عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / العلمانية والليبرالية... وقيادة الانحراف
1 يناير 1970
12:57 ص
الانحراف أنواع، منه الفكري والأخلاقي والسلوكي والنفسي... ومن يتابع أقوال وكتابات العلمانيين والليبراليين يجدها لا تكاد تخلو من أحد هذه الانحرافات. شاهدت مقطعا في اليوتيوب لمقابلات تم إجراؤها مع بعض من يحملون الفكر العلماني أو الليبرالي، فاستعذت بالله تعالى من فكرهم، ودعوت الله تعالى أن يكفينا شرورهم.
إحدى المقابلات كانت مع عمرو حمزاوي الليبرالي المعروف، وكان مؤيداً لما يعرف بالزواج المدني، وقال لا مانع من زواج المسلمة من مسيحي ولا أرى في ذلك من حرج!
في مقابلة أخرى مع العلمانية المتطرفة نوال سعداوي، لم تخجل فيها من أن تصرح بتشجيعها للشذوذ الجنسي، فهي لا تمانع من أن تكون هناك علاقات جنسية ما بين الرجل والرجل، والمرأة مع المرأة، ما دام هذا هو اختيارهم والإنسان حر فيما يختار!
في مقابلة للدكتور طارق سويدان مع إحدى صاحبات الفكر الليبرالي، فيسألها عن تأييدها لفكرة أن تترك للفتاة حرية الاختيار ما بين الحجاب من عدمه، فتقول انها تؤيد هذا الرأي بشدة، فيفاجئها قائلاً: فلماذا تصرحين بأن ابنتك لو تحجبت لتبرأت منها؟ فأسقط في يدها وتلعثمت ولم تجد لنفسها مخرجاً.
ومن أكثر الآراء جرأة في الانحراف العقدي والفكري، ما صرح به العلماني الدكتور خالد منتصر، حين قال في المقابلة التي أجريت معه «إن ثلاثي الله، الدين، الوطن، مرفوض» ثم قال «إيه دخل الله في السياسة؟». وهذا الكلام دفع إدارة الإفتاء المصرية للقول ان هذا الكلام سوء أدب مع الله، وإن قصد أن الشريعة الإسلامية لا تصلح لحكم البشر فقد كفر.
هذه المقتطفات التي ذكرتها وغيرها الكثير لتشير إلى خطورة انتشار الفكر العلماني أو الليبرالي في المجتمع، وأنها دعوات للتحرر من كل ما له علاقة بالأخلاق أو له صلة بالله عز وجل. والعجيب في أصحاب هذا الفكر أنهم يحاربون ما يسمى بالتطرف الديني، وأنه يقيد الحريات، ويمنع الإنسان من التصرف بممتلكاته أو تكون له خصوصياته، لكن صدقوني أيها الكرام لو تمكن هؤلاء من زمام الأمور في الدولة لمارسوا أبشع أنواع التسلط وتقييد الحريات، إما من خلال القوة، أو باستغلال ما يسمى بالمؤسسات الديموقراطية.
خذوا مثالا من علمانية تركيا، وكيف تسلط العسكر في حماية الفكر العلماني ومحاربة كل مظاهر التدين الإسلامي، بينما لم يتجرأوا على مظاهر التدين عند اليهود والنصارى. مثال آخر، الحرب المعلنة على النقاب في أوروبا، منع في فرنسا وفي بلجيكا والحبل على الجرار، ويحارب باسم الديموقراطية وتصويت المجالس النيابية، فأين دعاوى أن للفتاة مطلق الحرية في اختيار اللباس الذي يناسبها؟
في النهاية أحمد الله تعالى أن الفكر الليبرالي والعلماني ليس له انتشار في مجتمعاتنا برغم ما يملكه بعض أصحاب هذا التوجه من مؤسسات إعلامية، ويرجع السبب إلى طبيعة مجتمعاتنا والتي يغلب عليها الطابع المحافظ، ولكن ذلك لا يعني التغافل عن هذا الفكر، والذي يسعى جاهداً للميل بالناس عن فطرتهم السليمة أخلاقياً وعقدياً، بل لا بد من الوقوف في وجهه وفضح مخططاته.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com