نشرة «الوطني» عن مناخ الاقتصاد الدولي
النمو الاقتصادي العالمي فقد زخمه
1 يناير 1970
08:04 م
ذكر تقرير لبنك الكويت الوطني أنه تحولت الأنظار خلال الربع الثاني من السنة المالية لتطال بعض المخاطر والقضايا المزمنة العالقة، مثل أزمة الديون السيادية التي تعصف بالمنطقة الأوروبية (في اليونان على الأخص)، بالإضافة إلى مسألة إدارة الديون الأميركية، فضلاً عن التساؤلات التي تتناول القسم الأخير من المرحلة الثانية لسياسة التيسير الكمي في الولايات المتحدة. كما أن معظم المعطيات الاقتصادية العالمية تؤكد على أن النمو الاقتصادي العالمي قد فقد زخمه خلال الأشهر الأخيرة وخاصة في الولايات المتحدة، والتي تعد الاقتصاد الأكبر في العالم.
وأشار تقرير «الوطني» إلى أن ردود فعل أسواق الأسهم ومعدلات الدخل الثابت وأسعار السلع أتت بناءً على ما تم ذكره سابقاً، حيث تراجعت عن المستويات المرتفعة التي وصلت إليها خلال الأزمة الاقتصادية التي مرّت. ومن الملاحظ أن الأسواق العالمية وصناع السياسات يعملون حالياً على تقييم الأوضاع خلال النصف الثاني من العام الحالي، حيث يعملون على تحديد ماهية خطورة بعض القضايا ومدى استمراريتها (أو عدمه).
وأفاد التقرير ان الاقتصاد الأميركي شهد نمواً بلغ 1.8 في المئة خلال الربع الأول من عام 2011، وذلك بعد وصوله إلى 3.1 في المئة خلال الفترة التي سبقتها. وظهر هذا التراجع جلياً في مبيعات التجزئة والمعطيات المتعلقة بسوق العمل والخاصة بالربع الثاني من عام 2011، فقد تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.2 في المئة خلال شهر مايو، في حين أن معدلات التوظيف في القطاعات غير الزراعية قد حققت نمواً ضئيلا بلغ 54.000 فرصة عمل جديدة خلال شهر مايو، مع العلم أن معدلات البطالة قد ارتفعت من جديد لتبلغ 9.1 في المئة. من ناحية أخرى، أفاد رئيس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي بن برنانكي أن التراجع الحاصل سيكون موقتاً، وأضاف ان التعافي الاقتصادي سيكون على نحو أفضل قليلاً خلال النصف الثاني من العام الحالي، وذلك على أمل أن تتراجع مع مرور الوقت التأثيرات التي خلفتها الأحوال الجوية وارتفاع أسعار النفط والهزة الارضية اليابانية وما إلى ذلك. أما في ما يتعلق بمعدلات التضخم، فقد صرح برنانكي أن ارتفاع معدلات التضخم لمؤشر السلع الاستهلاكية (CPI) والتي بلغت 3.4 في المئة سنوياً خلال شهر مايو، ليست بالضرورة مؤشراً على ضغوطات كامنة أو مثيرةً للقلق بحد ذاتها (باعتبار أن مؤشر السلع الاستهلاكية الأساسي قد بقي عند 1.5 في المئة سنوياً).
تجدر الإشارة إلى أن التقييم المذكور آنفاً والذي أجراه رئيس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي قد تناول أوضاع السوق وذلك مع «عدم إجراء أي تغيير في السياسة النقدية» على المدى متوسط الأجل، كما يشير هذا التقرير إلى أن المرحلة الثانية من سياسة التيسير الكمي والتي ستنتهي خلال شهر يونيو، لن تليها مرحلة أخرى ثالثة في المستقبل القريب. وفي المقابل، فإن هذه التوقعات والتقارير التي تصدر الآن على نحو أكثر تحفظاً، وذلك إلى جانب الأنباء/ الاشاعات التي ظهرت على الساحة من جديد والتي تتناول إمكانية القيام «بإعادة هيكلة/ جدولة» للديون اليونانية، قد تسببت بموجة من تخفيض الاستثمار في فئات الأصول الأكثر عرضة للمخاطر. هذا ومن المتوقع أن تهدأ الأوضاع إلى حد ما، باعتبار حاجة اليونان إلى اتباع المزيد من إجراءات التقشف الجديدة وذلك لتتمكن من تسلم الدفعة التالية (12 مليار يورو) من البرنامج المخصص لإنقاذ اليونان، وذلك بالإضافة إلى حاجتها لبرنامج جديد لتمويل أو إنقاذ البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها.
