ينتمي إلى عائلة بدأت بتجارة السجاد في عام 1929

الهندي: دخلنا موسوعة «غينيس» بأكبر سجادة في العالم

1 يناير 1970 02:20 م
| كتبت سماح جمال |

السجاد تحفة فنية حفرت على خيوطها تراث شعوب توارثتها الأجيال اللاحقة فحافظت عليها ارثاً ثميناً، وبين ثنايا خيوطها وحرفية صناعتها قصة من الاتقان والمهارة في التعامل مع التفاصيل**. وفي الكويت يبدو معرض السجاد الايراني أو كما كان يسمى «متحف السجاد الايراني» علامة فارقة في جمع أندر وأثمن قطع السجاد ليس في الكويت فحسب بل وفي الخليج العربي، فعلى مدار تاريخه العريق في الكويت ولبنان استطاع أن يمد جسور الثقة بينه وبين زبائنه، وكان دخولهم العام الماضي كتاب «غينيس» للأرقام القياسية تأكيداً على صدارتهم في هذا المجال.

«الراي» زارت معرض السجاد الايراني والتقت بمدير المعرض سراج الهندي لتحاوره عن صناعة السجاد وتاريخ عائلته في هذا المجال... وفي ما يأتي تفاصيل اللقاء:



• لنبدأ الحديث عن تاريخ عائلتك في تجارة السجاد؟

- لعائلتنا تاريخ طويل في تجارة السجاد بدأها حيدر حسين هندي في عام 1929 عندما افتتح أول محل له في لبنان، وبعد أحداث لبنان عام 1974، قام أخي علاء هندي بفتح محلنا في السالمية وذلك للعلاقات الوثيقة مع الكثير من العائلات الكويتية، وهي علاقات صداقة وعمل قديمة، وكان محلا صغيرا مساحته 260 متراً مربعاً وبعد ذلك كبر المحل لتصبح مساحته 1500 متر مربع، وفتحنا فرعاً جديداً في مجمع التلال في منطقة الشويخ المشروع، ونعتبر من القلائل الذين لدينا استمرارية في السوق الكويتي، والسبب في هذا هو الأساس القوي من الثقة الذي أقمناه مع زبائننا منذ البداية.

• ما أهم القطع المميزة في معرضكم؟

- جميع قطعنا مميزة، نختار السجاد لعشقنا للسجاد وليس للتجارة، علما أننا نأخذ بعين الاعتبار أذواق الناس كافة وما تفرضه الموضة من ألوان ونقشات. ولدينا الكثير من القطع الفاخرة والغريبة بأشكالها وأنواعها وألوانها، فعلى سبيل المثال لدينا أكبر سجادة في العالم دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية وهي سجادة نايين صوف وحرير بمساحة اجمالية 956 متراً مربعاً، كما لدينا سجاد بأشكال غريبة، المثلث والمربع والدائري والمثمن والنجمة، أما القياسات فتوجد قياسات غير عادية.

• هل تتوجهون الى فئة أو طبقة محددة من الناس؟

- الفن للجميع وليس لفئة أو طبقة دون سواها، لذلك نحن لا نتوجه لطبقة معينة بل لجميع محبي السجاد، وكل شخص يختار ما يناسبه من حيث الذوق والنوع والقياسات والألوان والقيمة، ولدينا سجاد من جميع الأسعار والقياسات والأنواع.

• ما المعيار المتبع الذي تعلّق على أساسه السجادة أو توضع على الأرض؟

- السجاد صنع أساسا ليوضع على الأرض، ولكن مع تحوله من قطعة لتدفئة المكان الى قطعة فنية يتباه الناس باقتنائها، بدأ الكثير بتعليق السجاد أو وضعه على الكنبات وكان هذا دلالة على الغنى، ولكن يوجد سجاد لا يمكن الا أن يعلّق على الحائط وهو الذي يحتوي على آيات من القرآن الكريم أو أسماء الجلالة.

• ما مدى اقبال الكويتيين على اقتناء السجاد؟

- من المعروف عن الكويتيين أنهم كانوا، حتى قبل اكتشاف النفط، من التجار الكبار في منطقة الخليج العربي ولذلك مع كثرة أسفارهم الى البلدان القريبة والبعيدة يجلبون معهم الأشياء النفيسة ومنها السجاد الايراني، فنجد لدى كثير من العائلات الكويتية العريقة مجموعات فريدة من السجاد القديم الفاخر الذي توارثوه أبا عن جدّ وأثمانه لا تقدر بثمن.

