الحمد لله الذي منّ على الشعب السوري الكريم بالنصر العظيم، والرفعة على المستبدين، وإسقاط الطاغية وجيوشه المجرمة، من فضل الله تعالى أنه أخرج البلد وشعبه من محنتهم ورفع عنهم الظلم والقهر والاضطهاد الذي ذاقه سنوات عديدة؛ فلا يغرنك حلم الله تعالى على الظالم، فإنه يمهل ولا يُهمل، ولكل ظالم نهاية، ولا يمكن للظالم والطاغية الهروب من عقاب الدنيا والآخرة، يقول الشيخ الشعراوي: (لا يموت ظالم في الدنيا حتى ينتقم الله منه، ومن تمام انتقام الله منه، أن المظلوم يراه حتى يشفي غليله منه).
استجاب الله تعالى دعاء المظلومين، وأعطاهم قدرة على مقاومة الأعداء بقدر ما في وسعهم واستطاعتهم، ومنّ عليهم بالصبر الجميل، وفي ذلك رحمة من رب العالمين، فلا يضيّق الله تعالى على النفس، ولا يحمّلها فوق طاقتها، كما في الآية الكريمة: «لا يُكلّف اللهُ نفساً إلّا وسعها».
ينبغي أن يكون المظلوم وكل إنسان على الأرض دائم اللجوء إلى الله تعالى، كثير الدعاء، وعلى يقين أن كل دعوة من المظلوم ترفع للسماء كالشرارة ليس بينها وبين الله حجاب، فيفتح الله تعالى عليه أبواب الخير، ويبعد عنه الضيق والعسر، ولا شك أنّ بعد كل عُسرٍ يُسر وفتح عظيم، كما في الآية الكريمة: «فإنّ مع العُسر يُسرا * إنّ مع العُسر يُسرا» فالعسر لا يأتي إلّا ومعه اليسر، وذلك وعد من الله تعالى باليسر والرخاء بعد الشدة، وبشرى بالنصر بعد العسر، مهما كان هذا العسر شديداً وصعباً فإنّ اليُسر ملازم له، وقد أتى الفرَج بعد الكرب، بعد التشرد والذلة والأذى والفراق.
وعادت اليوم الفرحة والفرَج بعد سنوات الحزن والضيق والحبس والفراق، والتقى الأهل والأحباب والأولاد بالآباء والأمهات بعد الغربة، وفُتِح الباب للمهاجرين الذين فارقوا الديار، وأُطلق سراح كل معتقل من السجن، والحرية لكل من سلب منها، وقد ظهرت المشاهد المؤثرة عندما التقى العديد من الأبناء بآبائهم وأمهاتهم بعد غياب طويل، والأم التي استقبلت ولدها بعد سنوات الغياب، وهي تجهش بالبكاء، فاللقاء بالأحباب والعودة إلى البلاد هو عودة إلى الأمان، اللهم أتم عليهم فرحتهم وارزقهم حياة مستقرة آمنة، ويسّر لهم إصلاح ما دمّره الأعداء.
aaalsenan @