مقابلة / «معلوماتنا تشير إلى مجزرة في سحم الجولان وتم استخدام قنابل دخانية يعتقد أنها سامة»

عبد الرحمن لـ «الراي»: قتلى بابا عمرو يُدفنون في الحدائق العامة

1 يناير 1970 02:29 م
| بيروت ـ من ريتا فرج |

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن حي بابا عمرو في حمص يتعرض «لقصف قوي من القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي ولكن المجموعات المنشقة تتصدى لها»، مشيراً الى أن «الوضع الإنساني في بابا عمرو سيئ للغاية فالكادر الطبي الموجود هناك تعرض لارهاق كبير والمواد الغذائية بدأت بالنفاد».

ونفى عبد الرحمن المعلومات التي نقلها بعض الناشطين السوريين عن «اعدام 12 عسكرياً في درعا» لافتاً الى وجود معلومات عن وقوع «مجزرة في وادي سحم الجولان (ريف درعا)».

«الراي» اتصلت بمدير المرصد السوري لحقوق الانسان واجرت معه الحوار الآتي:



• أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة حمص تتعرض لأعنف قصف من الجيش النظامي.

ما أبرز الأحياء التي تتعرض للقصف؟

- نحن نستقي معلوماتنا من المرصد السوري لحقوق الانسان، ومنذ أيام يتعرض حيّ بابا عمرو بالاضافة الى أحياء أخرى كالخالدية، والبياضة، والإنشاءات لقصف من القوات النظامية السورية. علماً ان هذه القوات تحاول اقتحام بابا عمرو لكن المجموعات المنشقة تتصدى لها. وهذا الحي يعيش في حالة إنسانية مخيفة، فالكادر الطبي الموجود هناك تعرض لارهاق كبير، وبحسب معلوماتنا فإن المواد الغذائية بدأت بالنفاد، وقد أفادنا ناشط أن الناس يعيشون على علب «التونة» وأن هذه المعلبات على وشك ان تنتهي. الوضع الإنساني في حي بابا عمرو سيئ للغاية.

• ماذا عن عدد الضحايا في حي بابا عمرو؟

- لا نملك أرقاماً دقيقة حول عدد الضحايا بسبب صعوبة التواصل مع الناشطين، ونحن في المرصد نعتمد على المعطيات التي نقوم بتوثيقها، وثمة معلومات تشير الى أن أهالي حي بابا عمرو يدفنون أقاربهم الذين ماتوا بسبب القصف داخل الحدائق العامة. ويقدَّر عدد الضحايا في حمص منذ بداية الثورة بنحو 40 في المئة من شهداء الثورة السورية، عدا أن هناك حالات نزوح جماعية كبيرة من منطقة بابا عمرو وصلت الى نحو 80 في المئة.

• أشارت بعض المعلومات الى إعدام 12 عسكرياً في درعا. هل هؤلاء ينتمون الى الجيش السوري الحر؟

- هذه المعلومات غير دقيقة. وما حدث أن حافلة عسكرية تابعة للنظام تمّ تفجيرها ولم تقع عمليات اعدام لعسكريين.

• ما معلومات المرصد السوري لحقوق الانسان حول حركة انتشار الجيش السوري؟

- الجيش السوري ينتشر على الأراضي السورية كافة وقد تعرض لإنهاك كبير ولا أعلم كيف سيتعامل الجيش النظامي إذا تعرضت سورية لأي عدوان خارجي.

• أشار جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الاميركية الى أن التفجيرات التي وقعت في حلب وحمص تحمل بصمات «القاعدة» وأن الأخيرة استطاعت خرق المعارضة السورية المنقسمة. ما رأيك في ذلك؟

- نحن في المرصد السوري لحقوق الانسان طالبنا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من أجل الكشف عن التفجيرات التي وقعت في حلب ودمشق، ونحن نحمل المسؤولية للنظام السوري. وإذا كان صحيحاً أن «القاعدة» هي التي نفذت التفجيرين فلماذا لم يحمِ النظام أمن الوطن والمواطنين أم انه فقط قادر على قتل عشرات الالاف من المدنيين السوريين؟ ولماذا لم يمنع وقوع التفجيرات الانتحارية؟ لذلك نحن نحمل النظام المسؤولية الكاملة عن التفجيرات. والكلام حول اختراق «القاعدة» لصفوف المعارضة السورية لا اساس له.

• أكدت تقارير ارتكاب القوات النظامية مجزرة في محافظة درعا. ما الذي جرى في درعا؟

- بحسب معلومات المرصد لاحقت القوات السورية بعض الأهالي الذين فروا الى وادي سحم الجولان (ريف درعا) خوفاً من آليات عسكرية ثقيلة، فاقتحمت بلدة سحم الجولان ناشرة الرعب والذعر بين أهاليها. وقد حاصرت القوات الأمنية هذه المنطقة حيث كانت تتوارى عشرات العناصر المنشقة قبل انسحابها خوفاً على حياة الأهالي. وبحسب افادة بعض الشهود فقد تمّ ارتكاب مجزرة بحق الاهالي وقال لنا شهود من البلدة ان القوات السورية قامت بإطلاق قنابل دخانية، يعتقد أنها سامة، فقام السكان بخلع ملابسهم لحماية أنفسهم من الاختناق، وهذا لم يحمهم من اطلاق النار عليهم قبل ان يتم وضعهم في شاحنات صغيرة.