مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / المويزري... جعلوني معارضاً
1 يناير 1970
06:05 م
لو طلب أحدهم من النائب الفاضل خالد السلطان أن يؤدي «دحرجة أمامية» فهل يستطيع أن يؤديها؟ الجواب ومن دون تردد لا. ولو جاء آخر وطلب من النائب الفاضل عبدالله الرومي الوقوف على اليدين فلن يستطيع هو الآخر أن يؤديها. إذاً فالمسألة مسألة قدرات لا أكثر، ومن وجهة نظري المتواضعة أن شعيب المويزري لا يصلح أن يرفع شعار المعارضة لأنه لا يملك القدرات المؤهلة لذلك، فالمعارضة اليوم يا شعيب تحتاج إلى ذكاء حاد جداً وفطنة سياسية عالية وكاريزما معينة ولسان سليط يستطيع تصفيف الكلام، وأنت لا تملك منها شيئاً، وكل ما في الأمر مع الاحترام والتقدير لشخصك أنك تضع عيناً على معاملات ناخبيك والعين الأخرى على المعارضة لتلحق بركبها وتعينك على رفع رصيدك الانتخابي، ولننظر للسياسيين المعارضين في السابق أمثال المنيس والربعي يرحمهما الله، والدكتور النفيسي وغيرهم الكثير، فهم لم يضعوا أنفسهم موضع الشبهات واحترموا شرف الخصومة مع الحكومة فكانوا بحق يحضون على احترام الحكومة قبل الناخبين وفي تاريخنا المعاصر أحمد السعدون لا يعرف شيئاً عن بريد النواب، ولا يقوم بتقديم أي معاملة من هنا أو هناك.
أما الحالة الاستثنائية في الحياة السياسية الكويتية اليوم فهو مسلم البراك الذي يعتبر من أكبر المعارضين للحكومة وفي المقابل يعتبر من أكثر الأعضاء الذين يمررون معاملات ناخبيهم وبطرق غريبة عجيبة وبعيداً عن أعين بعض الوزراء، ومن يحاول أن يقلد مسلم البراك فإنه سيقع لا محالة بأخطاء سياسية فادحة قد تودي بحياته السياسية إذا كان لا يملك قدراته نفسها، والجعجعة التي قام بها شعيب المويزري في ما يخص طلبات العلاج التي قدمها لسمو رئيس الحكومة واتهامه للشيخ ناصر المحمد بإيقاف هؤلاء المرضى عن استكمال العلاج فهذا لا يخرج عن أحد أمرين إما أن شعيباً يستغفل عقولنا وإما أنه لا يعرف عن قاعدة المواءمة شيئاً، وفي كلتا الحالتين أعتقد أنه سقط في بحر الشبهات السياسية والدليل على ذلك أنه عندما قدم استجواب لرئيس الحكومة بعد أحداث ديوان الحربش قدم طلب عدم التعاون، ووقع مع طلب عدم التعاون وبعدها قام بإعطاء رئيس الحكومة معاملات تخص العلاج في الخارج على نفقة سموه، ولو كان الشيخ ناصر المحمد شخصانيا ولا تهمه مصلحة المواطنين كما تدعي فلماذا قبلها منك بالأساس وأنت من وقفت ضده في السابق، وهل كل المرضى الذين توسطت لهم توقف علاجهم في الخارج، أم أن هناك من يتمتع بالعلاج على نفقة سمو الشيخ ناصر المحمد لأنه بالفعل يستحق؟ ومن جهة أخرى هل دورك كنائب أن تذهب لرئيس الحكومة حتى يرسل أشخاصا للعلاج في الخارج وهم لا يستحقون؟ فإن كنت تدعي أنهم يستحقون ووزارة الصحة لم تنصفهم فمن حقك أن تستخدم صلاحياتك الدستورية وهي تبدأ بتقديم أسئلة برلمانية لوزير الصحة وتنتهي بتقديم الاستجواب حتى نقف جميعاً احتراماً لك، أما مسألة القفز على صلاحياتك الدستورية والذهاب لرئيس الحكومة لتمرير هذه المعاملات فإنك تكون بذلك قد خالفت مادة صريحة من الدستور الكويتي «المادة 29» وأنت من يمثل الأمة، فما ذنب الأشخاص الذين هم بأمس الحاجة للعلاج في الخارج ووزارة الصحة لم تنصفهم وهم لا يستطيعون الوصول لرئيس الحكومة! إنسانية الشيخ ناصر المحمد لا يزايد عليها أحد، ويكفي الرجل أنه لا يفرق بين أحد من أبناء الكويت، وما أن تأتيه مناشدة أو مساعدة عن طريق مكتبه أو عبر الصحف فإن سموه سباق في ذلك، وآخرها عندما وضعت صحيفتنا «الراي» مناشدة للشيخ خالد غريب السعيدي بضرورة علاجه في الخارج جاء الرد سريعاً من ديوان رئيس الوزراء بتكفل علاجه بالكامل على نفقة الشيخ ناصر المحمد، ونسأل الله أن يجعل كل عمل خير يقوم به في ميزان حسناته... أما أنتم يا نواب الأمة وممثليها فلا تقطعوا الخير عن الناس لأن أموركم ماشية اليوم أو في المستقبل وكونوا صادقين مع الله قبل أن تكونوا صادقين مع الناس.
إضاءة: للأسف أصبحت لدينا ثقافة خطيرة وهي أن من يقف ضد الحكومة في كل شاردة وواردة هو وطني وشريف، أما من يقف مع الحكومة حتى لو كانت على حق فهو إما من «القبيضة» أو «الشبيحة»... ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
m-alfraaj19@hotmail.com