عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / «الداخلية»... و«الذيب والجني»

1 يناير 1970 10:43 م
من القصص المشهورة - التي تروى في التحذير من عواقب عدم الصدق- قصة الشاب الراعي الذي كان يستنجد بأهل القرية لإنقاذه والغنم من الذئب، فكان أهل القرية يهبون مسرعين تجاه النداء، وما أن يصلوا حتى يكتشفوا كذب الراعي، وتكرر الموقف من الراعي مرات عدة حتى فقد الناس الثقة به، وحدث أن هجم الذئب فعلا على الغنم فاستنجد الراعي بأهل القرية إلا ان أحدا لم يهب لنجدته، لما تعودوا منه من الخداع والكذب، وكانت النتيجة هلاك الغنم والراعي.

وزارة الداخلية للأسف فقدت الكثير من ثقة الناس، خصوصا بعد التناقضات في التصريحات عما جرى من أحداث في إحدى الديوانيات، ففي البداية نفت الداخلية أي اعتداء وأن الإصابات كانت ناتجة من التدافع، وأن الرصيف وسور الحديقة هما السبب، ثم بعد ظهور صور الاعتداءات في وسائل الإعلام المختلفة، أخذت تبحث عن تبرير، وأيضا ادعت أن استخدام القوات الخاصة للضرب كان دفاعا عن النفس بعد تعرضهم للاعتداء من قبل الحضور، برغم أن الصور أثبتت العكس.

وزارة الداخلية اليوم تعيش في أزمة حقيقية، خصوصا بعد استشهاد المواطن الوكيل عريف عبدالرحمن الوادي على يد مجموعة من المهربين العراقيين، والناس تتساءل عن حقيقة الحادثة، وعن الاجراءات التي ينبغي للداخلية اتباعها لحماية أفرادها.

ثم حدثت ثالثة الأثافي بعد وفاة المواطن محمد المطيري، والذي تدور الشبهات حول تعرضه للتعذيب على يد رجال المباحث، وبرغم إصدار وزارة الداخلية لبيانها حول الحادثة، إلا أن الناس ما زالوا يبحثون عن الحقيقة، لذلك نتمنى من القائمين على وزارة الداخلية بأن يتعاملوا مع هذه الأحداث بكل شفافية، وإن ثبت أن هناك تقصيراً متعمداً، أو استخداماً غير مبرر للقوة والعنف مع المتهمين أن تتم محاسبة المخطئ أيا كان منصبه، لأننا لا نريد أن تتحول بلادنا إلى دولة بوليسية تكون وسائل التعذيب هي الطريقة، التي يتم التعامل بها مع المتهمين أو المشتبهين، فإن عجز الوزير عن تقويم الاعوجاج في المؤسسة التي يديرها فليعتذر عن تولي مسؤوليتها، فإنها أمانة سيسأل عنها أمام الله يوم القيامة.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com