علي سويدان / نتائج الطلبة... مرآة للمعلم
1 يناير 1970
09:14 ص
تسلم الطلبة لنتائج العام الدراسي أمر يدعو المعلمين إلى تلمُّس عناصر مختلفة تدخل بشكل مباشر وغير مباشر في صياغة أداء الطالب ومن ثَمَّ تكون نتائج الطالب في نهاية العام مؤشراً غير مرصود على أداء المعلم داخل قاعة التعليم؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر يعدُّ التفريق بشكل دقيق بين خوف الطالب من معلمه واحترامه له أمراً أكثر من ضرورة تربوية وتعليمية، فمَنْ نُربيه بأيدينا على الخوف ليس لنا أن نطلب منه التحلي بالشجاعة وإبداء الرأي! فما فائدةُ أن يخافَني تلميذي وينفذ كلامي وفي عمق نفسه لا يُكِنُّ الاحترام لي!
مع ملاحظة أنَّ الذي يخاف من أحد لا يمكن أن يتعلم منه أو أن يُحبَّه.
ومما لا شكَّ فيه وللوصول لنتائج أفضل يلزم المعلم الانتباه إلى أمرين اثنين؛ الأول: عدم تهميش دور الطالب في الفصل وانفراد المعلم في درسه وأفكاره وكأنَّه يتلو عليْهم آيات من القرآن الكريم وعليْهم التزام الانصات والصمت معاً! والأمر الآخر: الحذر من تعجيز الطالب في أسئلة الاختبار، فليس المعلم المميز والمبدع هو من يُصعِّبُ المادة على طلابه! فعلى العكس من ذلك تماماً، المعلم الناجح والمتقن لهذه الحرفة هو الذي يحرِّك طلابه ويثير في نفوسهم التساؤل وروح النقاش والحوار، وهو الذي يعرض مادته بأبسط الأفكار للوصول إلى الهدف، ثم يضعُ اختباراته مراعياً الفروق الفردية بين الطلبة، لا نريد أن يكون عملُ المعلمين أشبه بالارتجال، أو تسيير الأمور على طريقة الاستسهال أو ربما تسير في بعض الأوقات بطريقةٍ عفوية! أقصد لم يعد مقبولاً في عالم يخطو خطوات مدروسة في عملية التعلُّم أن نسير نحن بالتعليم معتمدين على تجارب شخصية! إذاً الأمر أكثر من جديٍّ ويحتاج إلى دراية وتخطيط تدفع نحو نتائح أفضل للطلبة على اختلاف المراحل، ومن أسباب التقدم في تحصيل الطالب أيضاً أن يكون كلام المعلم مع طلبته ليِّناً مع الحفاظ على هيبته أمامهم، فالحزم مطلوب ولكن دون قسوة، إنها جملة من العناصر التي يلزم المعلم العودة إليها في دراسات وأبحاث تُسهب في ذلك، إنه الدور الأكبر للمعلم في تقدم أداء الطالب خلال العام ما يعكس نتيجة جيدة بل متقدمة ليس على صعيد الدرجات المرصودة للطالب فحسب بل إن أداء المعلم بشكل إيجابي خلال فترة التعايش داخل المدرسة وفي حرم الجامعة له أثر بالغ في تشكيل شخصية الطالب وبناء فكره وتقويم سلوكه... ونتائج الطلبة في نهاية العام الدراسي لا شك أنها مرآةٌ للمعلم.
علي سويدان
كاتب وأكاديمي سوري
Swaidan9@hotmail.com