في عام 2016م، كتبت تغريدة على منصة (X) -تويتر سابقاً- كنوع من الدعم والمواساة للإخوة السوريين في حلب، بعد اضطرارهم لمغادرة المدينة بعد القصف الجنوني، الذي تعرضت له المدينة من قبل جيش النظام السوري المخلوع، حيث آثرت المقاومة والثوار الانسحاب مع الأهالي؛ حقناً للدماء، فقلت: «نُواسي أهل حلب بعد خروج آخر الدفعات من الأهالي والمقاتلين من المدينة، بأنه قد خرج حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة، وهو مُكره، ثم رجع إليها فاتحاً».
والهدف من التغريدة بث الأمل والتفاؤل، وبأن الأيام دُوَل، ويشاء الله عز وجل أن يتحقق ما تمنيناه وما تفاءلنا به، فكما عاد النبي عليه الصلاة والسلام إلى مكة فاتحاً بعد 8 سنوات من الهجرة، ها هم أهل حلب يعودون إلى مدينتهم فاتحين منتصرين بعد 8 سنوات، بل وتتحرر كل سورية من النظام البائد.
المسلم لا يعرف اليأس، ولا يقنط من رحمة الله، ودائماً يكون متفائلاً، حتى في أحلك الظروف.
في عام 1219م. احتل جيش التتار عاصمة الخلافة بغداد، وقتلوا الخليفة، واستبيحت المدينة، واحتلوا فلسطين ومدن الشام، وقتلوا أكثر من 800 ألف مسلم.
حتى أن المؤرخ ابن الأثير، ظن أن هذا من علامات قيام الساعة، وأنها مؤشر على نهاية العالم، ولما طلبوا منه أن يؤرّخ هذه الحوادث، تردد، فلما ألحّوا عليه كتب قائلاً: «فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذِكر ذلك، فيا ليت أمّي لم تلدني، ويا ليتني مِتّ قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً».
ثم دار الزمان دورته، وفي عام 1260م أي بعد ما يقارب 40 سنة، تولى المظفر قطز الحكم، فجهز جيشاً عظيماً، وقاتل التتار في معركة (عين جالوت)، وهزمهم فيها شر هزيمة.
يتعرض أهلنا وإخواننا في غزة، إلى إبادة جماعية، منذ أكثر من عام، لكننا على ثقة بأن الله تعالى سينصرهم، وبأن موازين القوة ستتغير وتتبدل، وكما سقط نظام الأسد، بعدما ظن أنه سيحكم للأبد، سيسقط حكم نتنياهو، وستنتصر غزة، وسيتحرر المسجد الأقصى، بعد ما يبذل المسلمون أسباب النصر، «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
X: @abdulaziz2002