حروف نيرة

الانتقاد وفن الإحباط

14 يناير 2025 10:00 م

النصيحة هدية ثمينة لا ترد، وكما يُقال: «رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي»... فالإنسان العاقل يتقبل التوجيه الإرشاد، ومن يرفض التوجيه السليم شخص لا يستطيع النجاح في حياته؛ وذلك إن كانت النصيحة في محلها.

أحياناً، تكون النصيحة بصورة انتقاد لما ليس فيك، خصوصاً من الذي ينتقدك أمام الآخرين ليحبطك ويظهر أنه أفضل منك.

فاحذر من الذي يستخدم أسلوب التحبيط للتقليل من قيمتك وإنجازاتك وقدراتك العالية، سواءً فى العمل أو في أماكن أخرى، فالانتقاد المستمر صفة الحاسد، وصفة من يشعر بالنقص، بسبب إحساسه الداخلي بالضعف والفشل والألم النفسي.

هذه الفئة التي تنتقد وتهاجم الآخرين بطريقة لاذعة، وتقوم بالتقليل من إمكانياتهم، وتستخدم حِيلاً لإخفاء إيجابيات المتفوقين، وإظهار سلبيات غير حقيقية، تقوم بذلك لأنها لا تحب الخير لغيرها، وتتمنى زوال كل ما لديهم من نعم وخصال طيبة.

يقول علماء النفس: «تتنوع أساليب أعداء النجاح ما بين السخرية اللاذعة وإفشاء الأسرار وعدم احترام مشاعر الآخر، وكذلك ترويج الإشاعات غير الصحيحة، ومنها -أيضاً- نقل صورة مشوهة عن الزميل للرؤساء، أو تعطيل مصالحه، وغيرها من السلوكيات التي لا مجال لحصرها».

الإنسان الناجح لا يجعل تصرفات تلك الفئة من الناس سبباً في توتر حياته، حتى لو كانوا من أقرب الناس كالأخ أو الصديق، وكذلك زميل العمل أو زميل الدراسة، فما عليك إلا التجاهل وتجنب الجدال والتقليل من الحديث معه، فتجعل العلاقة سطحية وبقيود، حتى لا يتعكر مزاجك وتتأثر نفسيتك؛ فالناجح يركز على أعماله ويجاهد في تطويرها ويضع حدوداً في علاقاته مع الحساد والمحبطين، ولا يلتفت إلى آراء ومواقف هؤلاء؛ حتى تستمر الثقة في النفس، ويحقق ما يريد.

وكما قال أحد الأدباء: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك».

aaalsenan @