رسالة «رياضية» إلى صاحب السمو

1 يناير 1970 12:42 م
صباح الخير يا صاحب السمو... يا والد الجميع وقائد المسيرة ورمز عزة الكويت ومنعتها.

صباح الخير يا امير الخير. يا من اختلط نهجه بصورة الكويت فصارت رسالتها اكبر من مساحتها. دولة تجمع ولا تفرق. تبني ولا تهدم. توحد الصفوف ولا تبعثرها. تصالح ولا تخاصم. دولة حفرت اسمها بماء الذهب في كل مسعى عربي توحيدي وفي كل سلام دولي عربي.

ولأنك امير السلام نخاطبك اليوم من اجل ايصال وضع الرياضة الكويتية الى بر السلام.

لا يخفى عليكم يا صاحب السمو اننا نعيش ازمة رياضية انعكست على اداء فرقنا ومنتخبنا. والرياضة ليست حقلا كرويا فحسب بل هي سفيرة حضارية تستقطب اهتمام العالم واعجابه وتقديره، وتشحذ همم شبابنا وبناتنا لتقديم الافضل من خلال التحدي الحضاري وروح المنافسة الشريفة. انها واجهة جميلة رسمت الكويت في عيون الآخرين بشكل مشرق قبل عقود من الزمن واوصلتنا الى العالمية، ثم اصبحت للاسف الشديد مرتعا للاهمال والفوضى بسبب المصالح الشخصية والمنافسة غير الشريفة وتسديد الاهداف في مرمى القانون.

طويل العمر

قصة الرياضة معقدة وسهلة في الوقت نفسه. معقدة لان البعض تجاوز القانون ولم يرد ان يطبق بنوده.

ومعقدة لان البعض اقحم هيئات ومؤسسات دولية في شؤوننا الداخلية وهذا امر تعرفون خطورة فتح الباب له، فغدا قد يدعي اي مدعٍ امام مؤسسة دولية بأن حقوقه مسلوبة في الكويت فتستند هذه المؤسسة الى سابقة الملف الرياضي وتتجاوز على سيادتنا وقوانيننا.

ومعقدة لأن البعض نفذ قرارات واحكاما دولية دون انتظار كلمة القضاء الوطني وآلياته.

ومعقدة لان البعض ماطل في تنفيذ الرغبة الاميرية السامية لحل المشكلة الرياضية وهي الرغبة المستندة الى القوانين والمنسجمة مع المصلحة العامة للقطاع الرياضي.

ومعقدة لان البعض تعاطى مع الملف الرياضي كملف سياسي، وصار يفسر كل مطالبة له بتنفيذ القوانين وكانه محاولة اقصاء له عن دور سياسي مرتقب. وهذا بطبيعة الحال يعكس ضيق افق وانعدام خبرة لانكم يا صاحب السمو اكدتم في اكثر من مناسبة ان طريق العمل السياسي يبدأ بأن يكون الجميع تحت سقف القانون لا تحت سقف المناورات والتكتيكات والمصالح الشخصية.

وقصة الرياضة سهلة يا طويل العمر لأن حلولها موجودة وطريقها واضح وعنوانها محدد: تطبيق القانون.

يا صاحب السمو

لم نكن لنناشدك التدخل لحل هذا الملف لولا ان تداعياته بدأت تتجاوز الملف الرياضي وتنعكس على مجمل الحياة العامة. هناك من بدأ يصنف المسألة على انها بين هذه الفئة او تلك من فئات المجتمع ويحرض فلانا وفلانا على اثارة المسائل بهذه الطريقة وفي ظنه ان ذلك يمكن ان يؤدي الى توازن بين من يطالبون بتطبيق القانون وبين خصومهم... وهؤلاء ايضا ضيقو الافق يا صاحب السمو لانهم لم يستوعبوا ربما تأكيدكم الدائم وفي كل مناسبة بأن الكويت للجميع وبأن من يثير الحساسيات الانقسامية ينهزم ويهزم بلده ومجتمعه.

نتمنى عليك يا صاحب السمو وانت الحكم ووالد الجميع ان تطالب مختلف الافرقاء، حكومة ومجلسا وابناء اسرة ورياضيين واعلاميين، بتحكيم ضمائرهم امام مرآة القانون، ليرصدوا انعكاساتها السلبية على الكويت والكويتيين. فهل يجوز ان يعيق تطبيق القانون من يجب ان يكون القدوة في تطبيقه؟ وهل يحق لاي كان ان ينفذ حكما اجنبيا بـ«ذراعه» فيخلق امرا واقعا قبل ان يقول القضاء المحلي كلمته؟ وهل يقبل المسؤولون الحكوميون قبل غيرهم ان يعاقب من احتكم الى ضميره واجتهد لتطبيق القانون وتصحيح الانحراف من خلال تطبيق الاجراءات التي تنص عليها القوانين المحلية؟ واخيرا وليس اخرا، كيف تقف السلطات موقف المتفرج من التزوير الواضح الفاضح في اوراق رسمية؟

يا صاحب السمو

انت الوحيد القادر على حل هذا الملف الذي يريد بعضهم له ألّا يحل وان يستمر التدهور الرياضي اعواما جديدة، وانت القادر على فرض هيبة القانون وعودته حاكما وسيدا وحاميا للدور والرسالة... وانت من يتطلع اليه اهل الكويت، جميع اهل الكويت، كي تعيد اليهم فرحة الاشراقة الرياضية.

صباح الخير يا سمو الامير الشيخ صباح الاحمد... وان شاء الله صباحاتنا كلها خير.



جاسم بودي