تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان على خلفية الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، حيث طلبت السلطات في البلدين، من رعايا بعضهما البعض مغادرة أراضيها على الفور، ما يُمثّل منحى جديداً في المواجهة بين القوتين النوويتين.
ومن دون توجيه الاتهام إلى باكستان بشكل رسمي، تعهّد رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي في خطاب عالي النبرة، بملاحقة المسؤولين عن الهجوم وشركائهم «إلى أقاصي الأرض».
وبعد ظهر الثلاثاء، أطلق ثلاثة مسلّحين على الأقل النار في منتجع باهالغام الواقع على مسافة 90 كيلومتراً براً من مدينة سريناغار الكبيرة، ما أدى إلى مقتل 25 هندياً ونيبالياً.
ويعد هذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح منذ العام 2000 في إقليم كشمير الذي تسكنه غالبية مسلمة والمتنازع عليه.
ونفت باكستان أي دور لها في الهجوم.
غير أنّ الحكومة الهندية القومية افتتحت الأربعاء، معركة العقوبات، عبر الإعلان عن سلسلة إجراءات انتقامية دبلوماسية ضدّ إسلام آباد، شملت تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الدبلوماسيين.
وأمس، أعلنت وزارة الخارجية «تعليق إصدار تأشيرات الدخول الممنوحة للمواطنين الباكستانيين مع مفعول فوري»، مضيفة «ينبغي على كل الباكستانيين الموجودين راهناً في الهند مغادرة البلاد قبل تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرات» المحدد في 27 أبريل للتأشيرات العادية و29 أبريل للتأشيرات الصحية.
ولم يتأخر الرد الباكستاني، بسلسلة من الإجراءات المضادة بعدما اتهمتها العدو التاريخي بدعم «الإرهاب العابر للحدود».
وإثر اجتماع لكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، أعلن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف ان أي تهديد للسيادة سيقابل «بإجراءات رد حازمة».
وأضاف «تعلن باكستان مستشاري الدفاع البحري والجوي الهنود في إسلام آباد أشخاصاً غير مرغوب فيهم. يُطلب منهم مغادرة باكستان على الفور».
وأعلن أن التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنود سيتم إلغاؤها باستثناء الحجاج السيخ، مشيراً إلى أن كل الحدود ستغلق، وستوقف التجارة كما سيغلق المجال الجوي أمام شركات الطيران التي تملكها أو تديرها الهند.
وأكدت الحكومة أن «أي محاولة لوقف أو تحويل تدفق المياه التي تعود إلى باكستان بموجب معاهدة مياه نهر السند... ستعتبر عملاً حربياً وسيتم الرد عليها بقوة».
والأربعاء، أوقفت الهند العمل باتفاقية مهمة لتقاسم المياه.
ونشرت الشرطة الهندية رسوماً مركّبة لثلاثة مشتبه فيهم، من بينهم مواطنان باكستانيان، واصفة إياهم بأنّهم أعضاء في جماعة «لشكر طيبة» المتشددة التي تتخذ من باكستان مقراً.
وأعادت التوترات الحالية إلى الأذهان ذكريات أحداث 2019، حين أدت عملية انتحارية في فبراير من ذلك العام أوقعت عشرات القتلى من أفراد الأمن، إلى غارة جوية هندية داخل الأراضي الباكستانية، تلاها اشتباك جوي أسقطت خلاله مقاتلة هندية وأُسر قائدها، ثم أُطلق لاحقاً في بادرة هدأت التوتر موقتاً.