وتابع التقرير: انه على ضوء ما سبق، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 12800 خلال نهاية شهر مايو وذلك باتجاه مستوى 12000، في حين أن عائدات سندات الخزينة الأميركية التي تستحق خلال 10 سنوات قد تراجعت من ما يتجاوز 3.50 في المئة خلال شهر فبراير إلى ما دون 3.00 في المئة خلال الفترة الحالية. ومن الملاحظ أن أسعار السلع قد تراجعت كذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته خلال الفترة السابقة.
وقال «الوطني» انه من المرجح أن يقوم الاحتياطي الفيديرالي حالياً باستبدال الأصول المستحقة على الميزانية العمومية بأخرى، وذلك مع المحافظة على مستوياتها الحالية ومن دون إحداث أي زيادة في حجم تلك الأصول. أما المعدل الحالي لسعر الفائدة الفيديرالية عند 0.025 في المئة فهو في الموقع المناسب على المدى المتوسط، في حين أن القيام بتقليل حجم ميزانية البنك الفيديرالي أو زيادتها (في حال تم اقرار مرحلة ثالثة من التيسير الكمي) سيؤدي الى تغييرات جذرية في المناخ الحالي. من ناحية أخرى، يلاحظ أن البنك المركزي الأوروبي يعمل بحذر فائق خصوصاً مع المشاكل الاقتصادية وأزمات الديون التي تعاني منها بعض البلدان الأوروبية، مع العلم أن الأسواق العالمية تتوقع حصول ارتفاع ثان في سعر الفائدة الرسمي بمقدار 25 نقطة أساس (لتصل إلى 1.50 في المئة) عند مشارف شهر يوليو، وذلك بالأخص على ضوء ارتفاع معدلات التضخم في أوروبا والتي تجاوزت حدود دائرة الراحة والأمان الخاصة بالبنك المركزي الأوروبي.
في المقابل، تتخوف أهم وكالات التصنيف العالمية من الوضع الحالي لديون الولايات المتحدة، خصوصا مع الحاجة القاضية برفع سقف الديون الأميركية مع بداية شهر أغسطس والتي من المتوقع أن تفرض بعض التقييدات على الخزينة الأميركية، هذا ويعمل صندوق النقد الدولي كذلك على حث كافة البلدان، خصوصاً الولايات المتحدة واليابان، لوضع ميزانياتها ضمن النصاب الصحيح.
فضلاً عن ذلك، وبحسب استطلاع أجراه مديرو المشتريات، تظهر الأسواق الناشئة العديد من الدلائل على إمكانية حصول تباطؤ في النمو رغم بقائه ضمن نطاق مقبول، وذلك خلال النصف الثاني من العام الحالي. أما في منطقة مجلس التعاون الخليجي، فقد استمرت أسعار النفط عند 115-120 دولار للبرميل (نفط برنت). ومن الملاحظ أن هذه الأسعار تتجاوز الأسعار التي دخلت في الميزانية وبحيث انها تتعادل مع أسعار النفط في بلدان مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فهي تستمر في تقديم الدعم المطلوب لمشاريع الصرف الحكومية العملاقة. هذا ويتوقع أن تقوم هذه البرامج بدعم نمو الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي في المنطقة والذي يبلغ 7.0 في المئة، مدفوعةً بالنمو القوي الذي تشهده دولة قطر.