بعد سقوط نظام بشار الهارب والجبان، وبزوغ فجر جديد وأمل واعد على سورية وانهيار السجن الكبير في عهده البائد، فإن ذلك يمثل بحد ذاته إشراقة جديدة ليس للشعب السوري فقط بل للمنطقة والعالم بأسره، وذلك للتخلص من تاثيره السلبي وشره المستطير وظلامه الدامس.
وما حصل يمثل هروب الأسد من الفريسة، فقد كان هو ونظامه المنهزم يستقوون في البلد وكأنه فريسة لهم، وسبحان الله هرب هو والبعض من أزلامه من هذه الفريسة!
بهذا الشروق الجديد فإنّ ذلك يمثّل درساً عملياً لتحدي الطغيان مهما بلغ بطشه وظلمه وقوته وقمعه وأسلحته وطيرانه، والتي لم يستخدمها لتحرير الجولان المحتل من قبل الصهاينة، وقد كان نظامه أكثر من أمن الحدود معهم! بل تلك القوة العسكرية للنظام البائد تستخدم وبشراسة لقتل وقهر الإنسان وقمع الحرية في سورية، فهذا النظام جثم على صدور السوريين لأكثر من خمسة عقود بحزب بعثي تخلّص العراق منه، وها هي سورية تخلّصت أخيراً منه والحمد لله تعالى.
فالثورة والتحرير هما رسالة ضد الظلم وقهر الشعب والسطوة والتسلط عليه، وكأنه ملكية له، والثورة هي الحركة التصحيحية الحقيقية لما يسمى بالحركة التصحيحية في 1970 للعهد البعثي الظالم.
لذا، يجب عمل تحرك دولي وإسلامي وعربي وبحزم وبشكل عاجل لمحاكمة رموز الإجرام في النظام البائد وتتبعهم ومعاملتهم كمجرمي حرب على الجرائم والفظائع، والتي نشر البعض فقط. منها مما حصل من سجون تحت الأرض ومقابر جماعية وانزال براميل متفجرة على القرى والمدن واستخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرة، وتلك الجرائم تحتاج لفترة طويلة جداً لتوثيقها وجمعها وما أكثرها. ومنها ما نشاهده من تتبع آثار أو أبواب السجون التي تحت الأرض بحيث يستكثر هذا النظام المجرم الهواء والشمس على المساجين المعذبين وغيرها من الجرائم والتفنن في تعذيب البشر بأبشع الوسائل، ولا يوجد شيء اسمه حقوق الإنسان عنده.
وكان إعلامه المزيّف يمثّل بوق الكذب والتدليس وطمس الحقائق، والمنظر المزعج وهو عندما يتحدث هذا المخلوع في مجلس الشعب ويطلق تصريحه الكاذب ويصفق له الحاضرون وهم بالحركة المنافقة نفسها وكأنهم دمى تمت برمجتها وشحنها لتمجيد الطاغية بمظهر لا يتماشى مع العالم الحديث والحر.
وهناك نقطة مهمة وهي من الضروري عقد مؤتمر إسلامي وعربي عاجل لمساندة الشعب السوري وإعادة الإعمار في عموم سورية، وبالطبع مع وحدة وتعاون الشعب السوري نفسه ليعود لها إن شاء الله الازدهار والاستقرار مرة أخرى، ولتعود دمشق منارة حضارية، وهي أقدم عاصمة بالعالم، فيعود لها الهواء العليل وتتنفس وبقية سورية هواء الحرية والأمن والأمان ويحترم بها الإنسان وتحفظ كرامته، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
X @Alsadhankw