حسين الراوي / أبعاد السطور / أُمة البطيخ!

1 يناير 1970 09:32 ص
مخزٍ ومقرف جداً سكوت الدول العربية وجامعة الدول العربية عن تلك المجازر والانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري. والمضحك أن أميركا ودول الغرب تُندد وتتوعد وتُصرّح ضد النظام السوري وجرائمه البشعة بحق الإنسان السوري رغم أن الشعب الأميركي لا يجمعه مع الشعب السوري لا رابطة دين ولا رابطة دم ولا رابطة عروبة! وجميع الدول العربية وفوقها جامعتها العقيمة لم تنطق ولو بكلمة استنكار وتنديد ومعارضة واحدة من أجل خاطر الشعب السوري الذي يربطها معه مجموعة روابط عتيدة وكبيرة! والله إنها مسخرة كبيرة أن يحدث هذا الخنوع والسكوت والتجاهل من الدول العربية تجاه الشعب السوري، فأي نخوة يدندن عليها العرب منذ أعوام طويلة في تاريخهم وأشعارهم ومنتدياتهم ومحافلهم، وأي شموخ وفزعة وشجاعة يتحلى بها العرب حدثونا عنها بالكُتب والمدارس والتلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات، أين النخوة في دماء العرب، أين الغيرة والحمية، وأين الجسد الواحد الذي إن اشتكى منه عضواً واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى؟ منذ طفولتنا وما هو أبعد من طفولتنا ومازلنا إلى هذا اليوم نردد كل يوم صباحاً في طابور المدارس ونقول «تحيا الأمة العربية». فبالله عليكم يا أمة العرب متى تقتنعون وتدركون أن أمتكم العربية ماتت منذ زمن بعيد! أمر سكوت الدول العربية وجامعتها العقيمة لا يتعلق في سورية فقط، بل متعلق كذلك بما يدور في اليمن وليبيا، لكن النظام السوري هو الأكثر وحشية والأكثر همجية والأكثر قسوة، فهل أتاكم خبر الطفل الصغير حمزة، هل رأيتم كيف تقتل النساء المُسنات في الشوارع من قبل قناصة وشبيحة النظام السوري، هل رأيتم كيف عُثر على المقابر الجماعية للعديد من الذين قتلوا ظلماً من أبناء الشعب السوري، هل رأيتم كيف تُجمع عشرات الجثث فوق بعضها وتوطأ بالأحذية العسكرية، هل رأيتم كيف يتساقط الأبرياء السوريون بطلقات قناصة النظام السوري فيخرون نحو الأرض تنزف دماؤهم حتى الموت؟! صبراً آل سورية... إن العرب قديماً تقول «اشتدي أزمة تنفرجي». وتقول أيضاً «إذا اشتد سحب الحبل آن أوان انقطاعه».

وإن شاء الله، تحقيقاً لا تعليقاً سوف يعُمكم فجر جديد رؤيته سترسم على شفاهكم ابتسامة النصر.

***

من الأشياء الجميلة في هذه الحياة ألا تنسى جميل من قدم لك (أي) شيء جميل. من وجهة نظري أن أجمل تلك الأشياء التي تُقدم إلينا هي النصيحة والتوجيه، لأن النصيحة والتوجيه لا يقدمها إلا المُحب الصادق، ولأن النصيحة والتوجيه هي من بعد الله تأخذنا للشكل الأجمل والأقوى. كنت بعمق أنصت لناصحي الذي أشعر بأنه صادق معي ويريد أن أكون جميلاً مثله، كنت أنظر إليه أنه إنسان عظيم وصاحب روح عظيمة ويتنفس الخير والحُب.كنت ضعيفاً لا أعرف أكتب سطرين على بعضهما وبفضل الله ثم أناس آخرين أصبحت أجمل من السابق بكثير، وفي كل مرة أكتب فيها مقالاً أو أي شيء آخر يستحسنه الجمهور، على الفور أتذكر فضل أؤلئك الذين كانوا يقدمون لي النصح والتوجيه، فأهمس لهم في داخلي: أنتم كنتم عظماء معي جداً.

عليك أن تحفظ جميل كل من قدم لك نصيحة وتوجيه في سبيل أن تكون على أحسن صورة، سواء في الكتابة أو أي شيء آخر، إنه شيء رائع ألا ننسى من وهبونا أشياء من قوتهم وفكرهم هكذا من دون أي مقابل بدافع الحُب فقط. «ابق بعيدًا عن الناس الذين يحاولون أن يستهينوا بطموحاتك، الصغار يفعلون ذلك دائماً، لكن العظيم فعلاً يجعلك تشعر أنك أيضاّ يمكن أن تصبح عظيما». مارك توين.



حسين الراوي

كاتب كويتي

alrawie1@hotmail.com