إضاءة / المغرّدون...!

1 يناير 1970 05:22 م
| حسين علي غلوم |

كان العنف ولا يزال يكبح جماح الأجساد، ولكنه في الوقت ذاته يطلق عنان العقول للتفكير، فلو أن رجلاً قوياً أشبع ضعيفاً ضربا، سيكون هذا العنف سبباً يجعل الضعيف جسدياً «يفكر» في كيفية الانتقام ممن ضربه ومن دل القوي وأرشده على مكانه أو كيفية الوصول إليه، هذا يكون على صعيد الأشخاص ولعله في غياب القانون و الدولة، أما في وقتنا الحالي تختلف الأمور بعض الشيء، و لعل ما حصل خلال الأيام القليلة المنصرمة مثال حي على ما أرمي إليه.

أعتقل مغرد وهُدد آخرون، بعضهم الآن غائب الآن عن «تويتر»، إما بسبب القوي مباشرة أو عن طريق «واش» دل القوي على الضعيف - مع مراعاة فارق المثالين- حديثي شخصياً ليس عن الجهة المسؤولة في هذا الأمر، وكيفية أداءها لوظائفها واجراءاتها الملزومة باتخاذها، ومدى صحتها وقبول الناس لها، إلا أن المؤسف أن نرى مستخدمين في «تويتر» يغردون خارج السرب، ولا يدعون شاردة ولا واردة لمغرد أو مغردة، وإن لم يجدوا فبركوا ونشروا الأكاذيب بطريقة رديئة يسهل اكتشافها من الوهلة الأولى.

الغريب في أمر هؤلاء «الوشاة» أنهم يتفاخرون بأنهم السبب في اعتقال وتهديد المغردين واغلاق حساباتهم، والأولى من ذلك أن يخجلوا من أفعالهم كما خجل من فعلة أخرى له، إذا نشرت له محادثة يعلم جيداً محتواها كل من يستخدم «تويتر»، هذه الفضيحة من شأنها أن تجعله يشتط غضباً ويطأطئ رأسه خجلاً من نفسه ومن الناس.

فتهديد الرجال للنساء يسلبهم الرجولة، لسبب وحيد له أشكال عدة، وهو «انعدام المروءة»، فتراه إما أنه حاول التقرب والتملق من فتاة فصدت عنه وأراد أن ينتقم، أو أنه يشي حباً للشهرة والتكسب، أو لكي يثبت أنه رجل شديد لا يكترث قلبه لكون الذي يواجهه «امرأة»، وهي لعبة مكشوف أمرها، وكل ما ذكر قبل الفاصلة ليس من شيم الرجال.

كتب هذا المقال في الصباح وفي هذه اللحظة، قرأت على «تويتر» لأحد المغردين «المخبرين» تغريدة يزعم فيها أن الفضيحة التي نشرت عنه «مفبركة». عليه غفور رحيم وعلى غيره شديد العقاب.



* كلية الهندسة و البترول

Twitter @Haj_Hussain