تركي العازمي / غياب النواب!

1 يناير 1970 09:19 ص
في يوم الجمعة 17 يونيو غاب النواب عن التجمع الشبابي أمام ساحة البلدية وكان غياب النواب طاعة منهم لولي الأمر الأمير حفظه الله ورعاه. والغياب لا يعني أن الملف الساخن بين النواب والحكومة قد أغلق!

والمتابع لأدق الأمور يعلم بأن السماء السياسية مازالت ملبدة بالغيوم، وهذا ما أكده النائب أحمد السعدون في تصريحه: «إذا لم نحصل على العدد المطلوب لعدم التعاون يوم الخميس المقبل سوف نقدم استجواباً لرئيس الوزراء في اليوم نفسه وليس هناك عذر لأحد» ( الراي).

وفي الجانب الآخر، تجري الحكومة اتصالاتها ولا شك انها ستتجاوز ملف عدم التعاون ولكن مسألة الاستجوابات المقبلة وتصريحات بعض النواب تنذر بصيف عاصف قد تزداد سخونته في سبتمبر المقبل... إنه لن يهدأ لهم بال إلا في بلوغ غاياتهم التغييرية!

كنت قد ذكرت لبعض الزملاء بأن اللعب على المكشوف أحياناً يعود بالمضرة لأنه ليس كل ما يعرف يقال، وثقافة الحكومة مازالت تنتهج وسيلة المناورة لضمان الأغلبية مهما كانت التكلفة، يعني مسألة «إما بشيمة وإلا بقيمة» هي الاستراتيجية المتبعة حتى وأن بسطت الجبهة المعارضة الوثائق والتقارير التي تثبت فشل الجهاز التنفيذي لأن اللعب على المكشوف يجعل منهجية «العناد» هي السائدة مع الأسف!

في الأردن حصل التغيير وفي المغرب كذلك ونحن مازلنا نبحث عن سبب توتر العلاقة بين السلطتين مع العلم إنها مكشوفة لكن التحالفات والتكتيكات المبنية على أجندات خاصة ذات مصالح شخصية بحتة هي التي أوصلتنا إلى حالة المضي نحو المجهول!

يحترق البلد... تضيع مصالح البسطاء وتنتفخ «أرصدة» البعض و«الجماعة» في خانة الدوران، حتى وإن كشف البعض قضايا مرتبطة بالأمن القومي فإنها لن تقنع البعض ولن تحركنا تجاه الإصلاح وما أشبه اليوم بالبارحة!

الفجوة بين الفريقين اتسعت، و«التراشق بالألفاظ» طال حديثي العهد بالممارسة السياسية ولحق بهم الكبار، ومع كل هفوة في السلوك نقول «معلش» خطأ وفات ونحن أبناء اليوم، ولو أنهم عالجوا الأسباب لما بلغنا حالة اللاعودة إلى السلوك المراد الأخذ به!

هنالك خطأ في التعامل مع الملفات العالقة، وقد أخبرت البعض ان آخر العلاج «الكي» وما دام غير المؤهلين للعمل السياسي الحكيم من أصحاب المصالح هم الفيصل في كل حالة تصويت فلن يجد البلد ولا المواطنون حالة الرخاء المعيشي والأمن الذي نبحث عنه لأننا ببساطة نعاني من إفرازات «القيادة الخفية» التي تحرك البعض، ولو أن لدينا حسا نيابيا مشابها لحس نواب المجالس النيابية في السبعينات لتقدموا باستقالاتهم وتركوا الاختيار للشباب لعل وعسى أن تظهر لنا نخبة من النواب تعرف قيمة الصوت وتضع نصب أعينها المصلحة الوطنية... والشاهد إن عقارب الساعة تدور بسرعة ونحن نمشي مشي السلحفاة. والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

terki.alazmi@gmail.com