• ما نوع السجاد المفضل لدى الكويتيين؟

- لا يوجد نوع خاص من السجاد مفضل لدى الكويتيين، اذ ان نوع الأثاث وألوانه هي التي تحدد النوعية، أما بالنسبة للهواة جمع السجاد، فلكلّ هاوٍ نظرته وتفضيله للسجاد، فمنهم من يحب سجاد المدن كالأصفهان والكاشان والكرمان لاور، ومنهم من يحب سجاد القبائل كالقاشقاي والبختيار والهريز، ومنهم من يحب السجاد القوقازي الروسي على أنواعه.

• ماذا يحدد سعر القطعة؟

- السجادة وحدة متكاملة وما يحدد سعرها هو كل مكوناتها وهي: مكان التصنيع اذ تختلف أجور العمال بين مدينة وأخرى. وكثافة الغرز في السنتيمتر المربع فكلما زاد عدد الغرز كلما استغرق وقت التصنيع أكثر وكلما كانت الحاجة الى فني حياكة سجاد أمهر ما يعني وقتاً أكثر وراتباً أعلى وبالتالي تكلفة اليد العاملة أكبر. ونوع الخيط المستعمل فالصوف أغلى من القطن، وخيط الحرير أغلى من الصوف لذلك كلما كانت المواد المستعملة أغلى كلما كانت تكلفة المواد الأولية أغلى. والنقشة اذ يوجد فنانون كبار لتحويل أي نقشة الى خارطة تنفيذية مع تحديد كثافة الغرز ونوع الخيط وألوانها، فالفنان المبدع يعطي أحسن النتائج وكما هو معروف أن بعض هؤلاء الفنانين لهم شهرة عالمية مثل حبيبيان في نايين، وصيرفيان في أصفهان وحكمت نجاد في أصفهان ومير مهدي في قوم وغيرهم من الفنانين الكبار الذين يضعون في أكثر الأحيان توقيعهم على السجادة. والقيمة الفنية للسجادة من حيث جمالها وتناسق ألوانها حسب عرف خبراء فن السجاد. اضافة الى حجم السجادة والعرض والطلب... فاذا أخذنا بالاعتبار هذه المواصفات نستطيع أن نقيّم سعر أي قطعة سجاد.

• ما الخدمات التي تقدمونها بعد البيع؟

- الغسيل على يد أخصائيين ايرانيين وبالطريقة نفسها التي يتمّ فيها غسل السجاد في ايران. والتصليح والرتي على يدّ فنيين مهرة من ايران.

• هل من نصائح خاصة لصيانة وحماية السجاد الموجود بالمنازل؟

- العناية بالسجاد أساسية وسهلة، فأهم شيء هو التنظيف اليومي بالمكنسة الكهربائية لازالة أي بواقي طعام تكون قد وقعت على السجادة، والتهوية والتشميس كل أسبوع لإعادة الحيوية الى الصوف والحرير ولإزالة الرطوبة من السجادة. وفي حال تعرض السجاد لبقع العصير أو غيره من السوائل، فيجب استعمال الماء الفاتر فقط وعدم استعمال أي مساحيق أو مواد كيماوية لأنه من الممكن أن تضر السجادة أو تثبت البقعة. ويجب أن تغسل السجادة لدى أخصائي على الأقل مرة كل 7 سنوات لأن ذلك يعطيها الحيوية.

• لماذا يعتبر السجاد الايراني الأغلى ثمنا؟

- ان صناعة السجاد في ايران قديمة جدا، ومن المعروف أن أقدم سجادة في العالم هي سجادة البازيريك التي وجدت في الجليد في سيبيريا هي ايرانية الأصل، كما أن حياكة السجاد كانت ولا تزال حرفة متوارثة من جيل الى جيل، ما أعطى السجاد الايراني السمعة الجيدة التي أثبتت جودته على مرور الزمن، لذلك وللشهرة والجودة يحافظ على أغلى قيمة، وهذا ينطبق على كل السجاد اليدوي كالتركي والهندي والباكستاني وغيره من السجاد اليدوي.

