خلال رعايته الندوة العشرين لقضايا الزكاة المعاصرة
الحماد: «القانون النموذجي» مرجع مهم واعتماده إضافة رائعة لإنجازات البيت لسن تشريعات الزكاة
1 يناير 1970
12:11 م
تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة المستشار راشد الحماد، أقام بيت الزكاة الندوة العشرين لقضايا الزكاة المعاصرة صباح أمس في فندق المارينا وتستمر حتى 17 الجاري.
وألقى الحماد كلمة بالمناسبة، قال فيها: «إنه لمن دواعي السرور والفرح أن تقام الندوة العشرون لقضايا الزكاة المعاصرة على أرض الكويت الحبيبة، أرض الأمن والأمان أرض العلم والعمل المؤسسي المنظم الذي أثمرت أغصانه بتلك المؤسسات الرائدة التي أصبحت محط أنظار الجميع في شتى بقاع الأرض، كما أصبحت تجاربها وأعمالها ولوائحها منهلا للكثير من المؤسسات التي تبتغي النجاح والرقي والسير على دروب الخير والإصلاح».
وأضاف: «وما بيت الزكاة إلا واحد من تلك المؤسسات الرائدة في العمل الخيري المؤسسي المنظم فهو الذي تحمل مسؤولية نشر الوعي بأحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة، ومن أجل ذلك قام بعقد العديد من الندوات التي تتناول قضايا الزكاة المعاصرة ورعاها حق رعايتها حتى أينعت ثمارها بذلك الكم الهائل من القرارات والتوصيات التي عالجت الكثير من قضايا الزكاة، في هذا العصر الذي تسارعت فيه وتيرة المتغيرات وترادفت فيه الكثير من المستجدات والأحداث».
وتابع: «وفي هذه الندوة المباركة، وهي الندوة العشرون لقضايا الزكاة المعاصرة والتي خصصناها بكاملها لمناقشة (مواد مشروع القانون النموذجي للزكاة ومذكرته التفسيرية ولائحته التنفيذية)، آملين أن يتم اعتماده بصفة نهائية، حيث تمت مناقشة مواده قبل ذلك أيضاً في الندوتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة وشكلت له اللجان المتخصصة من علماء الشريعة والقانون والتي تابعت ملاحظات المشاركين على هذا المشروع ورفعتها بدورها لهذه الندوة، بالإضافة إلى الملاحظات النهائية التي وصلت منكم أخيرا لنضعها بين أيديكم لاتخاذ ما يلزم بشأنها».
ولفت الحماد الى انه «إذا ما تم اعتماد مشروع هذا القانون ومذكرته التفسيرية ولائحته التفسيرية فسيكون إضافة رائعة لإنجازات هذه الندوات المباركة، حيث سيكون مرجعا مهما للدول التي ترغب في سن قوانين وتشريعات للزكاة إذ ان مواده صيغت وفق ما انتهت إليه ندوات قضايا الزكاة المعاصرة من قرارات وتوصيات، وكما تعلمون أن قرارات هذه الندوات لم تصدر إلا بعد أبحاث ومناقشات مستفيضة ودراسات وافية»، مشيراً الى أن «هذا الإنجاز الرائع قد سبقه (دليل الإرشادات لحساب زكاة الشركات) الذي أصبح المرجع الأساسي لزكاة الشركات بمختلف أنواعها وأشكالها، ومنهلا عذبا تنهل منه المجامع الفقهية وهيئات الفتوى والرقابة الشرعية والباحثون والمهتمون بقضايا الزكاة المعاصرة وبخاصة زكاة أموال الشركات وما يتعلق بها من أحكام».
من جانبه، قال رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة الدكتور عيسى زكي: «اننا نتوج بهذه الندوة لقضايا الزكاة المعاصرة مسيرة عشرين عاما من البحث العلمي والاجتهاد الجماعي في قضايا فقهية معاصرة تتعلق بركن عظيم من أركان الإسلام».
