كشفت محافل سياسية واستخبارية، عن مداولات سرية بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية حول «اليوم التالي» في سورية ومستقبلها، بينما تحدثت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن اجتماع سري محدود في الحكومة الإسرائيلية، انتهى باقتراح عقد مؤتمر دولي لتقسيم سورية إلى كانتونات.
وقالت المحافل أمس، إن «وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، قاد مداولات كابينيت ضيقة قبل أيام، تمهيداً لمداولات ستجري في الأيام القريبة المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو وأخرى في ولاية فلوريدا (مقر إقامة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حالياً). وقد تم التركيز خلالها على التدخل التركي في سورية ودور إسرائيل الأقليمي»، وفقاً لصحيفة «إسرائيل اليوم».
وأوضحت أن «مداولات الكابينيت تناولت التغييرات الحاصلة في سورية، مع التركيز على الشكوك المتعلقة، بالهيئة العسكرية الجديدة، وبالجولان، والخوف على سلامة الأقليتين الدرزية والكردية في المنطقة. وفي إطار تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط».
واقترح الوزير وعضو «الكابينيت» إيلي كوهين، العمل على عقد مؤتمر دولي في شأن سورية.
ووفقاً لكوهين، فإن «الهدف من المؤتمر هو ضمان أمن الحدود الشمالية لإسرائيل وتمكينها من الدفاع الفعّال ضد التهديدات التي تُشكّلها المنظمات الجديدة في سورية غير الملتزمة باتفاقات فصل القوات».
ووفق المحافل الاستخبارية والعسكرية تم التطرّق في المداولات إلى المبادرة التي بحثها مسؤولون رفيعو المستوى في المستويين السياسي والأمني منذ سقوط بشار الأسد، وتتعلق بـ «تقسيم سورية إلى كانتونات لضمان الأمن والحقوق لكل الجماعات الإثنية».
وأشار كوهين إلى أن هذا الموضوع سيتم فحصه في المؤتمر المزمع عقده. ومع ذلك، فإن التخوّف الأساسي هو أن فكرة تقسيم سورية قد لا تلقى تأييداً داخلياً، ولذا فإن هذه المداولات تظل سرية.
وتفيد مصادر أمنية بأن ليس لدى إسرائيل نية للبقاء في سورية، لكنها أيضاً لا تنوي الانسحاب من المناطق التي استولت عليها حتى يتحقق الاستقرار في سورية ولبنان والدول المجاورة.
وقالت «يُعتبر عقد مؤتمر كهذا أحد الطرق الممكنة لإعادة تصميم سورية وحدودها، مما يُمكّن إسرائيل من سحب قواتها من دون تعريض أمنها للخطر. كما يُشير المسؤولون العسكريون في كل المستويات، إلى أن هذا الأمر يحتاج تدخلاً من واشنطن والدول المعتدلة في المنطقة».
وفي سياق متصل، أكد معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، أن «استقرار النظام الجديد في سورية قد يؤدي إلى جعل الأردن جسراً دبلوماسياً حيوياً بينه وبين الدولة العِبرية. من ناحية أخرى، فإن استمرار عدم الاستقرار في سورية والتهديدات المتزايدة التي يتقاسمها الأردن وإسرائيل من أراضيها، سيتطلب تعميق التعاون الأمني والاستخباراتي والإنساني بين تل أبيب وعمان».
وتابع معهد البحوث أنه «منذ سقوط الأسد، يعمل الأردن على وضع نفسه كدولة محورية تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل مستقبل سورية، حيث يرى أن استقرار سورية كدولة ذات سيادة وآمنة سيساهم أيضاً في استقراره».
وأضاف «كانت الخطوة الدبلوماسية الأولى التي اتخذتها الأردن، هي استضافة اجتماع العقبة في ديسمبر 2023، والذي حضره وزراء خارجية دول عربية عدة. كان الهدف من الاجتماع خلق إجماع إقليمي ودولي حول مستقبل سورية».
وأوضح التقرير المكوّن من 59 صفحة «يتشارك الأردن وإسرائيل في مصالح مشتركة في الساحة السورية، مثل تحقيق الاستقرار الأمني وإحباط النشاط الإرهابي. يمكن للأردن أن يعمل كوسيط فعّال بين إسرائيل والنظام السوري الجديد، مما يسهم في كبح تهريب الأسلحة وإزالة العناصر الإرهابية من الحدود. ويتعين على إسرائيل والأردن العمل على تضييق الفجوة بين الجوانب العلنية والخفية لعلاقاتهما».
علماً ان العلاقات الإسرائيلية - الأردنية في وضع مضطرب نظراً للعديد من الملفات التي دفع بها اليمين الإسرائيلي المتطرف في مقدمتها الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى في القدس وعدم التزام حكومة نتنياهو التعهدات التي قطعتها، عبر علاقات متوترة منذ تأسيس الائتلاف اليميني الحاكم».
القوات الأميركية
وفي برلين، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه «لاتزال هناك حاجة لوجود قوات أميركية في سورية».
وصرّح خلال مشاركته في اجتماع«مجموعة الاتصال بخصوص أوكرانيا»في قاعدة رامشتاين الأميركية - ألمانيا، بأنه لاتزال هناك حاجة لوجود قوات أميركية بهدف«ضمان أمن السجون التي يقبع فيها عشرات آلاف المقاتلين من داعش»، معرباً عن اعتقاده بأن مقاتلي التنظيم«سيصبحون التيار الرئيسي في سورية إذا تركت البلد من دون حماية».
وتنشر الولايات المتحدة نحو 200 جندي في سورية لمواجهة«داعش».