أفصح بنكا «بوبيان» و«الخليج» العدول عن خطة الاندماج التي وقعاها، حيث أفادا في بيانين منفصلين إلى البورصة بأنه «في ضوء إفصاح أحد البنوك المحلية المؤرخ 8 يناير الجاري في شأن توقيع اتفاقية شراء كامل الحصص المشكلة لرأسمال شركة الغانم التجارية والمالكة لما نسبته 32.75 % من رأسمال (الخليج)، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في طبيعة الهيكل التنظيمي والمالي للبنك، كما قد يؤثر على توافق الأهداف المشتركة في ما بين «الخليج» و«بوبيان» أو يعيد تشكيل أولويات الطرفين.
ولفتا إلى أنه في ظل المعطيات المشار إليها وبعد المناقشات اتفق الطرفين على العدول عن مشروع الاندماج الذي سبق الإفصاح عنه وإنهاء الاتفاقيات المبرمة، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية مصالح جميع الأطراف والحفاظ على العلاقات الإيجابية بين المصرفين.
وفي بيانه أكد «الخليج» استمرار كل منهما بخططه الإستراتيجية التي تهدف إلى خلق قيمة مضافة للمساهمين من خلال تقديم الخدمات المالية المبتكرة وتطوير منتجات جديدة وجذب الكفاءات، مع الأخذ بالحسبان البيئة التشغيلية الحالية والمستقبلية، فضلاً عن مواصلته لدراسة جدوى عملية تحول «الخليج» إلى بنك متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، الأمر الذي من شأنه أن يحقق النمو المستدام للبنك وتحقيق أكبر منفعة للمساهمين.
على صعيد متصل، أعلن «الخليج» استقالة المهندس بدر ناصر الخرافي من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة ومن عضوية مجلس الإدارة لأسباب خاصة، مبيناً في إفصاح نشرته بورصة الكويت أنه بعد مناقشة الاستقالة قرر مجلس الإدارة الموافقة عليها اعتباراً من نهاية أمس 14 يناير، فيما توجه المجلس بالشكر إلى الخرافي على ما قدمه من تفانٍ وجهد أثناء فترة رئاسته وعضويته في البنك.
وما يستحق الإشارة أنه بعد مُضي ما يقارب العام على توليه قيادة «الخليج» كرئيس لمجلس إدارته، ترجّل الخرافي، عن مهمته ليُسدل الستار على حقبة شهدت الكثير من المتغيرات الإيجابية، ففي مارس 2024 عندما تولى بدر الخرافي، رئاسة مجلس إدارة «الخليج» تحوّلت أنظار الأوساط المالية والاستثمارية إلى البنك في إشارة إلى دخوله مرحلة جديدة تحمل إنجازات غير مسبوقة، وبالفعل، عقب توليه القيادة تتابعت الخطوات السريعة في إطار إجراءات تطويرية وفق إستراتيجية استوقفت الجميع، شملت مساعي التحول للعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، حيث حصل البنك على موافقات مبدئية في الجهات الرقابية، الأمر الذي كان له أثر بالغ في جذب شريحة كبيرة من المستثمرين المحليين والأجانب نحو البنك وأسهمه.
ولم يتوقف قطار تطوير البنك عند هذا الحد، بل قاد الخرافي، «الخليج» بالتعاون مع الإدارة التنفيذية للانتقال إلى مرحلة أكثر عمقاً من خلال اتفاقية اندماج مع بنك بوبيان ليصبح أحد الكيانات المصرفية الإسلامية القادرة على المنافسة الحق محلياً وخارجياً.
الاندماج والتحول
وحسب ما تم إعلانه حينذاك وقّع «الخليج» في يوليو 2024 اتفاقية مع «بوبيان» في شأن الاندماج والتحول إلى كيان إسلامي شامل، فيما أعلن الخرافي دراسة التحول بعد ذلك.
وما بين خطوات التحول التي أحدثت بجانب بدء تنفيذ خطة تطويرية شاملة شكلت نقلة نوعية في القيمة السوقية للبنك وحقوق مساهميها ليصبح فعلياً حديث السوق وقتها وحتى الآن، برز الإعلان عن توقيع بنك وربة اتفاقية لشراء كامل حصص شركة الغانم التجارية برأسمال «الخليج» والبالغة 32.75 % مقابل 498.16 مليون دينار.
وتسارعت الأنباء، وكما كان للخرافي بصمات بارزة والسبق في إطلاق إستراتيجية كاملة أحدثت في باكورة ثمارها نقلة نوعية في أعمال وقيمة البنك قبل أقل من عام، كتب آخر سطر في مسيرته الإدارية في «الخليج» من خلال تقديم استقالته من منصبه إلى جانب عضويته في المجلس.
تفاصيل الرحلة الاستثنائية
خروج بدر الخرافي من من مجلس إدارة بنك الخليج لم يُنسه دور زملائه في الإدارة حيث خاطبهم في رسالة موجهة لهم بلغة الزميل قائلاً: «زملائي الأعزاء، في الوقت الذي أكتب فيه هذه الرسالة أجد نفسي أستعيد كافة تفاصيل الرحلة الاستثنائية التي تشاركناها معاً، رحلةٌ أعادت تقديم (الخليج) بشكل مختلف وزادت من قيمته الكبيرة، ومهّدت الطريق أمام مستقبلٍ واعد، وإنجازاتنا كفريق بُنيت على أساس من الأهداف المشتركة والتنفيذ المتقن لها، والالتزام المستمر بالتميّز.
روحنا الجماعية التي مكنتنا من تحقيق الكثير معاً، بما في ذلك الوفاء بواجبنا في تعظيم القيمة للمساهمين، معاً رفعنا قيمة البنك إلى 1.5 مليار دينار، وهو إنجاز يمكننا جميعاً أن نفتخر به، كما نفتخر بأبرز إنجازاتنا وقراراتنا وهو القرار بتحويل بنك الخليج إلى مؤسسة إسلامية.
لم يكن هذا مجرد تغيير هيكلي، بل كان إعلاناً عن التزامنا بمواءمة البنك مع المبادئ التي تعكس قيمنا وقيم مجتمعنا، ورغم أهمية هذه الإنجازات، فإن أعظم أصول (الخليج) دائماً كانت أنتم، فريق العمل، إن تفانيكم وثقتكم وإيمانكم المشترك برؤيتنا كانت القوة الدافعة وراء كل نجاح حققناه معاً.
أشعر بعظيم الامتنان وأنا أترجّل اليوم عن مهمتي كرئيس لمجلس الإدارة وأغادر هذه المؤسسة للتركيز على مهامي الخاصة، ورغم مغادرتي لدوري الرسمي، سيظل بابي مفتوحاً دائماً لأي مشورة أو دعم قد تحتاجونه على الصعيدين الشخصي أو المهني، أتمنى لكم جميعاً دوام النجاح والازدهار».