علي الرز / قلة أدب

1 يناير 1970 10:50 م
|علي الرز|

لا، لا، لا... لحد هون وبس.

قال ايه؟ قال بيروت منزوعة السلاح. بتقولو ايه يا ولاد؟ بيروت منزوعة السلاح؟ منزوعة ايه؟... السلاح!

مشكل فردي بسيط ضل تلات اربع ساعات سقط فيه كم قتيل وكم جريح واحترقت شوية سيارات وتخرب مسجدين وتكسرت بيوت... بدها هالقد؟ سكتنا يومين تلاتة وما كانوا يسكتو... بيروت منزوعة السلاح؟ العما والله كبيرة هالجملة هني قدها؟ ولك يا عيب الشوم، كان بدهن جنازة يشبعو فيها لطم.

يا شحاري ويا تعتيري، يا حظي ويا حظيت، طب من شي شهرين زهية بنت الحاج محمد علي تخانقت عالبربير مع زوجها فؤاد القمرجي لعيب السبق قدام كل العالم، وسفقتو بالطنجرة على راسو. زاح راسو اجت الطنجرة عالسيارة وكسرت قزازها، وبعد الظهر اجو اخواتها طعموه قتلة دعوسوه. ما سمعنا حدا طالب ببيروت منزوعة الطناجر او بنشر الجيش وقوى الامن في البربير. وما شفنا كاميرا صورت السيارة المكسورة وشوية قزاز عالرصيف.

وقبل شهر كسر ابو عمر بالسيارة على ابو خالد بمار الياس جنب محل ابو سليم. وطرقو زمور خلا عيونو ينطو من محلهن. الرجال سبو، بهدلو، حارجو، بس ما تطرقو زمور لأن شياطين الكرة الارضية كلها بتركبو. ما تكون كسلان نزال حمول المانيفيل وهيدي تضرك هيدي تفيدك. السيارة صارت بسكليت. اجو البواليس قلهن: «كسر عليي فهمنا. زركني بالسيارة فهمنا سبسب وصرخ فهمنا أشر بإيدو كمان فهمنا... بس يضرب زمور بدون توقف لا ما خلق بعد اللي بدو يمرك عليي». طيب ليش ما سمعنا حدا طالب ببيروت منزوعة الزمامير او المانيفلات؟ ليش ما طالبو بنشر الجيش جنب محل ابو سليم؟ يتفضلوا فرقة حسب الله يردو؟ واللا لما ينحشرو بالمنطق بيرتبكو وبيبطلو يحكو.

وقبل مشكلة البربير ومشكلة مار الياس، اخوكن ابو الفوز المشهور بـ«الريس ابوللو» لانو ملك «الصواريخ» والابيض والبني والخشخاش، شم شوية بودرة اكتر من اللازم. سلطن ووزع عالشباب بالقهوي اراكيل اكسترا. هني يسحبو وهوي يشم، هني يسحبو وهوي يشم، وما تكونو كسالى يا شباب... هول يقولو اوباما مسلم وهوليك يقولو اوباما مسيحي. بيطلع من العراق بيضل بافغانستان. بخش الاوزون بيكبر بعد أو الاحتباس الحراري بياكل الجو... انتي صح انا صح... نارة يا ولد... ما في نارة. دبكت ولعت تكسرت القهوي وتطحبشت الاراكيل وشال المعلم ابوللو فردو وقوص ليعيد الامن والنظام ويقطع الطريق على الطابور الخامس: «الله يلعن الساعة اللي وزعت فيها الاراكيل الاكسترا... الله يلعنكن شو متخلفين ما بتلبقلكن الديموقراطية يا غجر... نفسين ونطو عفاريتكن. خبو عفاريتكن الله يجرصكن»... طيب ليش ما تفلسف حدا وطالب ببيروت منزوعة الاراكيل؟ او منزوعة العفاريت؟

بعد هالأدلة والمعطيات حدا عندو شك ان «بيروت منزوعة السلاح» هوي مطلب مسيس وبيستهدف سلاح المقاومة وسلاح الجهة اللي هيي فرع عند الريف اللي بيدعم المقاومة؟ صيف وشتا على سطح واحد؟ لا ما حزرتو اذا ماعندكن وعي سياسي خلي عندكن أدب... لحد هون وبس، واذا بدكن تضلو على «بيروت منزوعة السلاح» بنذكركن ان الشباب واعدين حالهن بسبعين سبعة أيار، هاي وحدة ببرج ابو حيدر بعد فيه تسعة وستين... وقبل ما يخلصو بتكون بيروت «منزوعة الناس»... وخليك ملك علعتمة والحيطان.