مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / ... وتساقطت أوراق التوت
1 يناير 1970
09:26 ص
لقد كانت جلسة الثلاثاء 31/ 5 عاصفة هوجاء أسقطت العديد من أوراق التوت، فتعرى معها الكثير من السوءات السياسية الكويتية. بسقوط الورقة الأولى تكشف لنا هشاشة التضامن الحكومي خصوصاً في مجلس الأمة، وبالتحديد بين أبناء أسرة الحكم، ما فسر لنا سبب انحصار الاستجوابات البرلمانية بهم، وهذا ما يدعونا إلى الاعتقاد بأنها لا تقدم إلا بإيعاز أو إيحاء من أحد منهم ضد الآخر... سعياً للوصول إلى كرسي «الرجل الثالث» (وإن كانت علتك من بطنك... وشدواك).
والورقة الثانية عرت بسقوطها فكرة أن مجلس الأمة هو سيد قراراته لنكتشف أن أصوات الحكومة والموالين لها من النواب هم سادة القرار في المجلس من اختيار رئيس المجلس مروراً باختيار أعضاء اللجان إلى التحكم بانعقاد جلسات المجلس عبر التلاعب بورقة نصاب الحضور والغياب... وثبت بالدليل القاطع أن مجلس الأمة مبنى كبير مفاتيحه في مجلس الوزراء.
وأسقط سقوط الورقة الثالثة الوهم بأن لدينا 50 نائباً همهم مصالح البلاد والعباد والحرص على تطبيق القوانين بعدالة تامة، فاكتشفنا ان أغلبهم عبارة عن «حطب دامه» تحركهم أيدي أقطاب في السلطة وخارجها يسعون إلى تحقيق المنافع دون اكتراث للمواقف، وكل يغني على ليلاه.
وللأسف الشديد كانت بسقوط الورقة الرابعة صدمة كبيرة... بينت لنا زيف ادعاء الكثيرين بأن الاستجوابات أداة نيابية راقية لتصويب مسار الأخطاء الحكومية، ومحاسبة المخطئ من الوزراء، فتبين لنا أن استجوابات البعض... إما انتقامية شخصانية، أو وسيلة مقنعة للابتزاز والتكسب المالي، وصدق بذلك تصريح الوزير السابق أحمد العبدالله الأحمد الصباح بأن كل شيء من قرارات مجلس الأمة له ثمن... نقدي أو عيني.
مبارك مزيد المعوشرجي
Malmoasharji@gmail.com