وجع الحروف

التزوير والمسؤولية إلى الرضا...!

11 يناير 2025 10:00 م

أحياناً كثيرة يجد الإنسان نفسه مرغماً في الحديث عن عِبر ومواعظ سردت في القرآن والسُنة النبوية لأن الشاهد من تغير الأوضاع والأحداث أن كل ما جاء في الكتاب والسُنة قد وقع معظمه والشواهد كثيرة... وكانت في مجملها تتحدث عن تولية الأخيار، وأهمية الرضا.

وفي الحديث عن التزوير الحاصل في الجنسية اتفق الجميع على أهميتها في جزئية التزوير والغش.

فالخلط بالأنساب محرّم شرعاً ومجرّم قانوناً، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال «من ادّعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين» وفي لفظ آخر «فالجنة عليه حرام» و«إنه كفر»!

ولا يوجد إنسان مسلم عاقل مدرك يقبل التزوير والغش في قضية كالجنسية لأسباب دنيوية أو لأجل مكاسب آخرى.

والمسؤولية إلى الرضا كانت محور الحديث مع بعض الزملاء وكيف أن المسؤول يختلف عن الإداري وأن تولي غير الأخيار المناصب سبب في الانهيار المؤسسي... وتُعتبر تزويراً لأسس ومعايير اختيار المسؤولين.

إن المسؤول يختلف عن الإداري... إن الإداري مهمته تنفيذ الأهداف لبلوغ رؤية المسؤول.

أما المسؤول فهو مَنْ يُحدّد إلى أين تسير المؤسسة «تحديد رؤيته المستقبلية لها»، وقد أكدت الأحداث عِبراً ومواعظ سردها التاريخ أن المسؤول يستأنس برأي أهل الشرف، ويحرص على مجالسة أهل الفكر الراجح ليستأنس برأيهم قبل اتخاذ أي قرار.

في الغالب المسؤول يعتمد على «القوة الناعمة» في طريقة عمله... يعني التعقّل وموازنة الأمور (أسباب وتداعيات) واستشارة أهل المعرفة والخبرة المتميزين بالرأي الراجح والرشد... وليس بصحيح قول «أقدح من راسي»!

إذا كان المسؤول منفرداً في رأيه وحسب قناعاته فهو ليس بمسؤول من الأساس، لأن المسؤول المؤثر له تابعون ويعترف بنقاط ضعفه (حسب بحث لقوفي وجونز من جامعة لندن) التي يحولها إلى نقاط قوة عبر التابعين وهي مستوحاة من وسائل الإقناع من أعمال أرسطو... ومَنْ تولى منصباً لا يستحقه وهناك أكفأ منه فقد زوّر رأيه بقبول المنصب.

والرضا يتحقّق متى ما نزل المسؤول إلى الميدان لتفقد الأحوال ومعرفة الاحتياجات والمتطلبات.

الزبدة:

لا نقبل بالتزوير أو الغش لأسباب حرمته شرعياً ويُعد جريمة قانونياً... ونتمنى أن نجد مسؤولين يطبّقون مفاهيم المسؤولية إلى الرضا وليسوا «إداريين»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi