معرض التصميم الغرافيكي عالج أبرز مشكلات المجتمع الكويتي
مدير «الأميركية»: مشاريع الطلبة تعكس قدراتهم العالية على إيصال الفكرة
1 يناير 1970
07:53 م
| كتبت رينا صادقي |
لعله الحلم الأكبر لدى أي شخص أن يبتكر مشروعا خاصا تتبناه دولته ويستفيد منه مجتمعه، وإن كان فائقاً في إبداعه يتأثر به العالم بأسره... إنه الحلم الذي عكسته عيون طلبة قسم التصميم الجرافيكي في الجامعة الأميركية الذين قدموا مشاريع تخرج اتسمت بأفكار غير مسبوقة وبمهنية عالية من حيث التطبيق، خلال معرض مشاريع التصميم الجرافيكي السنوي الذي توج لهذا العام 15 مشروعا ناجحا أمام مختصين في المجال.
وفي تصريح لـ "الراي" على هامش المعرض، قال رئيس الجامعة الأميركية وينفريد ثومبسون: "ان مشاريع طلبة قسم التصميم الجرافيكي لم تتميز فقط بمستوى الاتقان من حيث العملية الفنية التي جمعت بين الكلام والرسومات والألوان وبنية التصميم، وإنما تميزت كذلك بقدراتهم على إيصال رسالة فعالة من خلال التصميم سواء كان عبر الشعار او البروشور او الصحيفة او الملصقات والعلامات".
وأضاف: "إذا قرر القطاعان العام والخاص في الكويت تبني هذه المشاريع فسيكون العائد كبيرا على المجتمع والاقتصاد الكويتي، بالإضافة إلى أنه سيؤثر بشكل كبير على مستقبل جيل الشباب الناشط في اكتشاف طرق جديدة وغير مكلفة لممارسة العمل والحياة اليومية، ما يقلل من الإسراف في الموارد الطبيعية ويحافظ على البيئة".
من جانبها، رأت الأستاذة في قسم التصميم الجرافيكي مريم حسينية "ان طلبة الأميركية يصنعون اليوم مشاريع تسد الكثير من الفجوات في قطاعات مختلفة في الكويت".
وقالت: ان "التصاميم متنوعة بشكلها وأهدافها، ولكن يشملها عاملان: الإنساني والاجتماعي، فالطلبة قدموا حلولا من خلال مشاريع التخرج لمعاناة العمالة الوافدة، ومشكلة الطلاق في الكويت، بالإضافة الى مواضيع مختلفة تعنى بالبيئة، والصحة، والفن"، لافتة الى أن "مشاريع الطلبة تعكس القدرات الأكاديمية والإبداعية لجيل الشباب الجديد والتي تفوق ما اعتدنا عليه من الأجيال السابقة، بخاصة وان في العقد الراهن تطورات تكنولوجية ومفاهيم جديدة توفر الحرية والجرأة الفكرية بقدر كبير".
بدوره، بين عميد كلية الآداب والعلوم وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في الجامعة نزار حمزة أن "مشاريع التخرج التي قدمها الطلاب تشير الى قدراتهم على نقل كل ما تعلموه من الناحية النظرية الى الحياة العملية وتنفيذه على أرض الواقع، وهذا مهم جدا لهم حتى يندمجوا بشكل أسرع في الحياة العملية ويكونوا فاعلين في المجتمع ليتعزز دورهم كمنتجين وليس كمستهلكين فقط".
وتابع: "ألهمتني كل المشاريع الطلابية، وأؤمن أنه سيكون لمعظم منفذيها دور أساسي في شركات محلية ودولية".
وفي دردشة مع الطلبة حول مشاريعهم وأبرز ما حملته من أفكار، قالت الطالبة سيبيدا بهبهاني: "حاولت بشتى الطرق إيجاد حل مناسب لظاهرة تزداد سوءا في الكويت وهي مشكلة العمالة الوافدة وبخاصة عمال التنظيف والخدم، والذين علت صرخاتهم مناشدين الجيمع دون ان يلتفت إليهم أحد. فرأيت أن من واجبي الإنساني أن أقدم لهم ما عجز الكثيرون عنه، فكانت فكرتي أن أنشئ مركزا كبيرا يحمي العمالة ويوفر لهم المأوى واللباس والغذاء المجاني والتثقيف أيضا ليعلموا ما حقوقهم وواجباتهم، بدلا من أن يبقوا في الشوارع أو في سفاراتهم التي لا ترعاهم بالشكل الكافي".
