مع قرب بداية السنة الجديدة، لا بد لكل واحد منّا أن ينظر إلى حياته الشخصية على أنها مشروع، بل هي المشروع المصيري الذي يستحق كل التفكير والاهتمام والمتابعة.
إنّ الوعي بأهدافنا وطبيعة مشروعنا في هذه الحياة وبإمكاناتنا ومتطلبات فوزنا ونجاحنا، حدّدها لنا الله سبحانه وتعالى، من خلال تعليمات وأدبيات الشريعة الغراء.
إنّ مشروعنا هو أن نحيا حياة طيبة كما قال سبحانه:
«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (97) النحل.
الإيمان والعمل الصالح، هما عماد الحياة الطيبة، الإيمان الذي يرتكز على ركيزة كبرى أساسية، هي أن تكون الحياة كلها لله في جميع الأحوال والأوضاع، وذلك من خلال النية والقصد أحياناً، ومن خلال مقاومة الرغبات والنزعات أحياناً أخرى، ومن خلال العمل والنشاط والتحرك تارة ثالثة.
مكان إقامة المشروع يحتل أهمية خاصة في نجاح المشروع، والمكان الملائم هو المكان الذي يكون أصلح وأنسب لممارسة شعائرنا وواجباتنا الدينية، وأنسب لنجاحنا في أداء رسالتنا، ونجاح أعمالنا ومشروعاتنا المختلفة.
لكل مشروع رأسمال، والله سبحانه وتعالى رسم لنا الملامح العامة للحياة الطيبة التي تمكنا من إنجاح المشروع، لأن الله ملّكنا مواهب وقدرات فطرية، إلى جانب قابلية الإنسان للتعلم والاستدراك على أخطائه، ومراكمة خبراته، بالإضافة إلى الوقت وتوافر الأفكار المطلوبة للاستفادة من رأسمال المشروع.
من الأشياء الضرورية لإنجاح أي مشروع التخطيط الجيد للمشروع، ونحن بنو البشر مفطورون على التخطيط، والتخطيط يعني تحديد الأهداف البعيدة والقريبة التي نسعى إلى الحصول عليها، ويعني تحديد خط السير إليها، كما يعني تحديد الوسائل المطلوبة لذلك السير مع استحضار العوائق والصعوبات التي يمكن أن تعترض مسيرتنا، وأخذها بالحسبان، بالإضافة إلى تحديد الوقت المطلوب لكل خطة جزئية نضعها.
حياة الإنسان مشروع، له جانب بدني وفكري وروحي وعلمي ومهني واجتماعي، وكل هذا يحتاج إلى شيء من التخطيط.
نحن نعيش على هذه الأرض مرة واحدة، وهذه فرصة عزيزة وثمينة، ولهذا فإنّها تستحق كل الاهتمام، ومهما بذلنا من جهد في الاستفادة المُثلى من هذه الفرصة، فإنه سيكون قليلاً، فلنبدأ بالتخطيط لمشروع حياتنا من هذه اللحظة.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@