الطبيب السوري أكد أن فوزه بجائزة سالم العلي للمعلوماتية يضاعف مسؤوليته في نشر الثقافة الصحية

رضوان غزال: زيادة الوزن سبب أساسي لإصابة الأطفال بالسكر من النوع الثاني

1 يناير 1970 02:06 م
| حاوره عماد خضر |

توج اخصائي طب الاطفال الدكتور رضوان غزال (من سورية) جهوده في نشر الثقافة الصحية باحرازه جائزة افضل مشروع صحي في الوطن العربي من جائزة سالم العلي للمعلوماتية.

الدكتور غزال الذي انشأ موقعا على الانترنت لتثقيف الامهات والعوائل بكيفية الاعتناء بصحة «فلذات أكبادهم» لم يكن يدر بخلده ان يقف على منصة التتويج العربي، فالرجل ومن قبيل «ازهد في الدنيا تأتيك وهي راغمة» اخلص النية في تسخير الشبكة العنكبوتية للتوعية ونشر الثقافة الصحية والوصول الى اكبر عدد من الجماهير لتزويدهم بمعلومات طبية مهمة ربما تكون سببا في مستقبل افضل لابنائهم وتجنبهم ما يعكر صفو حياتهم.

ليست الجائزة العربية الرفيعة هي هدف غزال اذا فهو مع اعترافه بأنها «شرف كبير»، يرى انها حملته مزيدا من المسؤولية، لذا يؤكد انه بدأ تطوير مشروعه عبر فكرة «Doctor on Line» التي تتلخص في توفير طبيب يرد على اسئلة زوار الموقع مباشرة.

واشاد غزال في حوار مع «الراي» بالحيادية المطلقة للجنة التحكيم في الجائزة، «حيث تكونت من 90 محكما من البلدان العربية كافة».

ويزودنا غزال باطراف من ثقافته الصحية، فهو يبين ان «زيادة الوزن تعتبر سببا أساسيا لاصابة الاطفال بالسكر من النوع الثاني، كما ان الوجبات السريعة سبب رئيسي في الاصابة بزيادة الوزن».وذكر أن «جميع أنواع الحليب الصناعي متشابهة وتحظى بمعايير محددة من قبل منظمة الصحة العالمية WHO ويعتبر تفضيل اسم حليب على آخر من قبيل الدعاية التجارية للشركات».

وحول إشاعة تسبب الوجبات السريعة في تكبير صدور الأطفال قال «لا توجد دراسات علمية دقيقة تشير إلى أن الوجبات السريعة سبب في بروز صدور الأطفال»، منوها إلى ان «الاعتماد على الخادمات في رعاية الطفل يُفضل في عُمر من 5 سنوات فما أعلى للطفل، إذا لم يكن ذلك ممكنا فيكون في عُمر من سنتين فما أعلى».

وأفاد بأن «رعاية الخادمات للأطفال بشكل دائم وعشوائي ربما يضعف الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها».

في البداية سألناه:



• حصلتم على جائزة الشيخ سالم العلي للمعلوماتية عن أفضل مشروع صحي لعام 2011/2010 على مستوى الوطن العربي... ماذا يشمل هذا المشروع؟ وكيف يفيد في توعية الأسر وأطفالها؟

- تعتبر قيمة هذه الجائزة بالنسبة لنا كبيرة جداً باعتبارها من أهم جوائز الوطن العربي، ومن ثم فإن فوزي بها شرف ومسؤولية كبيرة علينا، ومشروعا موجه إلى فئة الأفراد وتتحدد فكرته في موقع الكتروني على شبكة الإنترنت ينشر الثقافة الصحية حول أمراض الأطفال ونمو وتغذية الطفل، ويتضمن صفحات مهمة تخص تغذية الطفل بالتفصيل إلى جانب صفحات عن نمو الطفل منذ الولادة وحتى سن الـ 18 سنة، بالإضافة إلى تقديم استشارات طبية دقيقة ومكتبة فيديو كبيرة وموسوعة مصورة وعنوان الموقع هو (child clinc.net) وبفضل الله حظي مشروعنا من بين كثير من مشاريع المواقع الأخرى بجائزة أفضل مشروع صحي لعام 2011/2010 بعد تقييم لجنة التحكيم في الجائزة له بعد أن تقدمنا لها عبر موقعها الإلكتروني على الإنترنت حيث قدمنا عنوانا ووصفا واضحا لموقع عيادة طب الأطفال، وأستطيع أن أؤكد أن لجنة التحكيم تميزت بالحيادية المطلقة إذ تكونت من 90 عنصرا تحكيميا من البلدان العربية كافة.

• هل لديكم رؤية لتطوير مشروعكم؟

- نعم لدينا نية لتطوير هذا العمل وتوسيعه ليلبي رغبات متصفحي الإنترنت ومن ضمن رؤانا وأفكارنا لتطوير هذا العمل إدخال فكرة «Doctor on Line» بمعنى وجود طبيب على الشبكة المعلوماتية يجيب عن أسئلة الزوار مباشرة».

