سيناريو قضية الطالب باسم محمد فتحي يتكرر... والفصل من الدراسة بات القرار الأسهل

هاني أحمد يناشد «التربية» من خلال «الراي»: ارحموا طفولة ابنتي «هالة» وأنقذوا مستقبلها الدراسي

1 يناير 1970 03:35 م
| كتب باسم عبدالرحمن |

ما قصة وزارة التربية مع الأطفال وتصرفاتهم او عباراتهم الطفولية؟ وهل يكفي أن لا يعجب ناظر او ناظرة بعبارات تضمنتها شكوى من طلبة بعمر الزهور ضد زميل او زميلة حتى يتخذ القرار بالفصل النهائي من المدارس؟

باسم محمد فتحي كان الفاتحة للقضية، على خلفية عبارة ربما لا يدرك ابن العاشرة معناها، لكنه كما سواه من الكبار والصغار يتابع ما تبثه الفضائيات في ما اتفق على تسميته «الربيع العربي» فإذا بهذا الربيع يعود وبالا عليه وعلى كثر من امثاله.

باسم عاد الى الدراسة بعد أن نشرت «الراي» قصته وكانت محل اهتمام نيابي، وعلى غرار باسم ها هو هاني احمد يحضر الى «الراي» ليثير قصة ابنته «هالة» ابنة الـ14 ربيعا والتي حرمت من الدراسة بناء على عبارات «طفولية» في السياسة التي لا يفقهها الصغار، وهو سبق له ان أثار قضيته في إحدى الصحف لكنه لم يجد من يتجاوب، وفتحت قصة الطالب باسم المنشورة في «الراي» والتي لقيت تجاوبا معها في اقل من 24 ساعة، حتى ان قرار الاعادة الى مقاعد الدراسة أبلغته الوزارة الى ولي امره في يوم عطلة الجمعة، باب الأمل امامه مجددا علّ ما يثيره في «الراي» يصل الى المسامع وتجد قصته حلا سريعا لها.

فعلى غرار ما شهدته مدرسة الشايع الابتدائية، بفصلها الطالب باسم محمد فتحي الذي نشرت «الراي» قصته في عدد يوم الجمعة الماضي، بعد فصله من المدارس بناء على سؤال عن «الثورة في الكويت» ومن ثم عاد اول من أمس الى مقاعد الدراسة، كان الحال مع مدرسة الدوحة المتوسطة بنات، التي قامت ناظرتها بفصل طالبة في الصف التاسع اسمها هبة هاني احمد ابوفرحة.

ولي امر الطالبة هاني احمد حضر الى «الراي» مستنجدا عل نشر قصته يفيد في اعادة ابنته الى الدراسة كما حصل مع الطالب باسم، وسرد القصة كاملة، بأن ابنته ابنة الـ14 سنة ذهبت في يوم 23 فبراير الماضي الى المدرسة وجلست مع 6 من زميلاتها في الفصل، حيث لم تكن هناك دراسة بسبب عطلات الاعياد الوطنية واثناء حوارهن تم التطرق الى ثورة 25 يناير، فقامت الطالبات بالاساءة الى الرئيس المصري السابق حسني مبارك، «فما كان من ابنتي إلا أن اعترضت لأنها لا ترضى لأحد رموز بلدها ان يهان امامها فردت عليهم بعدم تكرار الاساءة اليه مرة أخرى».

وقال احمد ان «زميلات ابنتي استمررن في تحديهن لابنتي واستدرجنها في الكلام حتى تسيء الى رموز في الكويت، وبعد الحاح منهن في طرح التساؤل قالت لهن «نعم مو عاجبني»، فما كان من زميلاتها إلا ان توجهن فورا الى ناظرة المدرسة ليسردن عليها ما حدث بينهن وبين ابنتي بعد ان زدن من جانبهن كلاما زائفا وسبابا عاريا عن الصحة لا تستطيع ابنتي ان تنفيه بحكم أنهن 6 اطفال مقابل طفلة واحدة».

وذكر ان «ناظرة المدرسة ابلغتني انها شكلت مجلسا تاديبيا لابنتي وأبلغتني شفويا انها طالبت بنقل ابنتي من المدرسة ولم تفصلها رغم أن والدتها تعمل مدرسة في هذه المدرسة، وطلبت مني ان اراجع منطقة العاصمة التعليمية ومنها الى الوزارة وبعد مراجعتهم عدة مرات فوجئت يوم 19 مايو الماضي بقرار من ادارة المدرسة بفصل ابنتي نهائيا من جميع مدارس الكويت، كما حدث مع الطالب باسم. ومر نحو 100 يوم على الواقعة ذقنا خلالها المرارة انا وابنتي التي جلست مكسورة الخاطر في المنزل».

