تلبية لرغبة الراحل ناصر الخرافي رحمه الله

«بورت غالب» على البحر الأحمر... محطة الرحلة الاستكشافية الثامنة لفريق الغوص الكويتي

1 يناير 1970 08:22 م
| كتب حسن الهداد |
تنطلق في 20 يوليو المقبل، الرحلة الاستكشافية الثامنة لفريق الغوص الكويتي، التابع للنادي العلمي، ولمدة 7 أيام، في بورت غالب على البحر الأحمر، بمشاركة 22 مدربا، اضافة الى عدد من الغواصين من اعضاء الفريق.
وقال رئيس مجلس ادارة النادي العلمي، اياد جاسم الخرافي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أول من امس، بحضور سفير جمهورية مصر العربية السفير طاهر فرحات، ومدير ادارة البيئة البحرية في النادي ورئيس فريق الغوص الكابتن طلال السرحان، انه «تم اختيار بورت غالب بناء على اقتراح من العم ناصر الخرافي، رحمه الله، بعد رحلة الغردقة، بعد ان سمع عنها وعما حققته من نجاح، ولذا رحب بفريق الغوص في بورت غالب واعطائهم كل التسهيلات»، لافتا الى انه توفاه الله قبل ان يشهد تنظيم الرحلة، معربا عن أمله استكمال المسيرة ومواصلة المشوار لايصال الرسالة التي كان يتمناها العم ناصر.
وأضاف الخرافي، «يأتي تنظيم هذه الرحلة الاستكشافية الثامنة، بعد النجاح الكبير الذي حققته الرحلات السبع الماضية، والاهتمام الاعلامي الكبير الذي تلقاه هذه الرحلات»، لافتا الى ان «مثل تلك الرحلات توفر الفرصة لفريق الغوص الكويتي بالتقارب اكثر فيما بينهم، والتعارف وخلق روح العمل الجماعي، وممارسة رياضة الغوص باحدث الطرق».
وزاد «تضم الرحلة عددا من المدربين من اصحاب الخبرات التي تم اكتسابها عن طريق مركز الغوص، بهدف نقل خبراتهم الى اعضاء الفريق المشاركين فيها بشكل علمي وفني وتقني متميز»، مشيرا الى ان هناك عدة أنواع للغوص منها الغوص العميق، غوص حطام السفن، والغوص التقني.
واوضح الخرافي، أن فريق الغوص الكويتي التابع للنادي يعتبر من رواد الجهات المنظمة للرحلات الاستكشافية الخاصة بالغوص، نظرا لما يتمتع به من خبرة واسعة وعلاقات كبيرة ووثيقة مع عموم الجهات المسؤولة عن الغوص في كثير من الدول، بالاضافة الى تمثيله الرسمي للكويت في الاتحاد الدولي والاتحاد العربي للغوص.
وأشار الى ان «هدف الرحلة غير ربحي، الا ان هناك تحصيلا لرسوم من الغواصين المشاركين فيها، والتي تغطي تكاليف الاعاشة، والمصاريف الأساسية من تذاكر سفر ومأكل ومشرب، وزورق والاحتياجات الأساسية».
وقال ان «الرحلة ستكون تحت اشراف مجموعة محترفة من المدربين المتخصصين لاعطاء الثقة لأولياء امور المشاركين، واعطائهم نوع من الأمان والاطمئنان على أبنائهم»، معربا عن امله ان يشارك في الرحلة عدد من الأبناء من أعضاء المركز، لثقل خبراتهم في مجال الغوص، لافتا الى ان كل مرة يغوص فيها الغواص يجد شيئا جديدا وممتع، وامور اخرى يتم استكشافها.
وأضاف، «تأتي هذه الرحلة ضمن الخطة السنوية لفريق الغوص، والتي تشمل العديد من الانشطة والبرامج التدريبية، التي تهدف الى اثراء معلومات الغواص من خلال استكشاف مواقع جديدة والتعرف على بيئات بحرية متنوعة، لذلك فاننا نحرص كل الحرص على الخروج في مثل هذه الرحلات الاستكشافية، لما لها من الفائدة العلمية والعملية للغواص، وتعزيز مهاراته خلال مسيرته مع هواية الغوص».
وبين، أن «هذه الرحلة ستعمل على تعزيز روح التعاون في ما بين الغواصين، من خلال بث روح الفريق الواحد سواء فوق الماء او تحت الماء، وتبادل الخبرات بين الغواصين، الامر الذي سيعمل على نشر الوعي البيئي، وابراز اهمية الحياة البحرية في النظام البيئي الحيوي».
وذكر، ان «البحر الأحمر من البحار الجميلة، ويعد من أفضل البحار في العالم للغوص فيها واستكشافها، والتعرف على أشياء جديدة تحت الأعماق، من حطام للسفن واحياء بحرية متنوعة».
وأشار الى ان باب المشاركة في الرحلة، مازال مفتوحا للغواصين ما دون 18 سنة، والأعضاء الحاصلين على الدورات المتقدمة في الغوص، لافتا الى ان الرحلة ستمر بظروف قاسية، كونها ستكون في عرض البحر، بعيدا عن اليابسة لمدة 7 أيام، وقد تنقطع خطوط الهاتف في بعض الأماكن الا من الثرايا الذي يعمل على الأقمار الصناعية، ويعيش فيها المشارك تجربة فريدة بعيدا عن حياة الرفاهية و«البلي ستيشن» وغيرها من وسائل الرفاهية، لافتا الى ان مثل هذه الحياة تخلق الرجال، داعيا اولياء الامور الى اشراك ابنائهم الغواصين في هذه الرحلة.
