| بقلم الدكتور جمال الحداد* |
كما أشرنا سابقاًً فان مرض الحزاز المسطح يتميز بحكة شديدة قد تسبق ظهور الطفح الجلدي بمدة وغالباًً ما تكون الحكة شديدة على الرغم من قلة الطفح الجلدي. وتتميز الحكة المصاحبة لهذا المرض في أن المريض بدل أن يحك الجلد بأظافره فانه يفرك الطفح الجلدي بباطن يده، ولهذا لا يلاحظ على المريض المصاب في الغالب أي علامات تدل على الحكة الشديدة. وكما اسردنا، يظهر الحزاز لدى كثير من الناس أولا على شكل عيوب جلدية أو نمش في حجم رأس الدبوس ذي لون أزرق - أحمر، قد تلتحم بمرور الوقت معا لتصنع رقعا خشنة ذات حراشف. ولكن في بداية المرض يكون لون الطفح أحمر ذا سطح لامع، جاف ومغطى بقشور ملتصقة بالجلد. في بعض الاحيان يسبب هذا المرض بعض المشاكل الخفيفة ولا يحتاج الى علاج، وعادة يشفى المريض من المرض خلال سنتين من ظهوره ومن بين كل خمس حالات تشفى يعود هذا المرض لحالتين على الاقل، او يتعرض المرضى الذين زال منهم المرض لرجوعه بنسبة 40 في المئة. وعندما يشفى المريض ويزول المرض فان مرض الحزاز المسطح يترك خلفه أثراًً غامقاًً يزول بعد عدة أشهر في غالب الأحيان من دون علاج. يتميز هذا المرض بانتشاره في أماكن معينة من الجسم كالرسغ والجذع والفخذ والساق والمناطق التناسلية، وذلك في بداية المرض ثم ما يلبث أن ينتشر أو يظل ثابتاًً في أماكن ظهوره الأولى. وكما ذُكر سابقاًً فان مرض الحزاز المسطح يصيب بالاضافة الى الجلد الأجزاء المرتبطة بالجلد كالأظافر التي يصيبها بنسبة من (5 - 10 في المئة) وقد يظهر المرض تحت الأظافر أو على شكل سماكة فيها أو تشققات أو انفصال في الأظافر وقد يؤدي في الحالات الشديدة الى فقدان الأظافر بشكل كامل، واذا كانت بصيلات الشّعرة متأثرة تُرى حبوب رفيعة شّائكة. وفي حالات قليلة ممكن ان يتأثر الشعر ويؤدي الى احمرار في جلدة الرأس وتهيج، وفي بعض الحالات يتساقط الشعر كما قد يؤدي الى الصلع الدائم اذا ترك المرض نتوءات في فروة الرأس. ويصيب الحزاز المسطح الغشاء المخاطي للجلد بنسبة 60-70 في المئة من المرضى، وقد يكون الغشاء المخاطي هو المكان الوحيد المصاب بالمرض أي من دون أن يكون هناك مرض جلدي وذلك في نحو 20 في المئة من المرضى، وقد يصاب المريض بدايةًً في الغشاء المخاطي ثم ينتشر الى الأجزاء الأخرى كالجلد والأظافر والشعر. وغالباًً ما تكون اصابة الأغشية المخاطية من دون ألم الا في حالات خاصة كأن يكون هناك تآكل في جدار الغشاء المخاطي الذي يؤدي الى ألم شديد، ويتميز الحزاز المسطح في حالة اصابته للغشاء المخاطي المبطن للفم باصابته لمنطقة الخد الداخلية، وتظهر على شكل خطوط بيضاء، وقد يصيب أي منطقة في الفم كالشفاه واللسان. عندما يحدث هذا المرض في الفم فان العلاج يتطلب وقتا اطول من معالجته، ولكن لحسن الحظ فان هذا المرض عندما يصيب الفم لا يسبب مشاكل كثيرة والجدير بالذكر أنَّ واحداً من كل خمسة مرضى مصابين بمرض «حزاز الفم» مصاب ايضا بمرض «حزاز الجلد»، وأخذ عينة من الأنسجة المصابة ضروري جداً لتحديد المرض لفحصها مخبرياً. مرض الحزاز في الأعضاء التناسلية: بين كل خمس نساء مصابات بمرض الحزاز في الفم فانه توجد واحدة على الاقل تعاني من هذا المرض في منطقة المهبل، واذا كانت الاصابة بسيطة فانه ليس هناك اي مشاكل من هذه الاصابة، ولكن عندما تكون المنطقة حمراء او بها تقرحات فانها تسبب ألماً، وخاصة عند الاتصال الجنسي «الجماع» والجدير بالذكر فان مرض الحزاز يصيب النساء اكثر من الرجال. كما تصاب المناطق التناسلية عند الرجل ولكن يقتصر تأثيرها على الحكة والتغير في الشكل الظاهري فقط. الأغذية: ان الاغذية المحتوية على البهارات والحمضيات ومنتجات الطماطم والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والكولا والاغذية المقرمشة، ممكن ان تنشط مرض الحزاز الفمي وخاصة اذا كانت هناك تقرحات. ونستكمل لاحقا طرق التشخيص والعلاج باذن الله.
* اختصاصي في الأمراض الجلدية وأمراض الذكورة
[email protected] * ينشر هذا المقال بالتعاون مع: HCC