دعا إلى إقامة نظام إسلامي في مصر واعتبر التحركات الشعبية في تونس «بوادر يقظة إسلامية»

خامنئي يصف الرئيس المصري بأنه «لامبارك» ويتهمه بأنه «أذلّ الشعب» و«خادم للصهاينة»

1 يناير 1970 01:19 م
|طهران - من أحمد أمين|

أشاد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي امس، بما وصفه «حركة تحرير اسلامية» في العالم العربي، ودعا شعبي مصر وتونس الى الالتفاف حول دينهم والتصدي للغرب، مؤكدا في خطبة باللغة العربية في طهران، ان الانتفاضات العربية اليوم «زلزال» تلى الثورة الاسلامية في ايران في 1979.

ورأى خامنئي (ا ف ب، يو بي أي، رويترز) ان الانتفاضات العربية يمكن ان تؤدي الى فشل السياسات الاميركية في المنطقة حيث تبدو اسرائيل الاكثر قلقا على انهيار تحالفها مع مصر.

وقال ان «الاحداث في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي (...) وما يجري اليوم في المنطقة بامكانه استعادة الكرامة للامة الاسلامية». واضاف: «لا تتراجعوا حتى اقامة نظام شعبي على اساس الديانة» الاسلامية.

وقال: «صحوة شعب مصر الاسلامي هي حركة تحرير اسلامية وانا باسم الحكومة الايرانية أحيي الشعب المصري والشعب التونسي».

ورحب الزعيم الاعلى (71 عاما) بـ «الثورة والصحوة» و«تفجر الغضب المبارك» في الشرق الاوسط.

ورأى ان «رجال الدين يجب ان يلعبوا دورا نموذجيا عندما يكون الشعب خارج المساجد ويردد شعارات عليهم تأييدها».

ووصف الزعيم الاعلى الايراني (الشيعي) نفسه بأنه «اخ في الدين» للشعب العربي وغالبيته سنة.

ودعا خامنئي الجيش المصري الى دعم المتظاهرين و«تركيز انظاره على العدو الصهيوني».

وهي اول خطبة جمعة يلقيها خامنئي منذ سبعة اشهر. وتزامنت مع «جمعة الرحيل» في مصر.

وتابع امام آلاف المصلين الذين تجمعوا للاستماع لخطبة مرشد الثورة، ان الثورة في تونس والاحتجاجات الشعبية في مصر هي «بوادر يقظة اسلامية» في العالم مستوحاة من الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979.

وقال ان «احداث اليوم في شمال افريقيا، في مصر وتونس وبعض الدول الاخرى لها مغزى خاص بالنسبة لنا. هذا ما كان يقال دوما عن اليقظة الاسلامية لدى قيام الثورة الاسلامية الكبرى للامة الايرانية، وهذا ما يظهر اليوم».

وتحيي ايران هذا الاسبوع الذكرى الثانية والثلاثين للثورة الاسلامية عام 1979. واضاف خامنئي ان «الشعوب الاخرى تراقبنا، وبالنسبة اليهم اهم ما حققته (الثورة الاسلامية) هو استقلالنا السياسي ومقاومتنا للاعداء».

وتابع ان «ثورتنا اصبحت مصدر وحي ونموذجا بسبب استمراريتها واستقرارها واصرارها على المبادئ»، بينما كان الحاضرون يهتفون «الموت لاميركا، الموت لاسرائيل».

واضاف مرشد الثورة الاسلامية «يمكننا ان نسمع صدى صوتكم هناك. الرئيس الاميركي السابق خلال الثورة الايرانية قال في مقابلة ان ما يسمعه في مصر مألوف. ما يسمع في القاهرة اليوم سمع في طهران في عهده».

وهو يشير بذلك الى الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر.

وحذر خامنئي من تدخل الولايات المتحدة في التحركات الشعبية في مصر، قائلا «ليس من حق اميركا التي دعمت عميلها لمدة 30 عاما ان تتدخل في الشأن المصري».

واضاف متوجها الى المحتجين المصريين «لا تثقوا بما يلعبه الغرب واميركا من دور فهم كانوا قبل ايام يدعمون النظام المصري، ولا تثقوا بالدور الاميركي والاوروبي لانهما مستعدان لتبديل عميلهما بعميل اخر».

وتابع ان «الوضع الراهن يتطلب من الازهر ان يتخذ موقفا بارزا مما يجري في مصر»، مشيرا الى ان «الابواق الاعلامية الغربية تنشر دعايات كاذبة في شأن التدخل الايراني ونشر التشيع في مصر».

وحمل آية الله خامنئي بعنف على الرئيس المصري الذي وصفه بانه «لامبارك» واتهمه بانه «اذل الشعب» و«عميل وخادم للصهاينة»، معتبرا انه «لولا تبعيته للصهاينة لم يكن بامكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة».

واضاف ان «من يحكم اليوم مصر ومنذ 30 عاما لم يعارض الحرية فحسب، وانما كان عميلا وخادما للصهاينة (...) مصر كانت تحمل راية مواجهة المد الصهيوني لكنها في ظل مبارك فرضت الحصار على الفلسطينيين في غزة ولولا تبعيته للصهاينة لم يكن بامكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة».

وتابع خامنئي ان «تحول مبارك خادما للاميركيين لم يساعد مصر على تحقيق اي تقدم».

واكد ان مبارك «عليه ان يعرف ان اليوم الذي يهرب فيه وان شاء الله سيحدث ذلك قريبا، سيكون الاميركيون اول من يدير ظهره له واول من يغلق الباب في وجهه كما فعلوا مع (الرئيس التونسي السابق زين العابدين) بن علي و(شاه ايران السابق) محمد رضا».

كما انتقد بعنف الرئيس التونسي المخلوع معتبرا انه «خائن منقاد لاميركا».

ورأى ان اسرائيل اليوم «اكثر قلقا من الرئيس الهارب بن علي ونظيره المصري اللامبارك في مصر»، موضحا ان «الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد الى مكانته الحقيقية».

واضاف ان «التحليلات الغربية والتعليقات العالمية تصرف الانظار الى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة، ويتم التغافل عن اسباب نشوء هذه الاحداث عبر تعمد الانظمة في مصر وتونس اذلال شعوبها».