تقرير يؤكد أن الحدث الرياضي ترك إرثاً ذا أثر تحويلي على هوية الكويت واقتصادها وسمعتها عالمياً

«خليجي زين 26»... إبهار يؤسّس لأحداث أكبر

15 يناير 2025 10:00 م

- 197 مليون دولار عائد البطولة ليعكس ما يُمكن أن تُحققه السياحة الرياضية وهي قطاع حيوي متزايد الأهمية
- 13 مليون دولار إيرادات يومية تظهر التدفق البشري الكبير وجاذبية البطولة القوية
- 90 في المئة ارتفاع معدلات الإشغال في الفنادق خلال البطولة
- أرقام البطولة صبّت في مسار تنويع موارد الاقتصاد بما يتماشى مع رؤية «كويت 2035»
- الكويت نجحت في تحويل حدث رياضي إلى واحد من معالم الفخر الوطني والجاذبية العالمية
- إشادات خليجية واسعة بكيفية تسويق الكويت ثراءها الثقافي والتراثي إقليمياً وعالمياً
- بفضل الزخم الذي حقّقه نجاح التنظيم باتت الكويت مستعدة لاستضافة أحداث أكثر إبهاراً

لم تكن استضافة الكويت لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي زين 26» حدثاً عادياً، في ظل الانعكاسات الإيجابية التي برزت خلال البطولة وبعدها، أهمها الانتعاشة الاقتصادية التي شهدتها البلاد، حيث ظهرت بيانات ورؤى جديدة تسلّط الضوء على التأثير الأوسع لتلك البطولة على اقتصاد الكويت، وما لهذا الحدث الرياضي من تأثير على المشهد الثقافي وعلى صورة الكويت عالمياً.

وفي حسابات الأرقام، كشفت تقارير التأثير الاقتصادي الكبير للبطولة، حيث سجلت العوائد المالية ما مجموعه 61 مليون دينار (197 مليون دولار)، بعد تسجيل متوسط الإنفاق اليومي للفرد، بواقع 118 ديناراً، لتبلغ الإيرادات اليومية المقدّرة نحو 4 ملايين دينار (13 مليون دولار)، وهي أرقام تؤكد العائد الكبير الذي يُمكن تحقيقه من وراء السياحة الرياضية، وهي قطاع حيوي متزايد الأهمية من أجل تنويع موارد اقتصاد الكويت بما يتماشى مع «رؤية 2035».

فقد أصدرت شركة إكسبر «EXCPR» العالمية، المتخصصة في مجال الاستشارات وإدارة الأعمال، تقريراً، مستنداً إلى مصادر البطولة الرسمية،، يتحدث عن كيفية «نجاح الكويت في تحويل حدث رياضي، إلى واحد من معالم الفخر الوطني والجاذبية العالمية». وقد رأى أنه بفضل الزخم الذي حققه نجاح تنظيم بطولة كأس الخليج السادسة والعشرين، فإن الكويت باتت على أهبة الاستعداد لاستضافة أحداث وفعاليات أكثر إبهاراً.

كما نشرت «شركة علي بهبهاني وشركاه» الاستشارية بيانات إحصائية اعتبرت فيها أن بطولة «خليجي زين 26» عكست المشهد النابض بالحياة، وأنه عندما يتم تنظيم الأحداث الضخمة بشكل جيد، يمكن أن يكون العائد على الاستثمار مذهلاً.

وأشارت إلى أن استضافة الكويت للحدث حققت إيرادات كبيرة عبر قطاعات متعددة، حيث ارتفعت معدلات الإشغال في الفنادق من نحو 50 في المئة إلى أكثر من 90 في المئة خلال البطولة. كما ارتفعت أسعار الغرف في الفنادق ذات الخمس نجوم بنسبة 20-40%.

حضور جماهيري

وكشف تقرير EXCPR عن نسبة الحضور ومشاركة المشجعين، حيث بلغ إجمالي الحضور في المباريات نحو 400 ألف متفرج، بمعدل 26 ألف لكل مباراة.

