سعد المعطش / رماح / مجلس ماسحي الأحذية

1 يناير 1970 11:32 ص
حين يسألني أحد الأصدقاء عن سبب نيتي السابقة بالعزوف عن الانتخابات وتراجعي عنها فأنني أروي له قصة جوزيف كيندي والد الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي.

لقد كان كيندي من أكبر المضاربين في سوق الأسهم الأميركية ولكنه تركها قبل الأزمة الاقتصادية في عشرينات القرن الماضي وكانوا يلقبونه بالثعلب حتى أن الصحف الأميركية كانت تهاجم الرئيس الأميركي في تلك الفترة وتقول له كيف تسلم الثعلب «قن الدجاج» حين طلب منه أن ينظم تلك السوق؟

خروج الثعلب من بورصة نيويورك قبل انهيارها نهائيا كان بسبب ماسح أحذية أمام مبنى البورصة، ففي أحد الأيام توقف كيندي ليمسح حذاءه وإذا بالعامل ينصحه بأن يشتري السهم الفلاني ويحذره من سهم آخر ويشرح له مكامن الخطورة ببعض الأسهم وحينها قرر ثعلبنا أن يترك تلك السوق التي أصبح يتحدث بها حتى ماسح الأحذية.

لقد كان شعور كيندي يتملكني وأنا أقرأ أسماء بعض المرشحين ممن يشبهون ماسح الأحذية وكل ما يملكونه هو شهادة جنسية ودعم مالي من بعض أقطاب الأسرة الحاكمة ليمسحوا بعدها كرامة الكويت وسمعتها التي كنا نفتخر بها طوال سنوات.

ولكن الكلمات التي ألقاها المرشح الدكتور فيصل المسلم في ندوة العم أحمد السعدون جعلتني أتراجع عن نيتي السابقة وأشارك بتصويتي وسأختار من يمثلني ولن أقبل بماسحي الأحذية أن يمثلوني تحت قبة البرلمان فهل سيفعل كل من كان ينوي مقاطعة الانتخابات كما سأفعل ونفوت الفرصة بألا يكون مجلسنا المقبل من ماسحي الأحذية ومن على شاكلتهم؟

أدام الله الناخبين الذين سيصوتون لمن يخدم الكويت ولا دام المرشحون الذين يريدون تخريب ديموقراطيتنا بتنفيذ أجندات من طلب منهم الترشح.



سعد المعطش

تويتر/saadalmotish