الجيش الإسرائيلي يرى أن «سورية ربما تحاول صرف الأنظار عن مجزرة حماة»

20 قتيلا ومئات الجرحى برصاص إسرائيلي في الجولان ونتنياهو يهدد بإدخال قوات عسكرية إلى سورية ولبنان

1 يناير 1970 03:46 م
 | القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة - القنيطرة - من جانبلات شكاي - القاهرة - «الراي» |

أعلنت دمشق، امس، مقتل 20 شخصا، وجرح اكثر من 300 برصاص الجنود الاسرائيليين الذين اطلقوا النار على شبان كانوا يحاولون عبور الاسلاك الشائكة للدخول الى هضبة الجولان لمناسبة الذكرى الـ 44 للنكسة العام 1967، فيما هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سورية ولبنان بإدخال قوات عسكرية إلى أراضيهما إذا حاول متظاهرون فيهما الانطلاق بتظاهرات ومحاولة تخطي الحدود.

وحاول المئات بداية اقتحام حقول الألغام الإسرائيلية المحاطة بالأسلاك الشائكة في 4 مواقع، فيما استطاع المتظاهرون من اقتحام حقل الألغام السوري واقتربوا إلى نحو 50 مترا من الحاجز الإلكتروني الذي يسبقه حقل ألغام إسرائيلي، تحت كاميرات التلفزيون السوري.

وبث التلفزيون السوري صورا لشبان، وهم يحاولون عبور حاجز من الاسلاح الشائكة. وتظهر صور اخرى جنودا اسرائيليين على متن دبابة يطلقون النار على الشبان.

وتجمع السوريون المتحدرون من الجولان فضلا عن فلسطينيين في قرية عين التينة المقابلة لبلدة مجدل شمس، ورددوا شعارات مناهضة لاسرائيل كما رشقوا بالحجارة. وتسلقوا الاسلاك الشائكة في مواقع عدة للتوجه الى الجولان.

ومن الشهداء الذين سقطوا: محمود عوض الصوان (خان الشيح)، أحمد السعيد (خان الشيح)، مجد محمد زيدان (حلب)، علاء حسين عواد الوحش (خان الشيح)، محمود ديب عيسى (حلب)، أحمد ياسر الرجدان (مخيم اليرموك - دمشق)، سعيد حسن الأحمد (خان الشيح)، عبد الرحمن جريدة (مخيم اليرموك - دمشق)، رمزي سعيد (مخيم اليرموك - دمشق)، فايز أحمد عباس (مجند سوري)، فادي ماجد النهار، أحمد محمود الحجي، ايناس شريتح (مخيم اليرموك - دمشق)، جهاد أحمد عوض.

وكانت منظمات فلسطينية مقيمة في دمشق أعلنت أنها أجلت «مسيرات حق العودة الى لمناسبة أخرى نظرا للظروف الداخلية التي تمر بها سورية».

من جانبه (وكالات)، أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي العميد يوءاف موردخاي، جرح 12 متظاهرا في الجانب السوري من الحدود بنيران إسرائيلية.

وتابع ان «سورية ربما تحاول صرف الأنظار عن المجزرة في حماة إلى إسرائيل» وأن الجنود «شاهدوا قوات الأمن السورية التي لم تمنع المتظاهرين من الوصول الى الحدود».

واكد الجيش ان الجنود اطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء بينما اقترب المتظاهرون من الحدود مرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومحاولين عبور الاسلاك الشائكة.

واستخدم الجيش مكبرات للصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود باللغة العربية قائلين ان «من يقترب من السياج سيكون مسؤولا عن دمه».

من جهة ثانية، أصيب 10 فلسطينيين برصاص مطاطي اطلقه الجيش على متظاهرين قرب حاجز قلنديا الفاصل بين القدس ورام الله في اطار احياء ذكرى النكسة.

واعتلى جنود اسطح البنايات القريبة من منطقة المواجهات، واطلقوا كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين استخدموا «البصل» لتخفيف تأثير الغاز.

كما اصيب النائب مصطفى البرغوثي، الامين العام لحركة «المبادرة الوطنية»، وعشرات المواطنين بحالات اختناق جراء اعتداء جنود على مسيرة نظمت عند حاجز قلنديا.

وقال الأمين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته عمرو موسى، لمناسبة ذكرى النكسة، أنه «يوم لا يريد الإنسان أن يتذكره، إلا كعبرة ودرس كي لا يتكرر».

من ناحيته، صرح نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية، امس، بأن «هناك جهات متطرفة قد تحاول اختراق حدود اسرائيل»، مشيرا الى انه اصدر توجيهاته الى قوات الأمن «بالعمل بحزم ولكن من منطلق التحلي بضبط النفس».

وذكرت صحيفة «معاريف» أن «نتنياهو وفي محاولة لوقف أنشطة لمناسبة ذكرى النكسة أبلغ بصورة غير مباشرة جهات عربية مختلفة إنه في حال وقوع أحداث غير عادية فإن إسرائيل ستستخدم قوة عسكرية مكثفة وحتى أنها قد تدخل إلى سورية ولبنان».

واكدت صحيفة «هآرتس» أن «التقديرات في إسرائيل هي أن لنظام الرئيس بشار الأسد مصلحة بالقيام باستفزاز عند الحدود، وهذه تقديرات تثير توترا معينا في الجانب الإسرائيلي».

في المقابل، رد نتنياهو بفتور، على اقتراح فرنسي لاستضافة المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين في باريس، قائلا ان «الولايات المتحدة ربما تريد مواصلة مبادرتها في هذا الشأن».

وأكد في بيان نشره مكتبه «استمعت الى المقترح الذي نقله الي وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي التقيته الخميس. سندرس الاقتراح وسنبحثه مع اصدقائنا ولدينا افكارنا الخاصة ايضا». وذكرت صحيفة «هآرتس» أن جوبيه حذر نتنياهو خلال لقائهما في القدس الخميس من أنه «في حال استمرار الجمود في عملية السلام فإن فرنسا ستدرس تأييد قبول فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل».

وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، انه «لا يمكن تحديد وضع القدس إلا بعد ترسيم الحدود بين إسرائيل وفلسطين، وبعد حل مسألة اللاجئين».

من جانب ثان، اتهم مقربون من نتنياهو، رئيس جهاز «الموساد» السابق مائير داغان بالضلوع في مؤامرة لإطاحة رئيس الحكومة، في أعقاب حديث الأول عن «المغامرة الخطيرة» التي قد يقدم عليها نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك من خلال شن هجوم ضد إيران.

على صعيد مواز، اكد ايوب ابو شعر مدير معبر رفح الحدودي مع مصر في الحكومة الفلسطينية المقالة، امس، ان المعبر ما زال مقفلا لليوم الثاني بعدما اغلقته مصر وعلق الجانب الفلسطيني العمل فيه.