حكايات ساخرة... ومؤلمة أيضا!

كتاب / هيثم الباسوسي... يكشف عن «انفجار في مطبخ الأفكار»

1 يناير 1970 01:41 م
| كتب المحرر الثقافي |

«انفجار في مطبخ الأفكار»... حكايات ساخرة... كتاب شيق في اسلوبه ورشيق في مواضيعه، من تأليف الكاتب هيثم الباسوسي، وصدر عن سلسلة «كتاب الأجيال» ضمن اصدارات دار الاجيال المصرية، في 80 ورقة من القطع المتوسطة.**

والكتاب رغم ما يحفل به من سخرية إلا انه يدفعنا دفعا الى الضحك بينما الدموع في أعيننا ليس من شدة الضحك، ولكن من شدة الحزن، فالكاتب استطاع ان يبرز الكثير من القضايا الاجتماعية في قالب ساخر، وبالتالي فإن تفاعلنا مع هذه القضايا المطروحة - بشكل ساخر - تجعلنا نفكر في أحوالنا وما آلت اليه الامور.

وتحت عنوان «دعاء على العشاء في مطبخ أفكار هيثم الباسوسي» كتب الزميل المستشار الاعلامي في مجموعة الجابرية في الكويت هادي سلام مقدمة الكتاب ملخصا ما يود المؤلف طرحه من افكار ورؤى عبر كتابه يقول: «من يقرأ انفجار في مطبخ الافكار... يدرك كيف يعيش الكاتب معاناته مع نفسه ومع اهله ومع المجتمع من حوله، سواء كان هذا المجتمع الصغير المحدود على يمين او يسار الكاتب او حتى على امتداد نظره او امتداد خريطة بلده... فقد عبر في اسلوب ساخر ضاحك بدقة وايجاز وسرعة، تتفق وعنوان الكتاب وهو انفجار في مطبخ الافكار، يقول هيثم الباسوسي او فرحان مجنون كما اطلق غلى بطل الاحداث في اولى لحظات تواجده بالمطبخ ثم في عصر الاهواء، هناك كلمة هي «النافوخ» او «اليافوخ» في اللغة وهي تعني كل شيء بالنسبة لتحضيرات المطبخ، حيث يخرج منها المزاج، وكلما كان تفكيره معتدلا يقول «مخ يابني مش شاورمة»، واحيانا يحس السعادة غامرة عندما يجد انه يمتلك «مخا» او يافوخا ويطلق صرخته المنشودة «مخ يابني مش شاورمة».

واضاف: «هكذا فعل هيثم الباسوسي او فرحان مجنون، والادب الساخر هو انطلاقة نحو الحرية في جمل ضاحكة مستبشرة بأمل جديد او فكر جديد، فلا عجب ان تنعكس هذه السخرية في وقت ما او عندما يقرأ هذه الأفكار يصل الى حد كونه معالجا نفسيا للاحداث، التي ينتقضها الكاتب مثل الرجل المناسب في المكان غير المناسب وكثيرا ما نجد هذه المعاناة في فصول كثيرة، واماكن كثيرة تحدث لنا شيئا من الضحك كوجود مهندس ميكانيكي في حديقة الحيوان او مهندس زراعي في دار الكتب العامة، اشياء ليس لها وجود».

واستطرد قائلا: «ويجد الكاتب نفسه في المطبخ وحيدا بكل قواه العقلية، لكنه لا يتمتع ابدا بفكرة كيف يصنع شيئا مناسبا لشيء، كعصير البامية او الملوخية بالسمكة فيحدث هذا الانفجار والكاتب فرحان مجنون - والجنون فنون كما يقولون - يحرص في هذه الكتابات على حريته، وفوضى عمله المنظم ولعله يقول اننا من فرط الفوضى التي نعيشها ويعيشها انسان الوقت الحاضر، اصبحت تسمى الفوضى الخلاقة فقد استمد افكاره وإلهامه من ادوات المطبخ ومواد الاكل المختلفة من اغذية ومشروبات، فأصدر في براعة مجموعة من الاكلات، التي لم يصنعها ولن يصنعها اي «شيف» في العالم إلا اذا كان مثل هيثم الباسوسي او فرحان مجنون، ولعل الاسلوب الذي فاجأنا به هيثم السخر الجديد هذا الاسلوب له لون خاص وطابع خاص، يصعب على عامة المثقفين فهمه لكن قوته تظهر فيه كفن مستقل له اصول وقواعد واتجاهات ومدارس مختلفة».

ومن خلال التيسير على القارئ، استهل الباسوسي كتابه بطرفة «وحدي في المطبخ» ثم جاء الطبق الاول «السمك المشوي بطعم التفاح»، والقصة الساخرة تتحدث عن شاب حديث التخرج قضى 16 سنة في المذاكرة والاجتهاد حتى حصل على الشهادة ولكن اين المستقبل المأمول؟!

والطبق الثاني الساخر سخرية مؤلمة تحت عنوان «عصير شاورما»، كي يتحدث فيه المؤلف عن التفكير الذي اصبح مستحيلا في ظل البطالة التي يعيشها الشباب، وفي الطبق الثالث قدم المؤلف «شوربة بطيخ»، متحدثا فيه عن صعوبة العيش في حياة مليئة بالألم، وتوالت اطباق المؤلف من «مهلبية بالصلة» الى «شربات ملوخية بالشطة» وصلا الى عصير زلط وانتهاء بـ«طبق الحلو».

فمن خلال الهموم المحلية والعربية استطاع الباسوسي أن يعبر عن قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وحتى فكرية عديدة بأسلوب بسيط وسهل يتناسب مع شرائح المجتمع كافة.

ومن أجواء «عصير زلط» يقول المؤلف: «بعد هذه السيجارة ظللت نائما لمدة ايام ثم فجأة استيقظت على جمع غفير من البشر في الصومعة فرحت قلت لقد استجاب لي بعضهم «ولسه عايز اقوم لقيت اللي جاي بيضرب واللي رايح بيضرب» ايه الحكاية؟ قالوا نعم يا روح امك انت ما اتفرجتش عالشريط وإلا».