• هل لديكم أفكار تجارية أو ربحية من وراء هذا المشروع؟

- أولاً أنا لم أهدف للربح أو الفوز بجوائز من وراء المشروع وما دفعني للمشاركة في المسابقة هدفي لنشر الثقافة الصحية ولكن الحمد لله لم يضيع الله جهدي ووفقني للفوز بالجائزة.

• كثيرة هي أمراض الصيف التي تصيب الأطفال مع اختلاف مراحلهم العمرية... كيف توعي العوائل بأبرز هذه الأمراض؟ وبما تنصحهم للتعامل معها؟

- أولاً خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة إذا كان الطفل يرضع طبيعياً فقلما يُصاب بأمراض على عكس الطفل الذي يرضع حليباً صناعياً، ومن ثم فيجب على الأقل ارضاع الطفل رضاعة طبيعية من أمه خلال الستة أشهر الأولى، وتعتبر النزلات المعوية (الإسهال الحاد) والتي قد تؤدي الى الجفاف من أهم أمراض الصيف التي تصيب الاطفال ما دون السنتين لأن خطر الجفاف (نقص السوائل) يكون نسبة الاصابة به كبيرة في فترة الصيف، كما هناك امراض حوادث التسمم الغذائي والتي تحدث نتيجة كشف الغذاء ودرجات الحرارة العالية، مع عدم تخزين الغذاء بشكل جيد وعدم مراعاة النظافة الشخصية.

• بما تنصح الآباء والأمهات عند سفرهم لتمضية الاجازات الصيفية في بلاد أخرى بصحبة أطفالهم تجنباً للأمراض التي تصيب هؤلاء الاطفال جراء تغيير الاجواء ودرجات الحرارة؟

- في اجازات الصيف والانتقال من أجواء لأخرى يُفضل الانتقال التدريجي لنظام غذائي مختلف مع ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة وعدم تقبيل الاطفال من قبل الاقارب والاصدقاء لاحتمالية نقل العدوى الفيروسية مع مراعاة تلاؤم ملابس الطفل مع درجة حرارة المنطقة الجغرافية التي سينتقل إليها.

• بدأ السكر من النوع الثاني الذي يصيب الكبار في إصابة الاطفال ما يشير لنوع من الخطورة في هذا الاطار... ما أسباب ذلك؟

- بالفعل بدأ السكر من النوع الثاني في اصابة الاطفال من عمر 10 سنوات فما فوق أي تقريباً في مرحلة المراهقة والسبب الأساسي في الاصابة به زيادة الوزن التي تعتبر مرض العصر للاطفال والكبار، وتحدث زيادة الوزن بسبب تناول الوجبات السريعة، Fast Food كسبب رئيسي، الى جانب قلة الحركة، بالاضافة الى جلوس الاطفال والمراهقين لساعات طويلة أمام التلفزيون والكمبيوتر مع تناول الأطعمة والوجبات.

• في ما يتعلق بالحليب الصناعي الذي يتناوله الاطفال بديلاً للبن الأم... هل هناك فروق بين أنواعه المختلفة؟ وما أفضل أنواعه؟

- للعلم كل أنواع الحليب الصناعي متشابهة وأساسها حليب بقري مجفف، كما أن هناك معايير لمنظمة الصحة العالمية WHO تنطبق على جميع ماركات الحليب الصناعي، ومن ثم فإن تفضيل اسم حليب على آخر يعتبر من قبيل الدعايا التجارية لبعض الشركات.

• وفي حالات الفطام للأطفال قبل انتهاء فترة الرضاعة الطبيعية المقدرة بعامين... ما أنواع الحليب الصناعي التي تنصح بها كي يتناولها الطفل؟

- كما نعلم فإن إرضاع الطفل طبيعياً يجب أن يستمر لعمر السنتين إن أمكن وذلك تبعاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية WHO، أما في حالة الفطام بعد سنة مثلاً فيفضل استخدام حليب كامل الدسم أو حليب من الجيل الثالث.

• يتردد أن الافراط في تناول الوجبات السريعة يؤدي الى بروز صدور الاطفال الذكور... ما صحة ذلك؟

- لا توجد دراسات علمية دقيقة تشير الى ان الوجبات السريعة تتسبب في بروز صدور الاطفال من الذكور، وانما أكثر الاسباب التي تؤدي لذلك هو زيادة الوزن.

• ثقافة الاعتماد على الخادمات في تربية الاطفال والتي تنتشر في مجتمعات كثيرة ومنها المجتمع الكويتي... هل لذلك آثار صحية على الاطفال؟

- ربما يكون لها اثر نفسي على الطفل بدرجة أكبر من الاثر الجسمي وذلك وجود الخادمة ربما يضعف الرابطة العاطفية بين الأم والطفل ما قد يعرضه لأمراض نفسية في المستقبل ومن ثم ننصح بأن يكون الاعتماد على الخادمة في رعاية الطفل في عمر من سن 5 سنوات فما فوق وهذا هو الوضع الافضل واذا كان ذلك غير ممكن فيكون في عمر من سنتين فما فوق لأن السنوات الأولى في عُمر الطفل هي الأهم في تأسيس علاقة عاطفية ونفسية مع الأم.