مع بداية الخريف وبداية العام الدراسي تنتشر بسرعة بين الأطفال

أمراض الخريف «3» / الحمى القرمزية... مرض هلعت له قلوب الأمهات

1 يناير 1970 05:23 م
| بقلم د. أحمد سامح |

مع بداية الخريف ومع بداية العام الدراسي حيث يتواجد الاطفال في الاماكن المغلقة معظم الاوقات في دور الحضانة ورياض الاطفال والتلاميذ في المرحلة الابتدائية حيث يكون الاطفال اكثر عرضة للاصابة بالميكروبات السبحية الذي ينتج عنها افراز سموم «TOXIMS» تسبب اصابتهم بمرض الحمى القرمزية.

وتهلع الأم حينما تسمع من الطبيب هذا التشخيص رغم ان حقيقة الامر هي انها الاصابة بالميكروب السبحي لكنه لا يقتصر تأثيره على التهاب الحلق واللوزتين بل يفرز سموما «TOXIMS» تؤثر على كثير من انسجة الجسم مسببة ظهور اعراض نتيجة افراز هذه السموم ووصولها الى الدم ثم انسجة الجسم.

والحمى القرمزية مرض معدٍ ذو مسلك حاد وعادة يصيب الاطفال من سن سنتين الى عشر سنوات ولا تعرف الاصابة بها قبل ستة اشهر من العمر بغض النظر عن المناعة المكتسبة من الأم.

وتتلخص اعراض الحمى القرمزية بارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وصعوبة في البلغ وطفح جلدي وتورم الغدد الليمفاوية وتنقل العدوى من الطفل المريض الى السليم عبر الرذاذ المتطاير اثناء العطس والسعال.

ويجب علاج الحمى القرمزية سريعا وعلى النحو الصحيح حتى لا تحدث المضاعفات التي تنال من القلب والكلى والمفاصل باستخدام المضادات الحيوية القوية والراحة التامة وان يكون الطعام سهل الهضم.

لقد كانت ولا تزال في بعض البلدان الحمى القرمزية مرضا تهلع له قلوب الامهات وأثار الرعب في نفوسهن حيث لا تتوافر الرعاية الصحية الجيدة في بعض البلدان ولا تتوافر المضادات الحيوية القوية الفعالة وسوء التهوية والازدحام والتكدس في المساكن والمدارس والاماكن العامة.



في كل عام وفي شهري اكتوبر ونوفمبر اي فصل الخريف وفي بداية العام الدراسي تنتشر الاصابة بالحمى القرمزية بتواجد الاطفال في الاماكن المغلقة في رياض الاطفال والمدارس خصوصا في الصفوف الابتدائية.

والحمى القرمزية سميت بهذا الاسم لأن لون الطفح الجلدي يكون قرمزيا «SCARLET».



فترة حضانة المرض

فترة حضانة مرض الحمى القرمزية ونعني بها الفترة التي يغزو فيها الميكروب الجسم حتى ظهور اول اعراض المرض.

وفي الحمى القرمزية تكون فترة حضانة المرض ما بين يومين الى خمسة ايام وهو مرض ذو مسلك حاد وينتشر بسرعة بين الاطفال.



طريقة انتشار العدوى

تنتقل العدوى بالحمى القرمزية من الطفل المريض الى السليم بطريقة مباشرة عبر الرذاذ المتطاير اثناء العطس من أنف وحلق المريض وأثناء الكلام وأثناء السعال.

وكذلك من الممكن ان تنتقل العدوى عن طريق استعمال مناديل المريض او المنشفة نفسها او استعمال لعب الطفل المريض المصاب بالميكروب السبحي وكذلك كتب وأدوات المريض المدرسية.

وتنتقل العدوى عن طريق الطعام والماء الملوث بالميكروب السبحي ايضا، ويمكن ان تنتقل عن طريق حامل المرض وهو ذلك الشخص الذي يبدو ظاهريا سليما ومعافى ولكنه يحمل المكيروب السبحي داخل حلقه.



أعراض الحمى القرمزية

تبدأ اعراض الحمى القرمزية بارتفاع في درجة الحرارة وغثيان وقيء وصعوبة في البلع.

وقد يعاني الطفل من الهذيان او قد يعاني من التشنج بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.

وتتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة ثم يظهر خلال يوم او يومين من ارتفاع درجة الحرارة طفح جلدي على شكل بقع حمراء ويصبح لون الوجه شديد الاحمرار تاركا حول الفم دائرة بيضاء شاحبة وهو ما يعرف بالقناع القرمزي.

ويبدأ الطفح الجلدي حول الرقبة ثم يظهر بعد ذلك على جذع الجسم والاطراف.

ويكون على هيئة طفح جلدي احمر محبب منتشر بكثافة ومبيض عندما تضغط على هذا الطفح الجلدي الاحمر ويبدأ في الاختفاء بعد 3-4 ايام ثم يحدث له عملية تقشير ويكون مثل «الردة - النخالة».

وفي بداية المرض ولبضعة ايام يغطي اللسان طبقة يميل لونها الى اللون الابيض التي تختفي وتترك وراءها اللون الاحمر فيكون الغشاء المخاطي للسان مثل ثمرة الفراولة نتيجة الحبيبات والبروزات الصغيرة الحمراء التي تغطي اللسان.

وبعد اسبوع تقريبا يبدأ الطفح الجلدي في الاختفاء ويبدأ الجلد في التقشر في المواضع التي كانت البقع موجودة فيها ويمكن التعجيل بهذه العملية عن طريق عمل حمامات الماء الدافئ.