واستذكر الخرافي، دور الاتحاد المصري للغوص في دخول الكويت في الاتحادين العربي والدولي للغوص، والذي كان له دور كبير في عمليات الرقابة على الغواصين، وتوفير عوامل الأمن والسلامة.
من جانبه، قال السفير المصري طاهر فرحات، ان «مثل هذه الأنشطة تعمل على زيادة تدعيم العلاقات بين البلدين»، لافتا الى ان «هذه الرحلة سيكون لها مذاق خاص، خصوصا وانها كانت من رغبات المرحوم ناصر الخرافي، والذي توفي على أرض مصر، التي كانت تكن له كل التقدير والاعزاز»، مرحبا بأعضاء الرحلة الاستكشافية من فريق الغوص.
وأشار الى ان «رياضة الغوص من الرياضات المحببة لدى الشباب، وتحوز على اهتماماتهم في عصرنا الحاضر»، لافتا الى انه كان يمارسها منذ عشرات السنين، متمنيا لهم التوفيق والنجاح في اكتشافاتهم البحرية، مشيرا الى ان الرحلة « تمثل فرصة كبيرة لمزيد من التواصل الشعبي بين الشباب المصري والكويتي».
وأوضح، ان «رياضة الغوص تحتاج الى التعاون والمساندة في ما بين الغواصين، وبالتالي فان الرحلة تمثل فرصة طيبة لخلق المزيد من التعاون».
وحول الاجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لعودة السياحة الي مصر، قال السفير فرحات، «السياحة تمثل مصدر هام للاقتصاد المصري، والحكومة حريصة على استعادة هذا القطاع عافيته، والعودة الى نشاطه الطبيعي»، لافتا الى انه في هذا الاطار، «هناك جهود متواصلة من الحكومة لتشجيع السياحة العربية وبصفة خاصة من الكويت، وهناك حملة دعائية في مختلف وسائل الاعلام للتذكير بما تتميز به مصر من وضعية خاصة في المجال السياحي».
واضاف، «هناك جهود تبذل من هيئة تنشيط السياحة، وفي منتصف يونيو الجاري، ستزور الكويت قافلة سياحية مصرية، تضم الفرقة القومية للفنون الشعبية، والتي ستقدم عروضا متنوعة للفن المصري»، مشيرا الي ان موسم الصيف هذا العام يأتي مع موسم رمضان، وبالتالي ستكون هناك جهود مضاعفة للترويج للموسمين، لمل لهما من مذاق خاص في مصر، حيث الاستمتاع بالأجواء الروحانية والترفيهية في ربوع مصر.
وفي ما يخص سياحة الغوص، قال انه «يمثل احدى الرياضات الشهيرة في مصر، والبحر الأحمر يعد من المناطق القليلة في العالم التي تتمتع بصفة خاصة، وله وضعية خاصة لما يتميز به، وهناك قواعد تنظيمية خاصة في قطاع العاملين في رياضة الغوص، والذي يتبع وزارة السياحة المصرية».
واشار السفير فرحات الى ان «سياحة الغوص والسياحة البحرية اكتسبت ثقة خلال الفترات الماضية، وأصبحت منافسة وتوازي عدد السياح للمناطق الأخرى»، لافتا الى ان ما يميزها هو انها سياحة متطورة.
بدوره قال مدير ادارة البيئة البحرية، رئيس فريق الغوص الكويتي الكابتن طلال السرحان، «يمتلك العالم الآن معلومات عن سطح القمر أكثر مما يملكه من معلومات عن قاع البحار والمحيطات، على الرغم من ان المسطحات المائية تشكل ما نسبته 70 في المئة من مساحة الكرة الأرضية»، لافتا الى ان «نشاط الغوص والاستكشافات لا يزال نشاط حديث، وكان مقتصرا في الستينات على المجالات العسكرية، عكس ما نشهده الآن من سباق وتنافس في ما بين الدول بهدف استكشاف ما تحت الماء».
واوضح، ان «المحيطات والبحار تضم العديد من الكائنات البحرية التي لم تسم حتى الآن، وهناك العديد من الأماكن التي لم تطأها قدم الانسان، لذا حرص الفريق على أن يكون هناك نشاط استكشافي لأعماق البحار».
وأشار الى ان «مدة الرحلة سبعة ايام داخل البحر، وتم اختيار جزر الأخوين في المياه الاقليمية، وسط البحر الأحمر بمواجهة بورت غالب، وسيكون ذلك في 20 يوليو المقبل، وسنحاول خلالها زيارة اماكن جديدة في الاعماق واستكشافها»، لافتا الى انه تمت مراسلة اكثر من جهة دولية فيما يخص حطام سفينة عايدة، حيث سيكون هناك محاولة جادة لتوثيق هذا الحطام، وذلك بالتعاون مع الاتحاد المصري للغوص وجمعية البحر الأحمر للغوص.
وأضاف ان «خط سير الرحلة سيكون قاسيا بعض الشيء، ونأمل أن تساعدنا الظروف الجوية والطبيعية، خاصة من حيث التيارات المائية والاعماق وطبيعة الأسماك التي تختلف عما هو موجود في الكويت»، متوقعا ان تكون هناك مشاهدة لبعض أنواع أسماك القرش، خاصة ان المناطق التي سيتم النزول اليها تعد من المناطق البعيدة، وليست في مرمي الغواصين، أو نظام الغوص اليومي».
واعرب السرحان، عن امله في ان تكون الرحلة نواة للنشاط الاستكشافي، وتسجل امرا جديدا يتم اكتشافه وتوثيقه ويسجل باسم دولة الكويت.