تناولت القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في القاهرة، اليوم الأربعاء، التحديات الإقليمية والدولية، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية وسورية ولبنان والسودان وليبيا، والتعاون المتوسطي، وملفات اقتصادية وأمنية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن «الروابط القوية التي تجمع مصر وقبرص واليونان، أصبحت نموذجاً للتعاون الإقليمي المتكامل»، مثمناً موقف قبرص واليونان المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة.
وأضاف أن «السنوات الماضية أثبتت أن هذه الآلية ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية، بل هي شراكة راسخة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقتنا الذي يعتمد بشكل أساسي على تعاوننا في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً مع تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط».
وأكد أن «من الضروري تكثيف الجهود والضغوط من أجل التوصل إلى تهدئة في المنطقة والتعامل مع أزماتها، وعلى رأسها الحرب على غزة ولبنان وتحقيق الاستقرار في سورية وليبيا واليمن والسودان، وتجنب استمرار تصعيد الصراع في المنطقة وتحويله إلى حرب شاملة، ما سيترتب عليه من تداعيات كارثية، ستطول الجميع، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، فضلاً عن موجات غير مسبوقة من النازحين والهجرة غير الشرعية».
وأشاد الرئيس المصري بـ«التعاون القائم مع اليونان وقبرص في مجال الطاقة»، مؤكداً أنه «أصبح عنصراً محورياً في الإستراتيجية المشتركة، ويعتبر مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان نقطة تحول حقيقية في تعزيز التكامل الإقليمي، والتعاون مع قبرص في مجال الغاز الطبيعي يعكس رؤية واضحة لما يمكن أن تحققه من نجاحات».
من جهته، أكد خريستودوليدس، أن«من الضروري الالتزام بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كإحدى ركائز نجاح آلية التعاون المصري القبرصي اليوناني، والذي يمثل نموذجاً للتعاون الإقليمي، والمنطقة اليوم، قل فيها الاستقرار والأمن أكثر من أي وقت مضى».
واعتبر أن«الوضع يتسم بالكثير من التحديات التي تستلزم التآزر والتعاون، للوقوف في وجه زعزعة الأمن والاستقرار، واستجابتنا المشتركة مهمة من أجل معالجة هذه التحديات بشكل يتسم بالكفاءة، ونحن في حاجة الآن لائتلافات إقليمية مثل ائتلافنا، وهناك الكثير من الفرص التي تكمن في تعاوننا الثلاثي خاصة في ما يتعلق بالسياحة والطاقة والأمن».
بدوره، قال ميتسوتاكيس إن «منطقة الشرق الأوسط أصبحت أقل استقراراً وأمناً، ما يتطلب مزيداً من جهود التعاون الجيوسياسية، من أجل معالجة التحديات خصوصاً في ما يتعلق بسورية، والحاجة إلى ضرورة ضمان سلامة أراضيها وحماية الأقليات الدينية واحترامها».
وتابع «لابد أن تكون هناك عملية انتقالية غير أبدية وخط زمني متفق عليه في ما يتعلق بالفترة الانتقالية، بهدف ضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة، والقمة تناولت الملفات المتعلقة بالشأن الليبي، وهناك ارتباط واضح بين تطورات الأوضاع في سورية وغياب الاستقرار الجاري في ليبيا، كما يجب العمل من أجل وقف النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين والوصول إلى حل الدولتين، والمنطقة أصبحت أقل استقراراً وأمناً، ما يعني تعزيز التعاون الجيوسياسي».
وقبل القمة، تناول السيسي وميتسوتاكيس، «سبل تعزيز التعاون»، مؤكداً ضرورة تكثيف التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط وعلى العمل على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي.
كما تطرقا إلى التطورات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمها الوضع في فلسطين، وأعربا عن حرصهما على وقف النار وتيسير المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع التأكيد على أهمية العمل نحو تنفيذ «حل الدولتين».
وشددا على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ومنع التصعيد في المنطقة، وتبادلا الرؤى حول الوضع في سورية وليبيا والسودان.
وأكدا ضرورة حماية أمن واستقرار وسلامة ووحدة أراضي تلك الدول، وبدء عمليات سياسية شاملة تؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار المنشود، بما يضمن الحفاظ على مقدرات تلك الدول وشعوبها.