• ما متوسط الفترة الزمنية التي تحتاجها صناعة سجادة واحدة؟

- ان متوسط انتاج الحرفي العادي هو 5000 غرزة في اليوم الواحد، ما يعادل 100 سنتيمتر مربع لسجادة بكثافة 50 غرزة في السنتيمتر مربع، ما يعني أن سجادة بطول 1 متر وعرض 1 متر تستغرق حياكتها 100 يوم عمل أي 4 أشهر تقريبا.

• هل هناك تناقض بين مقولة «السجاد يرتفع سعره مع مرور الزمن» وبين التنزيلات على السجاد؟

- من المعروف عالميا أن السجاد اليدوي عامة والايراني خاصة تزيد قيمته مع الاستعمال الجيد ومع مرور الزمن، أما التنزيلات فانها لأسباب تجارية بحتة حيث ان التنزيلات لدينا هدفها بيع كميات كبيرة من السجاد في فترة زمنية قصيرة لذلك نبيع للأفراد بسعر الجملة وبذلك يستفيد المستهلك حيث يشتري قطعة أو أكثر بالسعر نفسه الذي يشتري به التاجر كمية كبيرة، ونحن نجدد بذلك المخزون لدينا.

• ما نصيب جيل الشباب من أنواع السجاد؟

- نظرا لاختلاف ذوق الجيل الجديد من الشباب، فاننا فتحنا محل ساموفار في مجمع التلال في الشويخ، وفيه مجموعة فاخرة من السجاد المصمم خصيصا ليناسب الأثاث العصري بألوانه ونقشاته، وقد لاقى هذا المحل اقبالا كبيرا بفترة زمنية قصيرة نظرا لاختلافه عن محلات السجاد الأخرى بتصميمه وبالسجاد الموجود فيه.



كنوز... في معرض السجاد الإيراني

 

1 - سجاد الهركة: كان يصنع أيام السلاطين ومنه قطع تعلق على الحائط وأخرى تفرش على الأرض.

2 - السجاد الفرنسي: نقشاته مستوحاة من تلك التي كانت موجودة في قصر «فرساي»، ويتم تصنيعه حاليا على يد شركة أميركية بحسب الأصول القديمة والتقنيات المتبعة في العصر السابع عشر.

3 - سجاد الكذاك: من أجود أنواع السجاد الروسي القديم الذي يصنع في منطقة جبال القوقاز، يتميز بنقشاته الهندسية وجمال ألوانه.

4 - سجاد قشقاي: سجاد ايراني تصنعه قبائل القشقاي التي تسكن منطقة شيراز، يتميز بجودته ونقشاته الهندسية، ويعتبر من القطع القديمة ويزيد عمرها على ثمانين عاماً.

5 - سجاد كرمان لاور: من القطع القديمة ويفوق عمرها 100 عام، يعتبر من السجاد النادر الذي صنع في مدينة كرمان بايران، وتوقفت صناعته منذ 50 عاماً أي أن المتوافر منه الآن هو قطع نادرة ولن تكرر.

6 - سجاد أصفهان أحمد: من السجاد النادر والفاخر ومن أفضل النوعيات التي تصنع في ايران، وهذه النوعية لا تصنع لإرضاء السوق أو لأغراض تجارية بل هي قطع فنية ونادرة وبدأت هذه النوعية بالتدفق الى لأسواق مع بداية القرن العشرين وكمياته محدودة.

7 - سجاد طهران: يصنع بمدينة طهران وتعتبر الكمية التي صنعت فيه قليلة جدا ونادرة.

8 - سجاد الموجال الهندي: من القطع الفاخرة ويتميز بنقشته الفريدة التي تحكي قصة طريقة اقامة مراسم الزفاف التقليدي في الهند، وتعتبر عدد الغرز في صناعة هذه القطعة عاملاً مهماً جدا فهناك (225 غرزة بكل سم مربع).

9 - سجاد القم: وتشتهر مدينة قم بصناعته ويعتبر من أجود الأنواع.

10 - سجاد تبريز: مستوحى من لوحات المستشرقين الغربيين، فصانعو السجاد نقلوا الرسومات التي كان يقوم بها الرسامون على لوحات زيتية ونقلوها على قطع السجاد، وهذه القطع تتطلب الكثير من المهارة والدقة في العمل حتى تعطي النقاوة والوضوح في الرسم، فتحتاج الى مراعاة التفاصيل حتى تكون النتيجة جيدة، ولهذا من يشتغل هذه القطع فيجب أن يكون بارعاً.