزاء لأهل المتوفي.
وتاريخ تأسيس الحسينيات يعود الى عام 1815م وكانت في ديوانية السيد علي الموسوي الخباز في فريج البحارنة في منطقة شرق القديمة ومازلت الى الآن بعد تغيير اسمها الى حسينية سيد عمران في الدسمة، يعود ذلك الاسم سيد عمران الى ابن سيد علي الخباز، ولكن للتنويه على أول حسينية رسمية بالكويت كانت حسينية معرفي، وهي لا تزال الى يومنا هذا قائمة أيضا في منطقة شرق القديمة، وفي عام 1916م قام بعض أبناء الطائفة الشيعية ببناء حسينية جديدة أطلق عليها حسينية الخزعلية تكريما منهم للشيخ خزعل حاكم المحمرة، وهو صديق الشيخ مبارك الصباح رحمهما الله، وقد تبرع كبار التجار لإقامة تلك التحفة الفنية، ولا بد من الاشارة الى روابط الوحدة الوطنية أنذاك، حيث قام المغفور له الشيخ مبارك الصباح بالتبرع بالأخشاب المعروفة بالصوارة وتستعمل كالجسر الحامي للجنادل لبناء أغلب الأسقف القديمة. وتبرع الشيخ جابر المبارك أيضا بالبيت المجاور ليصبح مطبخا لتلك الحسينية، وكان مملوكا للشيخة موضي الدعيج الصباح، ولقد عوضها بذلك بدكانين في ذاك الزمن ولا ننسى الدور النسائي حيث كانت أول حسينية نسائية هي حسينية السيدة فاطمة الموسوي في الحسينية الأهلية بفريج الشيوخ.
واستمرت تلك المجالس تعقد الى الآن على ذكر أهل البيت بمساعده أهالي الكويت ورجالات الدولة سنة وشيعة بعيدا كل البعد عن مظاهر التعصب والطائفية وفي وحدة وطنية تحض على حب الله والوطن وولي الأمر، الى أن وصلنا الى شيخنا وأبونا سمو الشيخ صباح الأحمد. ولا يخفى على الجميع حب هذا الوالد لأبناء وطنه وهو يقوم حفظه الله ورعاه بزيارة بعض مجالس العزاء في الحسينيات خلال المناسبات الدينية وهذا الفعل الجليل أبسط ما يدل على التماسك الكبير بين الحاكم والمحكوم. ولا ننسى دور بعض رجالات السنة في مساعدة اخوانهم الشيعة في الأشهر الحرم، وكذلك مساهمة الشيعة والسنة في اقامة صلاة التراويح واحياء الليالي العشر الأخيرة من رمضان.
إذا ملامح الوطن ثابتة والجميع متكاتفون سنة وشيعة وهذا ما نطمح اليه بعيدا عن الشوائب وبعيدا عمن يحاولون هدم الوحده الوطنية. لا سني ولا شيعي هناك فقط كويتي يسعى لرفع راية الكويت في المحافل العالمية.
كلية الهندسة والبترول
قسم الهندسة الكيمائية
@engmaryem