المواطنون فوجئوا بأسعار «نار» مثل درجة حرارة الجو
الأسماك في «أحواض الغلاء»... للفرجة
1 يناير 1970
07:39 م
| كتب عمر العلاس وفهد المياح |
من يتجول في سوق السمك امس يتسلل الى نفسه شعور بان الاسماك بمختلف اشكالها للفرجة وليس للشراء، فقد باتت البسطات احواضا للغلاء انحبست فيها الانواع المحببة من زبيدي ونقرور وهامور بعدما تضاعفت اسعارها لاسباب عديدة لعل ابرزها منع صيد الزبيدي الذي ادى الى قلة المعروض وارتفاع درجات الحرارة وكثرة مشاكل الصيادين.
وخيمت ظاهرة نفوق الاسماك التي نشرت تفاصيلها «الراي» اول من امس على بعض زبائن السوق،حيث اعربوا عن قلقهم ليس فقط من الظاهرة وانما من «عدم الشفافية» في الاعلان اسباب النفوق من قبل الجهات المعنية، مطالبين المسؤولين بسرد الأسباب.
البائع محمد عباس قال «الأسعار تشهد ارتفاعا لعدد من الاسباب أهمها سوء الأحوال الجوية تأثرا بموجة ارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها البلاد الي جانب منع صيد الزبيدي الكويتي ما ادى الى قلة المعروض وبالتالي ارتفاع الاسعار ترواحت للكليو ما بين 5 الى 7 دنايير».
وأضاف «في ظل نقص المعروض من الزبيدي الايراني السوق يشهد ارتفاعا في الأسعار، التي دائما مقترنة بحالة العرض والطلب»، مضيفا: «ما نلحظه خلال تلك الايام زيادة في الطلب ونقص في العرض ما استدعى ارتفاعا في الاسعار في ظل غياب المنافسة من جانب الزبيدي الكويتي لحظر الصيد».
من جانبه، قال المواطن حسين مبارك «هناك ارتفاع في أسعار جميع الاسماك من الهامور والنقرور والميد والصبور و ليس في الزبيدي فقط، وما ندعو اليه ان يكون هناك مزيد من الرقابة لكسر موجة الارتفاع هذه».
المواطن عبد الرضا دشتي يرى سببا آخر لارتفاع الأسعار وهو «ما تم تناقله في الايام الاخيرة حول وجود اسماك نافقة» وأضاف «في حال تأكيد الخبر ما نتمناه معرفة الاسباب التي تقف وراء عملية النفوق، وهل هي ذات صلة بأسباب تلوث أو اسباب بيئية أو اسباب أخرى حيث ما يجب التأكيد عليه ان تكون هناك شفافية في كل ما يتعلق بصحة الانسان من قبل المعنيين بهذا الامر».
البائع سيف الله دلير قال «اسباب الارتفاع غير معروفة لنا كبائعين سوى منع الزبيدي الكويتي خلال الفترة الحالية»، موضحا ان سعر الزبيدي الايراني يترواح ما بين 5 الى 6 دنايير والهامور 3 دنانير والنقرور 3 دنانير.
من جهته، قال احد رواد السوق ويدعى عاصم علي «جئت الى السوق املا في العثور على اسعار مناسبة لكن الوضع كان خلاف ذلك وسأضطر للعودة مرة أخرى الى حلقة (تحريج السمك) فالاسعار من البسطات تبدو مرتفعة بشكل ملحوظ».
ومن جانبه، اكد المواطن عبدالله الحماد «أن خبر نفوق الاسماك الذي قرأناه في «الراي» مساء امس في المياه الكويتية» ازعجنا كثيرا «خصوصا ان الشعب الكويتي من محبي اكل السمك ولا احد يستطيع الاستغناء عنه، متمنيا ان تكون اسباب هذا النفوق عادية او من حرارة الجو حسب ما وصف رئيس قطاع الثروة السمكية في هيئة الزراعة».
