الاحتجاجات عمّت أنحاء سورية وقوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين

مجزرة في حماة في «جمعة أطفال الحرية»

1 يناير 1970 09:20 ص
عواصم - وكالات - لبّى السّوريون دعوات اطلقها نشطاء على شبكة الانترنت للتظاهر في جمعة «أطفال الحرية». وشهدت عدة مدن وقرى مسيرات حاشدة جابتها قوات النظام بالرصاص الحيّ، أسفرت عن مقتل 34 شخصا على الاقل واصابة العشرات في مدينة حماة التي شهدت امس، أضخم تظاهرة من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية منتصف مارس الماضي وشارك فيها، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نحو 70 ألف شخص، كما تمّ قطع الانترنت على عدد من الاحياء في العاصمة دمشق واللاذقية.
ففي حماة، قتل 34 شخصا على الاقل واصيب العشرات امس، لدى اطلاق قوات الامن النيران لتفريق عشرات الالاف من المتظاهرين كانوا يهتفون مطالبين باسقاط النظام. كما قتل شخصان في بلدة الرستن في حمص، فيما سقط 8 اخرين في دير الزور.
واكد ناشطون في المدينة، ان قوات الامن اطلقت النار «في شكل مباشر» على المتظاهرين قرب مقر حزب البعث في حماة.
وقال احد الناشطين «سقط نحو 34 شهيدا وهناك مئات الجرحى ايضا». واضاف: «اطلقوا النار في شكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعدما قاموا باطلاق النار».
واكد الناشط ان المتظاهرين كانوا يرددون «في شكل سلمي» هتافات مطالبة بالحرية وتدعو لاسقاط النظام. وتحدث ناشط اخر عن عدد اكبر من القتلى «قد يتجاوز الخمسين». واضاف: «ما جرى مجزرة حقيقية».
من جهته اعلن التلفزيون الرسمي السوري عن «مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم».
وقال رامي عبد الرحمن مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي مقره لندن، ان عدد المشاركين في التظاهرة في حماة فاق الـ 50 الف شخص.
واضاف «تظاهرات اليوم (أمس) هي الاضخم في سورية منذ بدء الاحتجاجات رغم قرار العفو الذي اصدره الرئيس (بشار) الاسد. هذا يدل على ان الشعب لم يعد يثق بالنظام».
وذكر شهود عيان أن المتظاهرين، الذين تراوح عددهم ما بين 60 و70 ألفا، انطلقوا من أحياء القصور، الحاضر، طريق حلب، الحميدية، وحي جنوب الملعب وجامع السرجاوي.
وتوجه المتظاهرون إلى ساحة العاصي، في وسط المدينة ووقعت صدامات رشقوا خلالها الحجارة على قوات الامن، التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط 10 قتلى وخمسة جرحى في صفوف المحتجين.
في المقابل، تداولت صفحات المعارضة السورية على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت معلومات، لم يتسن التأكد منها، عن ارتفاع عدد القتلى في حماة إلى 67 قتيلاً.
كما شهدت عدد من أحياء دمشق تظاهرات، بينها المعضمية، الحجر الاسود، داريا، برزة ودوما، في حين تشهد المدينة انقطاع لخدمة الانترنت.
وجرت تظاهرات في دير الزور، شرق البلاد، حيث انطلقت من أحياء الجورة، والوادي، والقصور ودوار غسان عبود، وسجلت اشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين. واشارت تقارير الى سقوط خمس اصابات نتيجة هذه الصدامات.
وقال شهود عيان ان دير الزور شهدت حشودا أمنية غير معتادة، قوامها الآلاف من عناصر الامن ومكافحة الشغب والارهاب والشرطة.
وفي منطقة البوكمال، على الحدود السورية مع العراق، سجلت اكبر التظاهرات منذ انطلاق الاحتجاجات، ولم تشر التقارير الى وقوع أي صدام نظراً لعدم انتشار قوات الامن في هذه المنطقة. واللافت كان رفع المتظاهرين العلم السوري القديم، الذي تتوسطه ثلاث نجمات، علما أن العلم الجديد تتوسطه نجمتان.
وقال ناشطون وسكان ان الالاف ساروا في ادلب في شمال غربي البلاد وفي المنطقة الكردية في الشمال الشرقي وعدد من ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حمص في الوسط وحماه في الشمال وبلدتي مضايا والزبداني الى الغرب من دمشق قرب حدود لبنان وفي الجنوب في سهل حوران حيث تطوق الدبابات عددا من البلدات.
وفي حلب، سارت تظاهرة محدودة مؤلفة من العشرات، حسب شهود عيان. وانطلق المحتجون من منطقة سيف الدولة، ومن «جامع آمنة».
وبثت صفحات المعارضة على «فيسبوك» لقطات فيديو عن تظاهرات في كفرنبل والقامشلي، حيث سمع المتظاهرون يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد دستور جديد»، وعبارة «آزادي»، التي تعني «الحرية» باللغة الكردية.
كما ظهر في الفيديو لافتات في كفرنبل كتب عليها «عاجل:الشعب السوري:على الأسد التنحي فوراً»، في حين رُفعت في القامشلي لافتة كتب عليها «كل مدينة سورية صارت كربلاء وكل شهيد سوري هو الحسين».
وتوقفت خدمة الانترنت صباح امس، في دمشق واللاذقية (شمال غرب)، حسب ما ذكر سكان العديد من الاحياء في المدينتين لـ «وكالة فرانس برس».
وكان تم قطع خدمة الانترنت ليوم في بداية ابريل بسبب عطل نجم عن الضغط على الشبكة حسب شركة الاتصالات السورية.
ودعا المحتجون السوريون الى تظاهرات جديدة امس، في ما اسموه يوم «اطفال الحرية»، في إشارة إلى اطفال أضحوا من رموز الاحتجاجات أمثال حمزة الخطيب الذي كان في سن الـ13 و«تم تعذيبه حتى الموت» على يد اجهزة الاستخبارات في درعا حسب المعارضة.
وجاء على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» عبر موقع «فيسبوك»، وهي من ابرز منابر الحركة الاحتجاجية «من اجل دمائكم البريئة، وروحكم الطاهرة، ثورتنا مستمرة حتى اسقاط النظام، جمعة اطفال الحرية».
ووفق منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن 30 طفلا قتلوا على الاقل بالرصاص خلال قمع التظاهرات في سورية. ونشرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاربعاء الماضي، تقريرا بعنوان «لم نر فظاعة كهذه من قبل» نددت فيه بما اسمته «جرائم ضد الانسانية» في درعا وعمليات قتل ممنهجة وتعذيب.
من ناحية أخرى، اعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن السلطات السورية أفرجت بموجب العفو الرئاسي عن المعارض السوري مشعل التمو القيادي في تيار المستقبل الكردي، والناشط الحقوقي مهند الحسني رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية).