لا تلم نفسك...

تجربة الغوريلا الخفية من التجارب التي لاقت شهرة عالمية واسعة، خصوصاً بأوساط المختصين من علماء النفس، وما زالت هذه التجربة تدرس بالجامعات لأهميتها...

في هذه التجربة التي أُجريت بجامعة هارفارد، قام باحثا علم النفس كرستوفر تشابرس، ودانييل سامونز، بعرض فيلم مصوّر قصير على مجموعات من طلبة الجامعة، ويظهر بهذا الفيلم فريقان يلعبان بكرة السلة، فريق يرتدي القميص الأبيض والآخر يرتدي القميص الأسود وطُلب من المشاهدين إحصاء عدد التمريرات التي يقوم بها أعضاء الفريق الأبيض مع تجاهل عدد التمريرات التي يقوم بها أعضاء الفريق الأسود خلال الفيلم الذي كانت مدته نحو دقيقة واحدة فقط.

وقد قام الباحثان بجعل فتاة تلبس لبس غوريلا تتحرّك وسط اللاعبين لمدة تصل لتسع ثوان واتجهت هذه الفتاة للكاميرا وضربت بيدها على صدرها، لكن المفاجأة كانت أن نصف من شاهد الفيلم من الطلبة لم يلحظ وجود الغوريلا، أو لم يلفت انتباههم أي شيء غير العادي بالفيلم، إنما كان كل تركيزهم منصباً على عدد التمريرات بين أعضاء الفريق الأبيض...

باختصار، إذا كان نصف من شاهد الفيلم القصير الذي مدته لا تتعدى الدقيقة الواحدة لم يلاحظوا خروج الغوريلا ووقوفها أمام الكاميرا، فكيف للعالم أجمع أن يلاحظ أو يفهم ماذا يجري حولنا من أحداث دولية بوجود كل هؤلاء اللاعبين الذين يملكون القدرة على تشتيت انتباهنا، فإن لم تفهم ما يجري حولك من أحداث فهذا هو الطبيعي ورجاءً لا تلم نفسك...