ليبرمان يقرر رفع شكوى لمجلس الأمن... وباراك يتعهد اعتقال المنفذين

«مجموعة عماد مغنية» تتبنى قتل 5 إسرائيليين طعنا ونتنياهو يهدد: العملية لن تمر مرّ الكرام وسنعاقب القتلة

1 يناير 1970 12:27 م
| القدس - من زكي أبو الحلاوة ومحمد أبو خضير |

قتل 5 اسرائيليين من عائلة واحدة، ليل اول من امس، في هجوم تبنته «كتائب شهداء الاقصى - مجموعة عماد مغنية» في مستوطنة «ايتمار» قرب نابلس، فيما طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بالمساعدة في القبض على المنفذين.

واوضحت وسائل الاعلام (وكالات) ان «القتلى وهم من عائلة واحدة تعرضوا للطعن بسكين حتى الموت وهم نيام على سريرهم بيد فلسطيني دخل الى منزلهم».

وذكر موقع موقع «يديعوت احرونوت» على الانترنت ان الخمسة قتلوا طعنا في اسرتهم وهم رجل وزوجته وابناؤهما وهم رضيعة وطفلان في الثالثة وفي الحادية عشرة من العمر. واوضح ان 3 اطفال اخرين نجحوا بالهرب ومن تشغيل جهاز الانذار والابلاغ عن الهجوم.

واكدت «كتائب شهداء الاقصى» في بيان: «تمكن مجاهد من كتائب شهداء الأقصى - مجموعات الشهيد عماد مغنية من مهاجمة منزل للمستوطنين وقتل من كان بداخل المنزل، عند الساعة الواحدة والربع من فجر السبت».

وذكرت الناطقة باسم الجيش ان القوات الاسرائيلية اطلقت «عملية تمشيط» في القطاع الذي وقع فيه الهجوم للقبض على منفذ او منفذي الهجوم.

واشار مصور من «وكالة فرانس برس» ان كل طرقات المنطقة قطعت بواسطة عوائق عسكرية، فيما طلب من سكان ايتمار ملازمة منازلهم.

وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي فرض حظر التجول على بلدة عورتا شرق نابلس، وأعلنت محافظة نابلس منطقة عسكرية مغلقة.

وذكرت مصادر محلية أن قوات معززة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت البلدة فجرا، وفرضت حظر التجول، فيما باشرت بشن حملة مداهمات واسعة فيها طالت 30 فلسطينيا. وأضافت المصادر ان طائرة استطلاع إسرائيلية حلقت في سماء المنطقة.

من جهة أخرى، شددت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المحيطة بنابلس، وأغلقت كل الحواجز المنتشرة حول المدينة، ومنعت المركبات من الدخول إليها أو الخروج منها.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو انه «يطالب السلطة الفلسطينية ورئيسها بالمساعدة في العثور على القتلة». واضاف أن «هذه عملية قتل بشعة لعائلة كاملة بريئة، والدان وأولادهما وطفلهما خلال نومهم في بيتهم في ليلة السبت».

وتابع مهددا بأن «إسرائيل لن تمر مر الكرام على عملية القتل البشعة هذه وستعمل في شدة للمحافظة على أمن وحياة مواطني إسرائيل ومعاقبة القتلة».

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش بيني غانتس لدى وصوله إلى مستوطنة «ايتمار» إن «الحديث يدور عن حدث إجرامي تم تنفيذه بأيدي حيوان بشري، والمشاهد قاسية والعقل لا يستوعب ما حدث».

واعتبر أعضاء كنيست من حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو أن «تكثيف البناء الاستيطاني سيكون أفضل رد على الهجوم».

وأكد وزير الدفاع إيهود باراك أن «الجيش وأجهزة الأمن سيعملون بكل الوسائل للقبض على القتلة.

وأجرى باراك محادثات مع نتنياهو وغانتس ورئيس جهاز «الشاباك» يوفال ديسكين. وقال إن «هذا حدث خطير للغاية والجيش وجهاز الأمن سيعملون بسرعة وبكل الوسائل من أجل القبض على المسؤولين عن عملية القتل البشعة».

وأكد قائد الجبهة الوسطى للجيش اللواء افي مزراحي ان «هذا اعتداء خطير جدا وقد قتلت عائلة كاملة على أيدي قتلة بشعين وجبناء جاؤوا في منتصف الليل وقتلوا أطفالاً وامرأة وأباً لم يقترفوا أي ذنب».

وأجرى الجيش تقويما للوضع بمشاركة غانتس ومزراحي وقائد الجبهة الشمالية اللواء غادي آيزنكوت وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية العميد نيتسان ألون وضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية وتم إطلاع باراك على تفاصيل التقويمات.

وقالت رئيسة المعارضة النائب تسيبي ليفني إن «الشعب في إسرائيل بأسره يشعر بالألم في أعقاب الاعتداء المروع في إيتامار ويؤيد الجيش في نشاطاته ضد «الإرهاب».

وأصدر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، امس، تعليمات إلى البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن.

وأكد في بيان صادر عن مكتب ليبرمان أن «عدم تنديد السلطة الفلسطينية بالاعتداء يدل أكثر شيء على الطبيعة الحقيقية لمن يفترض أن يكون الشريك في المفاوضات». وتابع أن «إسرائيل تتوقع سماع تنديد شديد ومدو من كل الدول الديموقراطية التي تسارع باسم حقوق الإنسان إلى التنديد بتحريك أي كرافان في يهودا والسامرة (أي في مستوطنات الضفة الغربية) ولكن منذ الليلة الماضية لم تندد بالقتل الشيطاني لعائلة كاملة ومنهما طفلة ابنة شهر واحد».

من ناحيته، دان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض، امس، الهجوم. وقال للصحافيين: «لا ينبغي ان يكون هناك شك في شأن موقفنا في ما يتعلق بالعنف، نرفضه في شكل قاطع ولطالما ادناه سابقا».

واضاف: «نعم اقول هذا على خلفية ما حصل ليلا في مستوطنة ايتامار حيث قتلت رضيعة وطفلان».

واكدت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» ان الهجوم «رد طبيعي» على «العدوان» ضد الفلسطينيين من دون ان تتبنى الهجوم.

وقال ابو احمد الناطق باسم «سرايا القدس» ان هذه «العملية الفدائية رد طبيعي للمقاومة على الاعتداءات الصهيونية».

واكد القيادي في الحركة خالد البطش: «هذه العملية البطولية جاءت كمؤشر على إصرار المواطن الفلسطيني على أداء دوره في دحض الاحتلال باستخدام أبسط الأسلحة في مقابل الأسلحة العاتية التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني».

من ناحيتها، اتهمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشن حملة اعتقالات في صفوف عناصرها في نابلس «بناء على طلب الاحتلال تحت بند ما يسمى بالتنسيق الأمني اللعين».