ولفت الى انه قام بعرض ما تعرضت له ابنته من «فصل تعسفي» عبر نشر قضيته في إحدى الصحف في مايو الماضي «غير أن قضيتنا لم تجد صدى لدى المسؤولين ولم يتصل بنا احد للتثبت من حقيقة الامر، فقررنا الحضور الى (الراي) بعدما رأينا تجاوبا وتفاعلا مع قضية الطالب باسم فتحي الذي اعيد بقرار مستعجل من المحكمة وليس بقرار من وزير التربية كما اشيع، لأنني كنت بصحبته في السفارة المصرية لعرض قضيتنا المشتركة».

واعرب احمد عن غضبه واستيائه من كيفية تعامل معلمات وزارة التربية مع الاطفال بعد ان «تعاملت ناظرة المدرسة بكل قسوة مع ابنتي التي تعاملت مع هذا الموقف بكل براءة وتمت معاقبتها على كلامها الذي لم تقصد به شيئا».

واوضح والد الطفلة: «طرقت ابواب جميع مسؤولي وزارة التربية دون فائدة بدءا من الوكيلة المساعدة للتعليم العام منى اللوغاني التي رفضت الالتماس الذي قدمناه عن طريق مكتب خدمة المواطن لاعادة الطفلة الى دراستها، انتهاء بمكتب الوزير دون ان نجد اذنا صاغية من قبل الوزارة بأكملها».

ولفت الى انه عرض قضيته على سكرتارية رئيس الوزراء المصري عصام شرف اثناء زيارته الأخيرة للكويت، كما قام باللجوء الى السفارة المصرية إلى ان ابلغه المستشار الثقافي بالسفارة الدكتور عمر الباز بكل يأس بأنه لا فائدة من حل هذه المشكلة.

وكشف احمد عن وجود حالة ثالثة لطالبة اخرى في احدى مدارس منطقة الفروانية «تعرضت لنفس مصير ابنتي ومصير الطفل باسم محمد فتحي بالفصل من جميع مدارس الكويت. لكن ربما لم تقم اسرتها حتى الان بالابلاغ عن ذلك، وكأن معلمات وزارة التربية تركن التربية والتعليم وذهبن يطبقن ميراث الفصل التعسفي بفصل طالب مقابل طالبتين من باب ان للذكر مثل حظ الانثيين».

واكد والد الطفلة هالة انه استطاع ان يحصل على حكم مستعجل بتاريخ 5 يونيو الجاري يفيد بتمكين الطفلة من استكمال اختبارات المواد المتبقية لها على ان تدخل ما فاتها من امتحانات في الدور الثاني، لافتا الى انه لم يتبق امام ابنته سوى اختبار مادتين على ان تقوم باداء امتحان 6 مواد اخرى في الدور الثاني نتيجة التعسف في القرارات الظالمة وعدم اجادة التعامل مع مواقف وأسئلة الاطفال المحرجة بحكمة وروية، «ما يؤكد ان معلمي وزارة التربية يحتاجون الى توعية قبل تعلمهم التربية للقبول برأي الاطفال ومعالجة سلوكهم ان كان مختلفا بحكمة ونصيحة لا بصلف ومجافاة».

واوضح انه قام بالرجوع الى ادارة الشؤون القانونية بوزارة التربية لتنفيذ الحكم، التي وجهت كتابا لمدير منطقة العاصمة التعليمية يلزمها بتنفيذ الحكم الصادر من المحكمة بحق الطالبة في اداء امتحاناتها في الدور الحالي والدور الثاني، والتي تسلمت الكتاب ولم تنفذه حتى الان، علما بأن الاختبارات المتبقية فقط لمادتين.

وافاد احمد انه قام بتوجيه العديد من الشكاوى والالتماسات عبر الفاكس والايميل الى عدد من مكاتب المسؤولين وكل من يعنيه الامر دون ان يكون هناك رد من قبل جميع من ناشدهم لطلب العون في حل مشكلة ابنته حرصا على مستقبلها من الضياع بسبب مهاترات طفولية.

وناشد ولي امر الطالبة هالة وزير التربية بضرورة التحرك لتنفيذ حكم المحكمة «والتعامل مع ابنتي بروح الابوة لانقاذ مستقبل البنت من الضياع حتى لا تحدث لها عقدة نفسية مستقبلية بعد ان اتعبتني قدماي من الذهاب الى مكاتب المسؤولين في وزارة التربية، خاصة وانني احضرت التماسا للوزير من قبلي ومن قبل السفارة المصرية حتى يتم انهاء ازمتي».

واختتم احمد «أقسم بالله العظيم انني واسرتي وابنائي نعتبر الكويت هي بلدنا الثاني، بل اننا نعدها في منزلة مصر، لدرجة ان ابنائي لا يطيقون اكمال بقية عطلتهم في مصر ويصرون على العودة بسرعة الى الكويت الحبيبة. فنحن نحب الكويت وابنتي التي تم فصلها من مواليد الكويت ولا نستطيع ان نقول في حق هذا البلد الطيب المعطاء إلا جزاكم الله خيرا، لأنه يكفي ان يتعلم ابناؤنا هنا على ارض هذا البلد الغالي حتى نضمن لهم مستقبلا طيبا».