النجوم لها بريق يخطف الأبصار، وإشعاعات لها مسارات مختلفة، إذا نظر إليها المرء يلتمس منها مزيداً مما يتضمنه من خيرٍ مختلف الصنوف، ومتعدد الألوان، ومتنوع المشاهد.
تلقيت دعوة كريمة من الأستاذة/ كوثر الجوعان، رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام، لحضور المنتدى العلمي تحت عنوان: «الهوية الوطنية وتعزيز مبادئ المواطنة في المجتمع الكويتي»، بالتعاون مع مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت وفريق تعزيز الوحدة الوطنية (مجلس الوزراء)، وذلك في قاعة الخطوط الجوية الكويتية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت (من 10 - 11 ديسمبر 2024)؛ حيث تطرقت الأستاذة/ كوثر الجوعان، إلى موضوع الهوية الوطنية، وأكدت على أن التفكير في المنتدى لم يكن مصادفة، بل كان بمبادرة لبحث هذا الأمر في ظل ظروف استثنائية ودقيقة، وفي سباق محلي وإقليمي وعالمي مليء بالتحديات التي تواجه هويتنا الوطنية.
إن وعي المواطن بالمواطنة يعد نقطة البداية الأساسية في تشكيل نظرة الفرد إلى نفسه وإلى بلاده في إطار المواطنة، فالمواطنة إنشداد الفرد إلى تربة وطنه، واحتضانها، والدفاع عنها بكل ما يملك، حتى يكون الوطن في أمن، وهو يعيش في قلب كل مواطن.
وتطرقت الأستاذة/ كوثر الجوعان، إلى أركان المواطنة، حيث قسمتها إلى ثلاثة أركان هي: الانتماء للأرض والمشاركة والمساواة، ومن خلالها يتحقق الانتماء الحقيقي للوطن.
نعم، إن هوية مجتمعنا الكويتي تتمثل في الارتباط بهذه الأرض، التي نعيش عليها جميعاً، ونشر فكر التسامح، وقبول الآخر، ونبذ العنف، والولاء للوطن، والانتماء لترابه، والتمسك بالهوية الوطنية التي حددها دستورنا، والابتعاد عن الطائفية والقبلية.
إذا تحققت هذه المبادئ، فالقلوب تتحد، والسواعد تقوى، والفكر يتوحد، من أجل أمنا جميعا الكويت، التي نبذل كل ما نملك من أجل وحدتها وتماسكها والحفاظ على تربتها العزيزة التي آوتنا، فكان إنشدادنا إليها قوياً، واحتضاننا لها أقوى.
نعم، كما قالت الأستاذة القديرة/ كوثر الجوعان، نحن جميعاً على هذه الأرض مدعوون إلى المحافظة على الوحدة الوطنية؛ فهي حائط الصد الأول ضد أي طامع خارجي، نحن جميعاً في مركب واحد، وهدفنا بناء جيل جديد يحتمي بعباءة وطنه وأرضه وحكمة قيادته، وهو يصون قيمة تراثه وأعرافه في مواجهة المستجدات التي تعصف بالمنطقة والعالم. وفي ظل التحديات التي يفرضها بريق التكنولوجيا ليخطو نحو مستقبل أكثر إزدهاراً، ولسان حالهُ يقول:
يا بلادي وأنتِ قرة عيني
طبتِ نفساً على الزمان وعينا
ستفوزين رغم أنف الليالي
عجّل الدهر بالمنى أو تأنّى
عاشت الكويت، وعاش أهلها، وهي في قلوبهم راسخة.