وفي تمثيل دول خليجية، بالبطولة، بلغ من الكويت 188 ألف متفرج، ومن السعودية 84 ألفاً، ومن سلطنة عُمان 36 ألفاً، ومن البحرين 35 ألف متفرجاً، ومن العراق 25 ألفاً، ومن الإمارات 13 ألفاً، ومن قطر 11 ألفاً، وأخيراً من اليمن 5 آلاف متفرج.

وذكر التقرير أن الحضور تنوّع ما بين العائلات والسياح الفرديين، ومجموعات المشجعين المتحمسين، الذين ملأوا الملاعب والمطاعم والمناطق السياحية، وهو الأمر الذي أعطى الكويت طاقة غير مسبوقة. حيث بلغ إجمالي أعداد الزوار الذين زاروا الكويت لحضور البطولة 69 ألف زائر.

ورصد التقرير حركة الوصول، فذكر أن نسبة الواصلين عن طريق الجو بلغت 44.9 في المئة، فيما كانت النسبة الباقية للواصلين (45.1 في المئة) عن طريق البر. وقد عكس هذا التدفق البشري الكبير مدى جاذبية البطولة القوية على مستوى المنطقة، كما أنه أدى إلى زيادة حركة السفر عبر مطار الكويت الدولي وتعزيز الروابط عبر الحدود.

تأثير ثقافي

تركت البطولة انطباعات إيجابية، حسب التقرير، حيث أشاد الزوار بكفاءة التنظيم وبالضيافة الدافئة من جانب الكويت. كما أن الإدارة السلسة للحدث، ابتداء من آلية إصدار التذاكر ووصولاً إلى إدارة تدفق الحشود، عزّزت سمعة الكويت.

كما قدمت مراكز سياحية رئيسية، مثل مجمع المباركية، ومجمع الأفنيوز، وسوق شرق، وحديقة الشهداء، لمحات عن ثراء الكويت الثقافي. واختلط الزوار من دول خليجية مختلفة، في مناطق المشجعين وفي الأسواق والساحات العامة، وهو الأمر الذي أطلق العنان لإجراء حوارات بينهم وخلق صداقات جديدة. ووصف العديد من الحضور والزوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي كيف تحتفل الكويت بتراثها بفعالية، مع تبنيها لاتجاهات الرياضة العالمية.

تسويق الحدث

نوّه التقرير بالشراكات الإستراتيجية، حيث كان التنسيق والتعاون بين شركة الخطوط الجوية الكويتية وشركة زين، بالإضافة إلى هيئات حكومية وخاصة أخرى، عاملاً حاسماً لنجاح عمليات ذلك الحدث. كما أسهم السفر الجوي المنسق والحملات التسويقية الشاملة والعمليات اللوجستية على الأرض في تعزيز تجربة المشجعين والزوار بشكل كبير.

وأوضح أن لافتات وإعلانات الشوارع مرئية للغاية، حول المواقع والملاعب الرئيسية، وهو الأمر الذي عزّز العلامة التجارية الخاصة بذلك الحدث الرياضي. أضف إلى ذلك الاستعراضات والموسيقى ذات الطابع الرياضي، حيث حشد فنانون ومحللون تلفزيونيون محليون حماس الجمهور.

وفي إطار التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة المؤثرين، تم نشر تحديثات منتظمة حول المباريات، ومحتوى من خلف الكواليس، وفيديوهات للمشجعين سريعة الانتشار.

وتم استخدام مجمع مروج الكويت وحديقة الشهداء وسوق شرق ومجمع الأفنيوز مول ومجمع المباركية، كمراكز حيوية لحشد المشجعين، حيث استضافت تلك المواقع عروضاً ثقافية ومعارض تفاعلية متنوعة. وهذه الاستراتيجية متعددة المواقع وزّعت الحشود وأبرزت تنوّع التجارب الثقافية والفنية التي تقدمها الكويت.