ولتجنب مضاعفات الحمى القرمزية الخطيرة التي تحدث في مرحلة متأخرة مثل التهاب الكلى من الافضل القيام بتحليل البول وفحصه مرة كل اسبوع على الاقل لمدة شهر من الاصابة بالمرض.

مضاعفات الحمى القرمزية قد تظهر الحمى القرمزية اما بصورة خطيرة واما ضعيفة والمرض في صورته الحقيقية لا تصاحبه اعراض الغثيان والقيء وارتفاع درجة الحرارة كما ان الطفح الجلدي يستمر يوما او يومين فقط مع احمرار طفيف في الجلد دون ان يتخذ اللسان ذلك الشكل المميز للاصابة بهذا المرض.

لكن الحمى القرمزية في صورتها الخطيرة يمكن تمييزها في مرحلتين هما:

• مرحلة مبكرة تتميز بأعراضها الشديدة التي تكون في صورة رعشة وألم في الرأس مع الحمى درجة الحرارة 40 - 41 درجة مئوية بالاضافة الى قيء وألم في البطن.

• مرحلة متأخرة تظهر في اليومين الرابع والخامس من بداية المرض وتتميز بتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة مع ظهور طفح جلدي بنفسجي.

ومن مضاعفات الحمى القرمزية المبكرة التهاب الاذن الوسطى والتهاب الجيوب الانفية والتهاب الغدد الليمفاوية العنقية على جانبي الرقبة.

وقد ينتشر الميكروب السبحي الى الرئة محدثا الالتهاب الرئوي او الى المفاصل محدثا التهاب المفاصل الصديدي.

وقد تحدث مضاعفات التهاب غشاء القلب «التامور» والتهاب سحايا المخ.



المضاعفات المتأخرة

من المضاعفات المتأخرة للاصابة بالميكروب السبحي عندما يصيب الحلق واللوزتين والجلد بالالتهاب ومن المضاعفات التي تحدث ايضا بعد مرور عشرين يوما من الاصابة بالحمى القرمزية التهاب أنسجة مهمة في الكلى والمفاصل والقلب:

• الكلى: يحدث التهاب «كبيبات» الكلى الحاد الذي يتميز في بدايته بانتفاخ في المنطقة المحيطة بالعينين ونقص كمية البول ويصبح غامقا او دمويا ويرتفع ضغط الدم في الطفل المصاب بالتهاب الكلى وعند اجراء تحليل دم تكون نسبة البولينا مرتفعة في الدم.

• المفاصل: تصاب المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والكوعين والكاحلين بالتورم والاحمرار والألم عند الحركة وكأنها مصابة بأعراض مرض روماتيزم المفاصل.

• الحمى الروماتيزمية: ترتفع درجة حرارة المريض ويستمر الارتفاع في درجة الحرارة فترة طويلة.

ويظهر شحوب في الوجه ويصاب المريض بصعوبة في التنفس مع شعور بالخمول والاحساس بالتعب عند بذل اي مجهود وينخفض ضغط الدم ويصاب القلب بجميع انسجته بالالتهاب فيحدث التهاب بالغشاء التامور والتهاب ألياف عضلة القلب وكذلك التهاب الغشاء الداخلي المبطن للقلب وصماماته.

وعموما كل هذه الاعراض نادرة الحدوث الا في الحالات التي لا يتم علاجها على النحو الصحيح.





العلاج والوقاية من الحمى القرمزية



يجب علاج الحمى القرمزية فور تشخيصها وذلك باشراف الطبيب المتخصص نظرا لخطورة وكثرة مضاعفاتها التي تطول انسجة مهمة وحيوية في جسم المريض وخطوات العلاج تتلخص في الآتي:

- عزل الطفل المريض داخل غرفة نظيفة وجيدة التهوية مع مراعاة الراحة التامة في الفراش خصوصا اذا كان ارتفاعا شديدا في درجة الحرارة.

- يجب ان يكون طعام الطفل المريض سهل الهضم مع الاكثار من اعطائه عصير الفواكه وزيادة السوائل.

- يصف الطبيب المضادات الحيوية القوية الفعالة الكفيلة بالقضاء على الميكروب ومنع حدوث المضاعفات.

- يصف الطبيب بعض الادوية التي تخفض درجة حرارة جسم الطفل المريض وتخفيف الم الحلق واللوزتين.

- الاهتمام بنظافة الطفل والعناية بالجلد والأغشية المخاطية واستعمال بعض مراهم الجلد الملطفة.

- المبادرة بعلاج مضاعفات المرض في حالة حدوثها لاقدر الله.



طرق الوقاية من المرض

- يجب اتباع القواعد الصحية السليمة والاهتمام بنظافة الطفل الشخصية ونظافة ادواته الخاصة.

- تجنب مخالطة المرضى المصابين بالحمى القرمزية والتهابات الميكروب السبحي مثل التهاب الحلق واللوزتين والجلد.

- عدم استخدام ادوات المرضى أو ألعابهم او متعلقاتهم الشخصية.

- عزل الطفل المصاب عن اخوته مع الراحة التامة في الفراش وعدم تعريضه لتيارات الهواء.

- تخصيص ادوات خاصة للطفل المريض خصوصا المناديل والفوط بحيث لا يستعملها شخص غيره.

- غلي الحليب جيدا قبل تناوله مع الاهتمام بعدم تلوث الماء والطعام.

- مكافحة الحشرات الطائرة كالذباب وغيره والعمل على نظافة البيئة وسلامتها.

- التهوية الجيدة للمنزل مع الغذاء الصحي المتوازن السليم يزيد مناعة جسم الانسان في مقاومة الاصابة بالأمراض.

- الاهتمام بعلاج التهابات الحلق اللوزتين الحاد والمزمن علاجا مكثفا مع التأكد من اختفاء الميكروب السبحي تماما عند المريض.