ألوان

لبنان الجديد

11 يناير 2025 10:00 م

تابع الشعب اللبناني بفرح اختيار جوزف عون، رئيساً لجمهورية لبنان الشقيق، حيث شاركت الشعوب العربية والعالمية الشعب اللبناني في فرحه.

جاء فوز الرئيس عون، بعد أن حصل على تسع وتسعين صوتاً في المرحلة الثانية من التصويت في البرلمان اللبناني وسط تكهنات وتشنجات سياسية داخل أروقة البرلمان وخارجه، ناهيك عن الإعلام اللبناني الذي يتمتع بمساحة حرية تعبير كبيرة بإطار إقليمي ودولي حساس وخاص جداً.

وإذا كان هناك تفاهمات سياسية من أجل الاتفاق على اختيار جوزف عون، رئيساً بتفاهم منه مع كل من حركة أمل و«حزب الله» فلا بأس في ذلك من أجل انطلاق القطار اللبناني، خصوصاً أنه كان يعمل جاهداً على أن ينأى بالجيش عن عواصف المسرح السياسي اللبناني. لذا، فقد كان الجيش يقف على مسافة متساوية من التيارات والأطراف كافة، ورغم هذا كله لم يسلم من التعرّض للانتقاد، لكنه الآن في موقف رئاسي للجميع، وأظن أنه سيتبع السياسة نفسها وسيواجه الانتقادات ذاتها.

وهناك الكثير من الملفات المعقدة التي تُشكّل تحدياً كبيراً أمام المشهد السياسي اللبناني وأهم تلك الملفات هو آلية التعامل مع سلاح المقاومة، والذي وإن كان خارج نطاق الدولة اللبنانية بشكل عام ووزارة الدفاع بشكل خاص، لكنه في الوقت ذاته لا يُمكن تجاهل الدور الذي لعبه هذا السلاح في جنوب لبنان ومنع تكرار اجتياح الأراضي اللبنانية كما حصل في عام 1982م من قبل الجيش الصهيوني الذي مازال جاثماً على بعض الأراضي في جنوب لبنان الذي يُعاني من مصاعب كثيرة أكثر من أي منطقة أخرى في لبنان، من حيث البطالة وتدهور البنية التحتية خصوصاً أن الرئيس عون يأتي من جنوب لبنان، وبالتالي فهو يدرك تفاصيل التفاصيل في الجنوب وتحدياته، أهمها أن «حزب الله» بات محشوراً في زاوية ضيّقة جداً بعد الضربات النوعية التي تلقاها، لكنه مازال قوياً قادراً على أن يقوم بما ينبغي له أن يقوم من سياسات مبعثها عقيدة قوية تجاه الكيان الصهيوني.

وألقى فخامة الرئيس اللبناني جوزف عون، كلمةً أمام البرلمان موجّهة ليس إلى البرلمان اللبناني فقط بل إلى الشعب اللبناني وإلى دول المنطقة وبقية دول العالم، فكانت كلمته تحظى بتصفيق قوي من قبل كتلة ما وهو يؤكد على استقلال القضاء اللبناني وتصفيق آخر وهو يشير إلى رفضه إلى احتكار حمل السلاح، الأمر الذي يلقي بظلاله على أن إيقاع الأداء واللحن البرلماني سيكون صاخباً مع تفاعلات الكتل السياسية والاقتصادية ورجل الشارع اللبناني.

ولم ينس عون، ذِكر دعمه للقضية الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية في لبنان والعمل على توفير الحياة الكريمة لهم على أرض لبنان التي تُعاني من ضغوطات سياسية واقتصادية.

واستخدم الرئيس عون، كلمة «عهدي» في أكثر من جملة وفقرة مشدّداً على عمل الاستشارات المكثفة لاختيار رئيس الحكومة الأول في عصره كرئيس، ثم شدّد على ضرورة الاستثمار في العِلم وقد كرّرها ثلاثاً، الأمر الذي يعكس قناعته بأن التعليم هو أساس التنمية اللبنانية، إضافة إلى ذكر الإعلام اللبناني ودوره الإيجابي مع التأكيد بأن التنوّع في نسيج المجتمع اللبناني يُشكّل تنوّعاً قوياً في المجتمع اللبناني وبالتالي فهو يشير إلى أنه يفتح مجالات التعاون مع التيارات كافة من أجل رفعة الشعب اللبناني.

وعندما تنازل جوزف عون، عن الزي العسكري ليصبح الرئيس الرابع عشر لبلده بعد أكثر من عامين ظل فيهما لبنان دون رئيس فإنه بعد انتخابه وضع خلال كلمته خارطة طريق للدولة اللبنانية الجديدة منها الحفاظ على أموال اللبنانيين ومحاسبة الفساد.

ويأتي الرئيس جوزف عون من الجيش وهو في سن الستين من عمره، ولديه دراية كاملة بالوضع اللبناني أي أنه قادر على التشخيص ووضع العلاج الناجع وسط المتغيرات التي عصفت بالبلاد.

وركّز عون، على ضرورة استمرار علاقات لبنان مع الدول العربية انطلاقاً من انتمائه العربي، وكذلك مع بقية دول العالم الغربي خصوصاً أنه تلقى دعماً كبيراً من بعض الدول العربية التي قامت بتوفير الدعم اللوجستي للجيش اللبناني، وكذلك بعض الدول الغربية، كما تلقى الرئيس عون، اتصالاً للتهنئة من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن.

ولم تنس الكويت وأهلها موقف لبنان المشرّف إبّان الاحتلال العراقي للكويت، فكان لبنان الصغير بحجمه الكبير بمواقفه التاريخية المشرفة المؤيدة للحق الكويتي فتطوّرت العلاقات الكويتية - اللبنانية على المستويين الشعبي والرسمي تطوراً كبيراً وأصبحت رائعة كروعة لبنان بطبيعته الخلابة وأنها احتضنت تراكم الحضارات القديمة فكان الإنسان اللبناني مبدعاً في كل مجال داخل وخارج لبنان.

ويحتل لبنان المركز الأول في السياحة بالوطن العربي ولكن يعرقل ذلك التميز في بعض الأحداث الأمنية التي قد تؤثر على معدل تدفق السائح العربي والأجنبي، لذا لا بد من الاهتمام بقطاع السياحة من أجل تحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد اللبناني خاصة أنه يُتيح آلاف الوظائف للشباب اللبناني وسط تحديات اقتصادية لا داعي للدخول في تفاصيلها.

وفي الختام، نتمنى التطور والازدهار للشعب اللبناني المسالم الذي مازال يُعاني من الكثير من التدخلات الدولية في الشأن اللبناني بموافقة ورفض بعض الأطراف اللبنانية ولكن الحياة سوف تستمر.

همسة:

سوف يعود لبنان رغم أنف مَنْ رفض لأنه شعب يعشق الحياة.