شدد مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز العجمي، على أن «إغاثة المنكوبين وخدمة الإنسان أينما كان، كانت سبباً في رفع راية الكويت خفاقة بين الأمم»، مؤكداً أن العمل الإنساني الكويتي، الشعبي والرسمي، أظهر «ما جُبل عليه أهل الكويت من حب الخير والفزعة لإغاثة المتضررين من الكوارث والأزمات والحروب حول العالم».
جاء ذلك في كلمة للعجمي، ألقاها نيابة عن وزيرة الشؤون الدكتورة أمثال الحويلة، في الغبقة الرمضانية التي نظمتها الجمعية الكويتية للإغاثة بفندق الريجنسي، الأحد، والتي جرى فيها استعراض خبرات الجمعيات والمبرات الخيرية في إغاثة قطاع غزة، باعتبارها نموذجاً للعمل الخيري الفعال وعلامة مضيئة في مسيرة العمل الإنساني الكويتي، وتخلل اللقاء تنظيم ندوتين عن العمل الخيري الكويتي.
وقال العجمي: «نحمد الله ونشكره، على أنه سبحانه قد استعملنا في إغاثة المنكوبين والمتضررين، وخدمة الإنسان أينما كان»، مؤكداً الفخر بما تقدمه نحو 84 جمعية خيرية كويتية في ميادين العمل الإنساني، داخل الكويت وخارجها.
وذكر أن مثل هذه الفعاليات تأتي لتبادل الخبرات، وإتاحة الفرصة للخروج بتوصيات ناجحة في مضمار العمل الإنساني والخيري، خصوصاً في مجال التدخل السريع في الكوارث والأزمات والحروب وبالأخص في قطاع غزة.
وتوجه العجمي من مقام سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بالشكر الجزيل على توجيهاته السامية التي سهلت كثيراً وسرعت تسيير المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزة، كما شكر سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد والجهات المشرفة والمنظمة، ومؤسسات الدولة الداعمة.
عطاء
بدوره، أكد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد العتيبي، أن الكويت تظل جسراً للإنسانية الذي يصل إلى من هُم في أمسّ الحاجة، وذلك من خلال تحركات متعددة الاتجاهات جواً وبحراً وبراً، مبيناً أن هذه التحركات هي امتداد لسجل الكويت الحافل بالعطاء، والذي يعزز مكانتها كمركز إنساني عالمي.
وأضاف العتيبي: نُعبر عن تقديرنا العميق للكلمة التي ألقاها ممثل سمو الأمير، سمو ولي العهد، في مؤتمر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، حين تطرق سموه إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تأكيد سموه على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره يعكس التزام الكويت الثابت بالقيم الإنسانية والعدالة.
وقال: «نحن في اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، ندعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونتمنى أن تسهم هذه القمة في تعزيز التضامن العربي والإسلامي»، مؤكداً أن للفرق الطبية الكويتية «دوراً حيوياً في دعم الشعب الفلسطيني على الأرض، وقد دخلت إلى غزة عبر معبر رفح، وقدمت خدمات طبية متخصصة في ظروف صعبة ومعقدة».
شهادة
من جانبه، قال رئيس قطاع المشاريع والتنمية في جمعية نماء الخيرية وليد البسام، إن «الحديث عن غزة ليس مجرد استعراض لإنجازات، بل شهادة للتاريخ على أن العطاء حين يكون خالصا، يصنع الحياة حتى في أقسى الظروف». وأضاف البسام: «كانت غزة ولاتزال، في قلب اهتمامات (نماء)، فمن بداية العدوان على غزة أطلقنا عشر حملات إغاثية وتنموية، منها (فزعة غزة)، و(التآخي لكفالة الأسر والأيتام)، و(معًا من أجل غزة)، و(أيتام غزة)، و(سقيا الماء)، إلى جانب مشاريع موسمية كالأضاحي وإفطار الصائم وكسوة الشتاء».
ولفت إلى أن تلك المشاريع «لم تكن مجرد أرقام أو حملات عابرة، بل شعاع أمل لأكثر من مليون و 750 ألف مستفيد، امتدت إليهم يد الخير في وقت كانوا بأمسّ الحاجة إليها».
أسئلة الواقع القاسي
تحدث وليد البسام عن التحديات التي واجهت «نماء» خلال وقوفها مع أهالي غزة، فقال: «إذا أردنا الحديث عن أكبر التحديات التي واجهتنا في تنفيذ مشاريعنا في غزة، فلن أبالغ إذا قلت إن التحدي الأكبر كان هو إيصال المساعدات، في ظل الحصار المشدد والتحديات اللوجستية التي فرضها الواقع الميداني، كيف نوصل الغذاء حين تغلق المعابر؟ كيف نؤمّن المياه حين تُدمّر البنية التحتية؟ كيف نسعف الجرحى حين تعجز المستشفيات عن استيعابهم؟ هذه كانت الأسئلة التي فرضها علينا الواقع القاسي».
12 جهة مُكرّمة
وزارة الخارجية
وزارة الشؤون
وزارة الإعلام
وزارة الشؤون الإسلامية
وزارة الدفاع القوة الجوية
وزارة الصحة
الأمانة العامة للأوقاف
الهيئة العامة لشؤون القصر
بيت الزكاة الكويتي
وكالة الأنباء الكويتية (كونا)
اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية
إدارة فندق ريجنسي
تجارب ومشاهدات
استعرضت الجمعيات الخيرية في الندوة الأولى خلال الفعالية، والتي جاءت تحت عنوان «تجارب في الميدان»، الجهود الميدانية والمشاهدات الحية التي سجلها العاملون في الميدان الإغاثي، ما يتيح تصوراً أوضح حول طبيعة الاحتياجات الملحة في غزة، واستكشاف سبل التعافي المبكر والتخفيف من معاناة الأسر المتضررة.
واستعرضت الندوة الثانية، وهي بعنوان «مشاهدات الفريق الطبي»، مشاهدات مباشرة من فرق العمل الإغاثي حول الواقع في غزة، وتحديد المشاريع التي تحتاج إلى تمويل عاجل.