من المهم دعم ديوان الخدمة المدنية في مجال فتح الفرص الوظيفية، بحيث يكون هذا الدعم من الحكومة نفسها وبشكل مباشر، وقد تحدثت أكثر من مرة عن هذا الموضوع لأهميته، وذلك باتخاذ قرار نوعي وجريء يتجاوز الجمود والبطء والتمسك الحرفي بلوائح وقوانين التقاعد المعروفة في نظام التأمينات الاجتماعية.
وهذا القرار النوعي المهم عبارة عن تقديم العروض التقاعدية التحفيزية لحث من يرغب بالتقاعد ومن تجاوز خدمته خمسة وعشرين سنة مثلاً دون انتظار المدة التقليدية أو خدمة 30 سنة، خصوصاً الجامعيين والذين لم يحصلوا على ذلك المسمى الإشرافي السرابي، وهو مثل الحلم البعيد عند البعض، من بداية توظيفه وهو يلاحق ذلك الحلم حتى قربه من التقاعد رغم الكفاءة والخبرة. وذلك ربما نتيجة للصراعات الإدارية في جهة عملهم أو عدم انتمائهم لـ( ديوانية) مهمة.
أو الشيء المضحك والغريب أن الجهة التي يعمل بها تعلن عن وظيفة إشرافية أكثر من مرة ولا تقابل المرشحين لها وكأنها رياضة ! على العكس من البعض الآخر يأتيه المسمى على طبق من ذهب أو من غير تدرج وظيفي أو خبرة حقيقية ويعيش الدور وكأنه خبير زمانه و(فلتة) عصره. وهذا محور كبير يحتاج إصلاحاً ومعالجة بحد ذاته!
ولنعود للموظفين الكادحين والمكافحين والصابرين. لذا، عند تقديم تلك العروض التقاعدية لهم وهي أشبه لما حصل لتقاعد البعض من القطاع النفطي والعسكري بعروض حكومية نقرأ عنها بين فترة وأخرى، فالكل يعمل في مجاله ويشارك في بناء الوطن ورعاية مصالحه، والبعض يكدح بشكل أكبر. لذا، يجب عدم تفضيل قطاع على آخر، وبذلك يتقاعد الموظف الحكومي بشكل أسرع وبعضهم يكون في حالة أشبه بمتقاعد لا يزال يعمل! من الإحباط وضعف الحافز.
ولذلك، يترك فرصة لتوظيف الخريج من تخصصه ذاته في الوزارة التي ينتمي لها لدفع عجلة التوظيف ولتجاوز ما يحصل من اختلاف في مخرجات التعليم الجامعي وواقع العمل الحقيقي، خصوصاً أن بعض التخصصات وحتى الهندسية بدأ يقل الطلب عليه ما يؤدي هذا التحرك المهم إلى استغلال الكثير من الطاقات الشبابية من مختلف التخصصات وتجديد للدماء. فالمفترض ألا يكون الوضع بالطريقة التقليدية وهي بتحديث المتطلبات و(كتابنا
وكتابكم !) بل يجب أن يكون هناك حلول متنوعة جديدة تهدف لتحريك وتوليد الفرص الوظيفية، وهنا يأتي دور كل وزير أو مسؤول لتقديم خطة عمل للمساهمة في هذا الأمر، وبالتالي يؤدي ما سبق لمساعدة القطاع الحكومي لتخفيف طوابير التوظيف والتسريع في ضخ تلك الطاقات الشبابية المنتظرة للعمل. والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.
X @Alsadhankw