وأضافت: "لقد عملت على إنشاء شبكة إلكترونية لهذه المؤسسة يستطيع العامل من خلالها الاتصال بسفارته أو تطرح المشكلات التي يعاني منها مباشرة الى المركز، حيث سيتم التعامل معه بشكل مباشر لإيجاد الحلول وعلى مدى 24 ساعة. بالإضافة الى أن المركز سيأتي بمختصين في حقوق الإنسان وحقوق العمالة من شتى أنحاء العالم، لتقديم المساعدة لمن يحتاجها"، مبينة أن "جزءا كبيرا من ميزانية المركز سيعتمد على التبرعات الإنسانية".
من جانبها، شرحت الطالبة زهرة العابدين مشروعها والذي يتمحور حول تعدد الجنسيات والثقافات الموجودة في الكويت، فقالت: "ان الكويت احتضنت أشخاصا من مختلف الجنسيات والديانات والثقافات في العالم حتى بات عددهم يفوق السكان الكويتيين"، لافتة الى ان "هذا الأمر قد يكون بغاية الإيجابية حينما نستغله في تعليم الأطفال منذ الصغر عن فائدة التعدد والاختلاف، ونقدم لهم نماذج مختلفة تساعدهم على التقرب من كل من يحمل جنسية مختلفة عنهم".
وتابعت: "لقد ابتكرت كتبا وألعابا ورسومات للأطفال تشير الى اللباس التقليدي وألوان وشكل العلم واصناف الأكل التي تشتهر بها الجنسيات الأكثر انتشارا في الكويت، من مثل الهندية والمصرية وغيرها. بالإضافة الى تعليمهم الكلمات الأساسية والتحية المتعارف عليها في كل دولة"، موضحة أن "أهمية تقبل الآخر، خصوصا أن الكويت تعتمد على الوافدين في كل القطاعات".
بدورها، طرحت الطالبة ديمة الكندري حلولا لمشكلة الطلاق في الكويت، فقالت: "ان نسبة الطلاق في تزايد ولكن المشروع الذي أقدمه يطرح حلولا لكل ما يؤدي الى الطلاق حتى نقضي على المشكلة من جذورها قبل أن تتفاقم ولا يبقى للصلح مكان"، مضيفة: "ان فكرتي تقوم على إنشاء أكاديمية توفر ثلاثة برامج تعليمية بعنوان "زوجك"، "بيتك"و "طفلك"، وذلك لتأهيل الفتاة المقبلة على الزواج وتدريبها على أسس الحياة الزوجية والعاطفية السليمة والمتجددة، وكيفية إقامة علاقة زوجية وعائلية متماسكة وناجحة من كل النواحي. كما يتضمن المشروع نموذجاً يقدم للمرأة المتزوجة حول كيفية الاعتناء ببيتها من ديكور وخياطة واتيكيت، وكذلك يتوجه للمراة الحامل والمقبلة على الأمومة حيث يعمل على تهيئتها نفسيا وجسديا".
من ناحيتها، قالت الطالبة نادية سمور: "ان هناك إسرافا كبيرا في إستخدام الموارد الطبيعية في الكويت و أهمها الماء، ولهذا فإن مشروعي يقوم على التوعية وبشكل خاص للشريحة الشبابية في المجتمع بكيفية الحد من هدر الماء، والتي أصبحت من الموارد المحدودة".
وأضافت: "انه بإمكان كل فرد أن يصنع الفرق من خلال الطقوس اليومية كالاستحمام وتنظيف الأسنان وغسل الوجه والطهو وغسيل الملابس"، متسائلة: "لماذا نفتح صنبور المياه لساعات من أجل إنجاز روتين يومي واحد؟".
بدورها، أشارت الطالبة مهى يوسف الى أن "في مشروعي حل لمشكلة السمنة المفرطة في الكويت، والتي يعاني منها الكثيرون وبخاصة ان عدداً كبيراً من الأطفال يعانون كذلك من السمنة، حيث يجد الأهل صعوبة في التحكم بحمية أطفالهم الذين يحبون أكل الحلويات والوجبات السريعة".
وأوضحت: "سأقدم من خلال مشروعي برامج غذائية وتثقيفية لحل مشكلة السمنة عند الأطفال بشكل نهائي، ولكن بشكل ممتع ومسل للطفل وللأهل في الوقت نفسه".