في أحد أزقة شمال لندن، يتوقف مارّة كثر أمام واجهة زجاجية لمشاهدة عالم طفوليّ ساحر، يجمع دمية قديمة وألعاباً لوحية من الماضي وقطارات صغيرة وأقنعة من الورق المعجن، وسواها الكثير، ولكن ليس من كل ذلك ما هو مخصص للبيع.
يبقى الباب الأزرق المزيّن بإكليل عيد الميلاد مغلقاً، ولا أحد يجيب في حال طرقه، إذ إن الواجهة الواقعة في شارع «43 كامدن باساج» لا تمثل متجراً بل هي لهاوي جمع.
وهذا الموقع بين مطعم مكسيكي ومتجر مجوهرات، يشكل مكان إقامة سابق لبوب بورزيلو البالغ 88 عاماً. أما الواجهة، فهي، بحسب تعبيره، ثمرة أو «تراكم» لنشاطه كهاوي جمع.
وتقول زوجة ابنه بيل بنسون (51 عاماً)، المسؤولة مع ابنتها عن الواجهة، في حديث إلى وكالة فرانس برس إن «جميع من يحضر يسأل متى تكون الواجهة مفتوحة».
ويشير بوب بورزيلو الذي كان يدير في السابق مع زوجته متجراً للملصقات في هذا الموقع، إلى أن «الناس يحبّون هذه الأغراض، خصوصاً الصغار».
وقد وصل رجل الأعمال السابق المتحدر من شيكاغو، إلى لندن في ستينات القرن العشرين ليتلقى دراسته في كلية لندن للاقتصاد. وعام 1967، عاد ليستقر بشكل دائم في العاصمة البريطانية مع زوجته التي طلقها حالياً.
«جين الجامع»
جمّع بوب بورزيلو مجموعته الواسعة من الأغراض عن طريق البحث في متاجر التحف وأسواق السلع المستعملة. ويقول إن «البحث عن الأغراض والعثور عليها ممتع».
قبل نحو عشر سنوات، بدأ بورزيلو في عرض أغراضه وأصبحت واجهة المتجر القديم محطة رئيسية في الحيّ.
بدأت مجموعة الألعاب بنماذج طائرات. وبالإضافة إلى الألعاب، جمع بورزيلو أغراضاً تذكارية كثيرة من احتفال تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953.
وتتضمّن مجموعاته ساعات وشارات وإكسسوارات لكعكات زفاف وإفادات مدرسية قديمة لأولاده وحتى اختبارات «كوفيد» قديمة وضعها بجانب هاتفه.
داخل شقته الواقعة على مسافة قريبة في الشارع نفسه، تحيط بالمدفأة أغراض خضراء: مزهريات، أحذية، قبعات، قلادات نسائية...
يعتقد الثمانيني أنه ورث «جين الجامع» من والدته الإيطالية الأميركية. ويقول إن ابنته كانت تتجوّل على ضفاف نهر التايمز بحثاً عن كنوز.
وتقول زوجة ابنه إنها رأته أخيراً وهو يستخدم آلة تمزيق ورق. يضحك بوب بورزيلو ويوضح أنه كان يمزق رسائل حبّه القديمة حتى لا يقرأها أحفاده بعد وفاته.
لكنه لا يزال يريد الاحتفاظ بقصاصات الورق. ويقول «أجد صعوبة في التخلص من الأشياء».