إرث كبير

ورأى التقرير أن ما عرضه من نتائج تحققت بتنظيم بطولة «خليجي زين 26» تتماشى مع ملاحظات الشركة وتقييماتها السابقة، يفيد بأن البطولة التي يتم التخطيط لها جيداً لا تساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي فحسب، بل تعزّز أيضاً الروابط المجتمعية. فمثل هذه البطولة الناجحة تنطوي على القدرة على إعادة إحياء المواقع التاريخية وتعزيز المشاركة الثقافية الأوسع. وبينما تواصل الكويت استكشاف وتحسين نهجها تجاه السياحة، فإن نجاح تنظيم بطولة كأس الخليج يثبت أن مثل تلك الأحداث الرياضية، عند تنفيذها بعناية، تتجاوز تأثيراتها الإيجابية حدود الملاعب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذلك الحدث الرياضي ترك إرثاً ذا أثر تحويلي على هوية الكويت واقتصادها وسمعتها عالمياً.

4 دروس من البطولة

1 - تعزيز السمعة الوطنية: فالإدارة الفعّالة والضيافة الاستثنائية للحدث، تركت انطباعاً إيجابياً دائماً إزاء قدرات الكويت. وتنفيذ مثل هذا الحدث الرياضي الكبير بشكل جيد، أمر يُعزّز هدف الكويت في أن يُنظر إليها كلاعب رئيسي في مجالات السياحة والدبلوماسية الثقافية العالمية.

2 - فوائد اقتصادية واجتماعية: فالدعم المالي الذي بلغ 197 مليون دولار، أفاد قطاعات متعددة، مثل الضيافة، ومبيعات التجزئة، والنقل، والترفيه.

3 - تضامن إقليمي: فمن خلال توحيد دول الخليج ومواطنيها، عزّزت الكويت من خلال ذلك الحدث الرياضي روح التضامن الإقليمي، كما سلّطت الضوء على الروابط الثقافية المشتركة بين تلك الدول.

4 - استدامة سياحية: بدأت السياحة الرياضية في البروز كعامل للنمو والتنويع طويل المدى. ومن الممكن أن تُبني فعاليات مستقبلية ارتكازاً على هذا النجاح، وذلك من خلال استخدام التخطيط الإستراتيجي والتعاون عبر قطاعات مختلفة لتعزيز مكانة الكويت دولياً.

16 مليون مشاهد

في الجانب الإعلامي، تطرّق التقرير إلى البث والتغطية التلفزيونية، فذكر أن 10 قنوات رياضية غطت مباريات البطولة، ليصل عدد المشاهدين إلى 16 مليوناً. وأشار إلى أن معدل الانتشار بين المشاهدين بلغ نحو 26.1 في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي.

كما نوّه التقرير بالانتشار عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، وإنستغرام، وسنابشات، وغيرها من المنصات التي نشرت أبرز اللحظات واللقطات الثقافية إلى خارج حدود الكويت. وقد وسع هذا من نطاق وصول البطولة إلى جمهور إقليمي (وعالمي) كبير.

احتضان تجارب الشعب الخليجي

أشارت بيانات شركة EXCPR إلى التأثير الاجتماعي التتابعي، موضحة أن كل زائر قد تشارك على الأرجح تجاربه مع 10 على الأقل ممَنْ يعرفهم، وهو ما قد يصل إجمالاً إلى 2.1 مليون شخص إضافي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا الزخم الكبير الذي انتشر بالتتابع، يؤكد دور بطولة كأس الخليج في تعزيز صورة الكويت كمركز للسياحة الرياضية والثقافية.

البطولة بالأرقام

400 ألف متفرّج إجمالي الحضور بمعدل 26 ألفاً للمباراة

188 ألفاً من الكويت

84 ألفاً من السعودية

36 ألفاً من سلطنة عُمان

35 ألفاً من البحرين

25 ألفاً من العراق

13 ألفاً من الإمارات

11 ألفاً من قطر

5 آلاف من اليمن

69 ألفاً إجمالي زوّار الكويت

118 ديناراً متوسط الإنفاق اليومي للفرد