واستغرب من الاسعار التي يشهدها سوق السمك هذه الايام ووصول سعر سمك الصبور الى دينارين بعدما كان يباع العشر حبات بدينار كذلك النقرور عندما كان بدينارين واصبح ثلاثة دنانير، ناهيك عن حالتي الغش التي تحصل من قبل بعض الباعة واصحاب البسطات، مستغلين غياب الرقابة.
المواطن منيع العدهان وصف نفوق الاسماك الذي شهدته السواحل البحرية الكويتية بانها «جريمة بحق الكويت وتشويه لسمعتها محليا ودوليا وان السكوت عنها دون وجود حل لها على وجه السرعة سيمنع المواطن من اكل الاسماك الكويتية»، مضيفا بان وجودي اليوم في سوق السمك هو لشراء بعض الاسماك المستوردة ومنها الشعوم وترك الاسماك الكويتية لغلاء اسعارها كذلك الخوف من ان تكون الاسماك الكويتية مصابة بأي من التلوث والامراض.
ودعا العدهان قطاع الثروة السمكية في هيئة الزراعة الى التحرك السريع ومعرفة اسباب نفوق الاسماك على شواطئ المياه الكويتية حتى يتسنى للجميع التردد الى سوق السمك والشراء منه دون تخوف.
اما المواطن ناجي الخياط فيرى ان مهنة الصيد «باتت طاردة» من قبل الجهات المعنية في الحكومة حيث اصبح هناك عزوف عنها مما ادى الى قلة المعروض من السمك وبالتالي ادى الى ارتفاع اسعاره.
ولفت الى ان هناك قصوراً في الاكتفاء الذاتي بالاسماك البحريةالكويتية وهو مايستدعي تحركا من قبل الجهات المعنية لوجود حل لكي تنخفض الاسعار بالنسبة لجميع الاسماك سواء المحلية منها او المستوردة.
في حين ان المواطن عبدالله جواد استغرب من الاسعار الجنونية التي تشهدها اسواق السمك في الكويت مشيرا الى ان السعر اصبح يضاهى كثيرا واختلف كثيرا عما كان عليه في السابق حيث وصل سعر الكيلو بالنسبة الى سمك النويبي اربعة دنانير وكيلو الهامور الواحد يباع ثلاثة دنانير ونصف الدينار اما بالنسبة للاسعار الخاصة بالاسماك المستوردة ازدادت كثيرا ومنها الايراني والباكستاني والهندي والمصري.
ويضيف ان سوق السمك يحتاج الى رقابة من قبل بعض الجهات الحكومية المسؤولة عن ارتفاع الاسعار والتلاعب بها من قبل البعض وانه لابد ان تكون هناك عمليات تفتيش مستمرة على هذا السوق كذلك تشديد العقوبة على كل من يستغل الاوضاع في السوق في ظل غياب الجهات الحكومية.
ومن جهته، يرى المواطن سعود الرشيدي ان اسعار الاسماك بالفعل ارتفعت بالآونة الاخيرة بشكل مبالغ فيه بسبب المشاكل التي تواجه الصيادين وادت الى قلة المعروض.
في حين ان المواطنة سبيكة العلي ذكرت ان الاسعار ارتفعت كثيرا مع قرار الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ايقاف صيد الزبيدي متوقعة في الوقت ذاته ان تستمر الاسعار في التصاعد مع الايام المقبلة بطبيعة الحال مع زيادة الطلبات
واوضحت اننا مقبلون على شهر رمضان المبارك واذا استمرت هذه الاسعار على حالها فان محبي الاسماك سيتوجهون الى شراء انواع اخرى من الاسماك من المعلبات مثل السردين والتونة لذلك فلابد ان يكون هناك تحرك سريع من قبل اهل الاختصاص من الحكومة ووضع حد لهذه المشكلة.
< p>