فيما دانت مصر «رسمياً» مساء الثلاثاء، إعلان إسرائيل عن إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، هاجمت الأحزاب والقوي السياسية والنقابية والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المصرية «القرار الإسرائيلي».
وأعربت القاهرة عن إدانتها الشديدة لإعلان إسرائيل عن إنشاء وكالة التهجير، والمصادقة على الاعتراف بـ 13 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، مؤكدة على انتفاء أساس ما يسمى «المغادرة الطوعية»، والتي يدعي الجانب الإسرائيلي استهدافها من خلال تلك الوكالة.
وشددت القاهرة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، على أن «المغادرة التي تتم تحت نيران القصف والحرب، وفي ظل سياسات تمنع المساعدات الإنسانية وتستخدم التجويع كسلاح، تعد تهجيراً قسرياً، وجريمة ومخالفة بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن، لتبني وقفة حازمة تجاه تلك الخروقات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة والتحلي بالجدية والحسم اللازمين لتطبيق مقررات الشرعية الدولية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إدانات دينية
ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس، في لقاء جمعهما في مشيخة الأزهر مساء الاثنين، للتهنئة باقتراب عيد الفطر المبارك، «الصمت العالمي الذي سمح للكيان الإسرائيلي بالتمادي في قتل الأبرياء».
وأكدا «رفضهما الكامل لكل المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الذي عاشوا فيه، وتقديرهم للموقف المصري والعربي المساند لتشبث الفلسطينيين بتراب وطنهم».
وقال شيخ الأزهر «إن الوضع القائم هو وضع صعب ومعقد، خصوصاً بعد خرق الصهاينة لاتفاق وقف العدوان، وبعد ما شهدناه من استهداف إرهابي لمجمع ناصر الطبي في خان يونس، وأن الطريقة الوحشية التي تنفذ بها هذه الجرائم تكشف أن الموضوع ليس مجرد حرب أو قتل للأبرياء فحسب، ولكنها أحقاد كارثية يعبر عنها بهذه المذابح التي تثبت تجرد مرتكبيها من كل معاني الرحمة والإنسانية».
بدوره، قال مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف علي جمعة إن «المجازر أمامنا في غزة خلفها ناس أشرار يفسدون في الأرض سيوقفهم الله يوم القيامة، ليسوا لأنهم من ديانة معينة، ولكن لأنهم قتلوا العباد».
رفض عمالي
إلى ذلك، أكد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، رفضه القاطع لإنشاء إسرائيل وكالة خاصة لتهجير الفلسطينيين من غزة، مشيداً بالموقف المصري الرافض، معرباً عن استيائه من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الترويج لمخطط التهجير.
كما دانت نقابة الصحافيين المصريين، القرارات الإسرائيلية، والجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وأدت إلى استشهاد الزميلين الصحافيين محمد منصور، مراسل قناة «فلسطين اليوم»، وحسام شبات، مراسل «الجزيرة مباشر»، عبر استهدافهما المباشر في قطاع،«واعتبرتها في جريمة حرب مروعة تهدف إلى طمس الحقيقة وإرهاب الصحافيين».
مصر والولايات المتحدة
وفي اتصال هاتفي تناول وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطى والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، العلاقات الثنائية المتميزة، والتي تتسم بالطابع الإستراتيجي.
وتبادلا الرؤى والتقييمات في شأن تطورات غزة، والجهود المشتركة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة، لإطلاق الرهائن والتوصل إلى التهدئة وخفض التصعيد وتثبيت اتفاق وقف النار، وتنفيذه.
وتم التأكيد على«مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بحيث تصبح المنطقة خالية من الصراعات والحروب، وتجسيد رؤية الإدارة الأميركية بضرورة إنهاء نحو 70 عاماً من الصراع في المنطقة».
كما تناول عبدالعاطي عملية التحديث والتطوير الشاملة في مصر والإنجازات التي تحققت في هذا الإطار على مدار السنوات الأخيرة، وفي ضوء ما تعكسه المؤشرات الكلية الإيجابية للاقتصاد المصري.
من جهته، أثنى ويتكوف، على العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، وعلى الدور المهم والمحوري، الذي تضطلع به مصر في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
كما أشاد بدور مصر مع قطر في محاولة التوصل إلى حل يضمن إطلاق الرهائن وتثبيت اتفاق غزة.
إنسانياً، قالت مصادر، إن اللجنة المصرية، التي تعمل في غزة، قامت بتوزيع مساعدات تشتمل على«خيام وبطانيات للفلسطينيين النازحين، وسكان شمال القطاع بعد، تفاقم الأوضاع نتيجة التقلبات الجوية، كما قامت اللجنة، بتسليم كميات من الطحين للأسر الأكثر احتياجاً.
نفي أمني
في سياق منفصل، نفى مصدر أمني، أمس، ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة«الإخوان» الإرهابية على مواقع التواصل، في شأن بإضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح والتأهيل عن الطعام.
وأكد أن مراكز الإصلاح يتوافر بها جميع الإمكانيات المعيشية والصحية ويتم تقديم الرعاية الكاملة للنزلاء وفقاً لأعلى معايير حقوق الإنسان الدولية.