الحويني : الشيطان لا يقبل أنصاف الحلول ويستفز بني آدم ويطمع في هلاكهم

1 يناير 1970 07:47 م
اختتمت جمعية احياء التراث الإسلامي فرع الجهراء موسمها الربيعي في بر المطلاع، بخـتام وصفه الشيخ عواد السعيدي رئيس لجنة الدعوه والإرشاد، بأنه ختام «عنبر وورد وطيب» وذلك باستضافة الشيخ أبو اسحاق الحويني من جمهورية مصر العربية الذي ألقى محاضرة بعنوان «واستفزز من استطعت» وذلك بعد صلاة العشاء حضرها جمهور غفير فاق التوقعات.

وبـيـّن الشيخ أبو اسحاق الحويني أن «الشيطان لم يترك سبيلا يسلكه ابن آدم إلا ويقعد له على الرصد، وحتى في عمل الطاعة ومنها الأعمال المباحة لا بد أن يكون للشيطان نزغتان نزغة إفراط ونزغة تفريط»، وأوضح بقول الله تعالى «فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا» ان الله عز وجل ذكر التوبة والطغيان، فالتوبة دلالة على الذنب وهذا تفريط، والطغيان فيه مجاوزة الحد وهذا هو الإفراط».

وأكد أن «الشيطان لا يكل ولا يمل إذ إنه لا يرسل سراياه إلى بني آدم ثم يتركهم هملا، إنما يحاسب سراياه ويرغبهم ويكافئهم فيقول لهم : من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج، فلذلك أدناهم منه منزلة أعظمهم في بني البشر فتنة».

ودلل الحويني على ذلك أن «الشيطان يضع عرشه على الماء ويبث سراياه، فيقول ماذا فعلت في كذا وكذا، يقول ما تركته حتى قتل أباه، ومـزّق أمـه، وزنـا، فيذكرأجناس المعاصي، ولكن الشيطان حقيقة لا يكترث بهذه المعاصي لأن المسلم يتوب منها، ففي الحديث «يوشك أن يتوب»، ولكن الشيطان يفرح حينما يأتيه من سراياه فيقول له : «ما تركته حتى فـرّقت بينه وبين أهله» فيقف الشيطان ويـلـتزمـه فيقول نـِعـم أنـت أنت، وبعض الناس يستغرب كيف لا يفرح الشيطان بالمعاصي الأولى كالقتل والزنا والسكر وغيرها، لأن عمل الشيطان فيها ينهدم بمجرد التوبة، بخلاف الطلاق الذي تتهدم فيه الأسرة ولا ينفع الندم حين لا ندم، وهذا هو ما يفرحه».

وشدد الحويني على «ضرورة فهم الحديث وذكره بطوله إن «الشيطان قعد لابن آدم بأطرقـه»، وذكر هذه الطرق وأولها حينما يتجه ابن آدم لطريق الإسلام فيقول له الشيطان «أتترك دينك ودين آبائك وآباء أبيك، فعصاه وأسلم»، وذكر أن «الآباء لهم عمق في نفوس الابناء، ولهم عصبية في التاريخ «بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا»، فالشيطان يستفز بني آدم بذكر الآباء ويعتبرهم مجرد تـكـئـة ليصد عن سبيل الله».

وذكر الحويني الشق الثاني من استفزاز الشيطان لبني آدم حينما يريد الهجرة والهروب بدينه فيقول له «تهاجر وتذر أرضك وسماءك؟، فيعصيه المسلم ويهاجر، رغم أن الهجرة من الدار ليست مسألة هيـنـة، فالشيطان يطمع في أي لحظة من الإنسان حتى يـهـلـكـه منذ ولادته وحتى موته»، ودلل على قصة الإمام أحمد بن حنبل حينما وهو في سكرات الموت يقول «بعد .. بعد» بعدما كان الشيطان يطمع به وهو يقول له «أفلت مني يا أحمد»، فالمرء قد يضل حتى وهو يرى منازل الآخرة».

وقال أبو اسحاق الحويني كلمة شدت الحضور في تفسير الحديث حينما يستفز الشيطان الإنسان ويقول : «أتجاهد وإنما الجهاد جهاد النفس والمال فتقاتل وتـُقـتـل ، فـتنكح امرأتك ويقسم مالك، فيعصيه ويهاجر»، فالشيطان دائما يضرب على الوتر الحساس ، ففقدان المال والزوجة فيه مشقة على النفس وخصوصا على الرجل لأن فيه فطرة الغيرة على الزوجة».

وختم الشيخ الحويني كلمته بأن «عداوة الشيطان للإنسان عداوة أصيلة منذ ولادة الإنسان، فالطفل حينما يولد يقوم الشيطان بوخزه، وفي الحديث «ما من مولود يولد إلا ويوخزه الشيطان»، فما ذنب الطفل الصغير الذي لم يعمل شيئا يعاديه

الشيطان، وكذلك الشيطان لا يقبل أنصاف الحلول أو رشوة، هو يريد أن يدخلك النار بخلاف شياطين الإنس فهم يقبلون الفدية والرشوة، ولذلك الشيطان لا يستعان عليه إلا بالله».