وأضاف: «لقد رأينا في الأمانة العامة للندوة أن نخصصها لبحث ومناقشة وإقرار مشروع القانون النموذجي للزكاة بالمذكرة الإيضاحية ولائحته التفصيلية، ولعلكم تذكرون أن مشروع القانون كان قد عرض للبحث في أكثر من ندوة، ولقد تم تنفيذ التوصيات حيث شكلت لجنة لإعادة صياغة المشروع وتعديله وفقاً للملاحظات الواردة إليها، حتى انتهى المشروع إلى الصورة المقدمة في هذه الندوة».
ولفت زكي الى ان «الهدف من وراء تقديم هذا القانون النموذجي للزكاة بمذكرته الإيضاحية ولائحته التنفيذية، هو أن يكون مشروعا استرشاديا للجهات المعنية التشريعية في الدول الإسلامية الساعية نحو إصدار تشريعات وقوانين لتطبيق الزكاة، وقد اعتمدنا فيه على ما تم اقراره في ندوات الزكاة المتتابعة من أحكام وتأصيل كانت ثمرة بحث ومناقشة ومدارسة من ثلة من علماء المسلمين يمثلون مختلف الدول الإسلامية. ولعل هذا ما يعطي هذا المشروع أهمية خاصة وميزة ظاهرة، فهو ثمرة اجتهاد جماعي ساهم عبر ندوات القضايا المعاصرة للزكاة على إقرار جملة وافرة من الأحكام والفتاوى والتوصيات والترجيحات والاختبارات التي شكلت أساسا فقهيا»، متينا «تنفيذ احكام الزكاة الفقهية في مشروع قانون نموذجي للزكاة».
وتابع زكي: «وبهذا تكون هذه الندوة المباركة قد نقلت أحكام الزكاة من التنظير إلى التشريع والتنفيذ لتجد سبيلها إلى التطبيق والعمل»، مؤكداً «التطلع إلى المزيد من هذه الدراسات التي تساعد على الارتقاء بالبحث الفقهي لقضايا الزكاة المعاصرة لتكون مرجعا عمليا في التطبيق»، وداعياً الحضور «للمساهمة معنا في تقديم مقترحاتهم لموضوعات جديدة حتى يتم إدراجها في الندوات المقبلة. كما نتطلع إلى توجيه البحث نحو مشاكل عملية خاصة بكل مجتمع مسلم على حدة مما يتعلق في تطبيقات الزكاة، لمساعدة القائمين على شؤون الزكاة باقتراح الحلول الشرعية المناسبة لها وفقا لما تقترحونه من هذه المشكلات من واقع معايشتكم لواقع مجتمعاتكم».
بدوره، قال الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي في كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف الندوة: «إن الإسلام منذ بداياته الأولى وعلى مدى القرون الماضية حقق إنجازات كبيرة في مجال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وما هو إلا لون من ألوان تكامل هذه الشريعة السمحة». مشيراً الى ان «من المعلوم أن الفقر قريب الغنى ويستمران متلازمين ليختبر كل فريق في أداء التزاماته للآخرين»، وموضحاً أنه «كانت فريضة الزكاة امتثالا لأوامر الله وقد حققت ما لم تحققه الحكومات والمؤسسات، وكانت ألوان الخير هي الظاهرة في حياة المسلمين ولم يتركوا بابا من أبواب الخير إلا وفعلوه ليكون ذلك أحد معاني الإسلام الحنيف».
وأكد الزحيلي على أن «ذلك أدى إلى انتصار الإسلام على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وذلك يدل على تكامل هذا الدين وعلى أن أول الإسلام وآخره متكاملان»، منوّها بأن «بيت الزكاة الذي احتضنته دول الكويت هو أحد معالم هذا الدين، وله الشكر والسلام على ما قدمه من عون ورعاية لهذه الهيئة».
ولفت الى «أن نظام الزكاة قد بني على أسس متينة وقوية وكان هذا المشروع تحت مظلة بيت الزكاة»، سائلاً «الله جل جلاله أن يحقق الخير على أيدي القائمين عليه وعلى هذه الندوة».
وأكد الزحيلي «أن الفقه الإسلامي وبحق هو الرائد لهذه الأعمال الطيبة وهو المصدر لهذا القانون الذي تعد له الهيئة حتى يرشد المسلمين إلى الخير ويحميهم من التخلف والانحدار، ومن هنا فإن بيت الزكاة يعد مثالا رائعا يحتذى به وأن كثيراً من الدول بدأت تنهج هذه التجربة».